مقالات

المهندس السيد طوبا يكتب: حسن الظن

خط أحمر

هناك حكمة تدور على ألسنة الناس أن سوء الظن من حسن الفطن وهى حكمة عرجاء لاسند لها من آيات ولا أحاديث فى الديانات السماوية فكيف يسيئ الإنسان الظن بأخيه أو صديقه أو بالناس جميعا فالأصل فى الأمور مكارم الأخلاق ومنها حسن الظن لكن أن يتوسم الإنسان الحسد والحقد والخيانة والسرقة فيمن حوله ظنا منه أن ذلك من الفطنة والحكمة فلا ينعكس على تصرفاته سوى بالعزلة والانطواء والخوف من مخالطة الناس والتعامل معهم وهناك فرق بين أن تحسن الظن بالجميع ثم تجد رد فعل بخلاف ما تأمل وبين الحذر والاحتياط والتكتم على الأمور وذلك من الحكمة خاصة مع الغرباء أو من لا تربطك بهم علاقات قوية وتعرفهم حق المعرفة فلا يجب أن نسيئ الظن بالناس دون التيقن ومعرفة الحقائق كاملة.

وذكر صديق أنه وأثناء صلاة التراويح أن وجد الكرسى تحتة يهتز بشدة وظن أن أحدا خلفه يعبث معه ويستهين بالصلاة لكن عندما التفت غاضبا يريد أن يوبخ الفاعل وجد أحد المصلين جالسا ويعانى من الشلل الرعاش وهذه سيدة طالما اشتكت من عصبية زوجها وفقدانه الدائم لاعصابه ثم تشاء الظروف أن يجرى كشفا طبيا ليكتشف وجود ورما بالمخ يضغط على أعصابه وآخر ظن بجاره سوءا لأنه لا ينزل لصلاة الجماعة ثم عرف أنه يقوم على خدمة والديه الطاعنين فى السن ويرعاهما رعاية كاملة وآخر قاطع صديقه لأنه أتصل به عدة مرات ولم يرد المكالمة ولو فى وقت لاحق واعتبر ذلك استهانة به وتكبر ولكن علم بعدها بالصدفة وجود صديقه فى الرعاية المركزة واحتجازه لفترة طويلة وحدثنى صديق أنه عند قيادته لسيارته بصحبة عائلته ومروره بأحد الميادين المزدحمة أن مر من أمامه مجموعة من الشباب بتسكع وبطء وتعجب من ملابسهم وقصة شعرهم بازدراء ثم تعطلت سيارته فجأة وأصبح فى خطر لمرور السيارات بجواره وبسرعة وخاف أن تصدمه احداها وفوجئ بمجموعة الشباب الذين هزئ منهم ومن مظهرهم تهب سريعا لنجدته وتدفع سيارته إلى مكان آمن بعيدا عن الميدان ثم انصرافهم سريعا قبل أن يسعفه الوقت لشكرهم.

فلا يجب أن نحكم على الكتاب من عنوانه أو نطلق الاحكام على الناس من مظهرهم فالمظاهر خادعة وكم من انسان أسأت به الظن من مظهره ثم عند معاشرته تكتشف دماثة خلقه وهذا لا ينفى أن يكون الانسان حذرا خاصة مع الغرباء فلا يسهب فى حديث ويخبر الجميع بكل مالديه حتى لا يفاجا برد فعل غير متوقع فالفطنة والحذر مطلوبان دون شك وريبة وسوء ظن بالناس ويجب علينا التفاؤل دائما وتوقع الخير والسعادة لا التشاؤم والسواد والقاعدة الآلهية(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ) فسوء الظن والتشاؤم متلازمان وحسن الظن والتفاؤل قرينان ومن الفطنة ألا ننخدع بالمظاهر الكاذبة والنفاق والرياء والوصولية والانتهازية وتلك أمور تحتاج أعواما من الخبرة والحنكة وتحرى الدقة حتى نميز الغث من السمين والحق من الباطل فلا نقع فريسة للنصب والاحتيال ولا خاب من استشار.

المهندس السيد طوبا حسن الظن خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة