سارة درغام تكتب: فتاة بسيطة


قبل انتهاء عام 2019 ، قررت أن افصح في الرد على سؤالكم المتكرر لي .. أو سؤالي لنفسي .. من أنا ؟؟
نعم، في الكثير من الأوقات أسأل نفسي .. من أنا ؟
فقد جاء براسي عدة احتمالات ..
هل أنا تلك الأنثى التى تراها أعين الناس "الفتاة ذو الملامح الهادئة ، القوية المتفائلة بالحياة دوماً و التي تعيش في خيالها مع أحلامها الوردية؟"
أم أنا تلك الفتاة التى تستيقظ في كل صباح و تقف أمام مرآتها.. تتنفس تناقض بين الضعف و القوة .. قريبة و بعيدة مثل الليل و النهار .. الشمس و القمر .. ، ف لا أنا تلك الشخصية الهادئة الإنطوائية ، و لا تلك الإجتماعية صاحبة الجميع.
باختصار .. أنني فتاة بسيطة..
تبكيني أبسط الأشياء ربما تكون في نظر الجميع تافهة، وتسعدني أقل بساطتها، كدعوة عجوز عابرة مثلاً ..
و أعترف أيضاً أنني فتاة مُفرطة بداء المزاجية، أشرب يومياً كأساً من التناقض الغريب..
أقابل الحياة بجرأة مرعبة إلى حد ما لا حدود له وهذا الأمر المرعب بالنسبةِ لي..
فأنا متقلبة المزاج بحدة .. تارة أكون هادئة ساكنة ، و تارة أخرى مجنونة مفعمة بالنشاط .. و عقلانية إلى ابعد حد .. أقلق كثيراً، عكس ما يظهر من خلال ملامحي الهادئة بعض الأحيان ..أعاني من داء التفكير المفرط أشعر احياناً أن موتي سوف يكون من خلال إنفجار يحدث في الطبقة العليا من مخي .
و دائماً تدور في رأسي ألف فكرة و أجري ألف قصة في مخيلتي و في بعض الأحيان أتكلم عنها بصوت مرتفع ، متجاهلة كل أمر واقعي حولي..
أخجل إذا رمقني أحدهم بطرف نظرة ، ولا اتهاون إذا دعس أحدهم على كرامتي ..
أكتب بشكل شرس و اندفع تجاه الحب باحساس عالي.. استمع للموسيقى ، احتسي جرعات كثيرة من القهوة، أحب القهوة بجميع حالاتها أن تكون مثلاً ذات طابع فرنسي، ليست ساخنة ولا بأس إن كانت باردة فأنا لن أتركها ابداً بكل الأحوال ..و لكنني لستُ خبيرة بصُنع القهوة لأكون صريحة..
أحب الطبيعة.. وأؤمن أن الإنسانية تشمل الزرع و الطبيعة و ليس البشر فحسب.
انظر إلى السماء ، أشعر و كأنها أرضي أو عالمي الخاص التي أسير في نقائها، و أغرق في لونها الأزرق.. أحب الموج الأزرق و اللون الأزرق .. و الناس الممزوجين بالحياة و يحملون نقاء هذا اللون .. أحب أن أنافس نفسي ، وأن اتحدى من حولي بالنقاش..
و في الوقت نفسه أنا تلك الفتاة كثيرة التردد!! فإذ بأحد أخبرني عن شيء ترافقني كلمة "لا أعلم" ، من الممكن أن ابقى سبعون دقيقة أفكر في أمر ما و من ثم أجيب بالنهاية بوجه مقتحن حائر " لا أعلم"، و لكن لا بأس فأنا لستُ كذلك طوال الوقت .. على العكس تماماً فأنا اعرف في الكثير من الأوقات أنا من و كيف و ماذا أريد..
أحبني ، و أحب الأنا التى تسكنني، ليست غرور مني و لكنها عزة نفس تحميني من شر من حولي.
أكتب و اتنفس الحياة بمزاج راق للغاية.. و بجنون غير سطحي، بل إني املك من الانفعال و الاشتعال ما يكفي لأسيطر على أقل الأمور التي تمر في يومي .. إلا أني قوية لأكون فخورة بنفسي .. و ممتنة لها ، فلا شيء لدي اثمن منها .. هي و مزاجيتي المزعجة التى ترافقني اينما كنت ومع كل إحساس كتبته على هذه الأوراق .. لو ما نفسي و شخصيتي المتناقضة لما كنت أنا ما عليه الآن و لِما سوف أكون.
أعلم أنني لم أصل حتى لآن لما أشاء و يوجد الكثير و الكثير من الأحلام تنبت بداخلي ، لكنني راضية تمام الرضى عن نفسي و عما وصلت له حتى وقتنا هذا ، و أنا على يقين تام بأن القادم سوف يكون اعظم - بإذن الله- إن لم ينفجر عقلي طبعاً أو تنتحر مشاعري من كثرة مزاجيتي.