أزهرى يكشف كيف كانت اللغة العربية أهم أسلحة المسلمين؟


قال الدكتور محمود فؤاد المدرس المساعد بكلية اللغة العربية التابعة لجامعة الأزهر بمحافظة سوهاج، بمناسبة اليوم العالمى للغة العربية، إن اللغة العربية فكر ناطق، والتفكير لغة صامتة، وتابع " اللغة هي معجزة الفكر الكبرى فهى قيمة جوهرية كبرى في حياة كل أمة وهى الأداة التي تحمل الأفكار، وتنقل المفاهيم فتقيم بذلك روابط الاتصال بين أبناء الأمة الواحدة ، وبها يتم التقارب والتشابه والانسجام بينهم".
وأضاف : "اللغة من أفضل السبل لمعرفة شخصية أمتنا وخصائصها، وهي الأداة التي سجلت منذ أبعد العهود أفكارنا وأحاسيسنا، وهي البيئة الفكرية التي نعيش فيها، وحلقة الوصل التي تربط الماضي بالحاضر بالمستقبل بل إنها تمثل خصائص الأمة، وقد كانت عبر التاريخ مسايرة لشخصية الأمة العربية، تقوى إذا قويت، وتضعف إذا ضعفت".
وأوضح فؤاد أن اللغة العربية غدت تحمل رسالة إنسانية بمفاهيمها وأفكارها، لافتا إلى أنها استطاعت أن تكون لغة حضارة إنسانية واسعة اشتركت فيها أمم شتى كان العرب نواتها الأساسية والموجهين لسفينتها واعتبروها جميعاً لغة حضارتهم وثقافتهم ولغة قرآنها الذي تبوأ الذروة فكان مظهر إعجاز لغتها القومية.
واستكمل المدرس المساعد بكلية اللغة العربية حديثه عن اللغة العربية قائلا : إن القرآن بالنسبة إلى العرب جميعاً كتاب لبست فيه لغتهم ثوب الإعجاز، وهو كتاب يشد إلى لغتهم مئات الملايين من أجناس وأقوام يقدسون لغة العرب، ويفخرون بأن يكون لهم منها نصيب، مؤكدا أن الحرب علي اللغة ليست ناشئة بسبب اللغة العربية نفسها، وليست هي المقصودة بالحرب، وتابع " اللغة جزء من مشروع متكامل عمل عليه أعداء الإسلام طويلا ، إنها الحرب الممتدة علي الإسلام وما يمت له بصلة".
وأستطرد : بدأت الحرب علي الإسلام منذ اللحظة الأولي للنبي –صلى الله عليه وسلم-من خلال مشركو قريش ومن تبعهم من قبائل الجزيرة العربية ، ثم انضم إلي المعركة اليهود ، وشارك في هذه الحرب الممتدة علي الإسلام المنافقون من العرب الذين أظهروا الإيمان وأخفوا الكفر ، وامتدت هذه الحرب علي الإسلام مدي السنين لم تتوقف أبدا وإنما أخذت صورا متعددة وأساليب متطورة تحمل الحقد والتصميم ، وظلت هذه الفئات تقود المعركة، يبرز واحد منها في عصر ، ويبرز آخر في عصر آخر، ويجتمعون كلهم حينا آخر كما اجتمعوا في غزوة الأحزاب ،وكأن معركة الأحزاب حول المدينة المنورة ماضية مع التاريخ" الكافرون –المشركون –المنافقون –اليهود – الدول الكبرى".
وأكد "فؤاد" أن هذه الحرب والمواقف العدائية ضد الإسلام واللغة العربية تفرض علينا سؤالا ، ما سبب هذه الحرب وما سبب هذا الإصرار؟ والإجابة هى أن السبب الرئيس شعور هؤلاء أن الإسلام الذي نزل علي سيدنا محمد –صلى الله عليه وسلم-يحرمهم من سلطانهم الباغي، وعدوانهم الظالم ، فمن أجل ذلك كانوا يضعون الخطط والوسائل والأساليب لمحاربته".
وأضاف : من ضمن الخطط التى استهدفت الإسلام والمسلمين هو إثارة الفتن بين المسلمين بكل أنواعها وأساليبها، والعمل على الغزو الفكري ليبدل هذا الغزو فكر المسلمين ويوهن قواهم ويفرقهم شيعا، وأحزابا ،وليطرح مبادئ بديلة عن الإسلام كالديموقراطية والعلمانية والاشتراكية والشيوعية والعولمة، وتابع " كما عهدت تلك القوى الباغية على تجهيل المسلمين بدينهم وبكتاب الله وسنة رسوله ولغتهم".
وتابع " من خلال خبرة هؤلاء المجرمين وطول تجاربهم مع الإسلام والمسلمين، وجدوا أن من أهم مصادر قوة المسلمين تمسكهم بكتاب الله وسنة رسوله، وتدبرهما في حياتهم اليومية، ووجدوا أن مصدر هذا التمسك بالكتاب والسنة عاملان رئيسان أولهما :صدق الإيمان بالله واليوم الآخر وثانيهما :اللغة العربية التي نزل بها الوحي الكريم قرآنا علي سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، واستطرد " فيظهر المكر والخبث في إضعاف إيمان المسلمين بشتي الوسائل ، ويوهنوا صلتهم باللغة العربية التي يتلي بها كتاب الله ويتدبر فيه ،ومن هنا بدأت الحرب علي اللغة العربية حربا شرسة يخطط لها شياطين الإنس ببراعة وصبر ، فتوهين إيمان الناس يساعد علي توهين اللغة العربية، وتوهين اللغة يساعد علي ضعف الإيمان في النفوس ، بل كان الأمر أخطر من ذلك ، فإن توهين صلة المسلمين باللغة العربية ، وتجهيله بها يعزله كلية عن الكتاب والسنة عزل تدبر وتلاوة وممارسة، وعزل المسلم عن الكتاب والسنة يوهن إيمانه بالله واليوم الآخر ، فأصبحت قضية اللغة العربية بالنسبة للإسلام والمسلمين قضية أساسية ، قضية حياة أو موت".
وطالب فؤاد فى نهاية حديثه بمناسبة اليوم العالمى للغة العربية أبناء الأمة الإسلامية والعربية ليفزعوا إلي لغتهم الأصيلة ، لغة دينهم وقرآنهم وسنة نبيهم ، ليفزعوا وينهضوا ليدرسوها ويتقنوها، ويدافعوا عنها ،حتي يعزهم الله بعزة دينه ولغته، وتابع " إلي كل مسلم ما زالت فيه حمية الإيمان والتوحيد ، والغضبة لله ورسوله ودين الإسلام ولغته، فاللغة العربية بالنسبة للمسلمين قوة عظيمة من قواهم وسلاح من أسلحتهم".