مقالات

الحسيني الكارم يكتب: ما بين برنارد شو و برنارد لويس

خط أحمر

فى إحدى الحفلات جلست امرأة على المائدة بجوار برنارد شو ، فسألها بهدوء:سيدتى هل تقبلين أن تقضى معى ليلة بمليون جنيه استرليني؟  فابتسمت المرأة وقالت، طبعاً بكل سرور.

فعاد وسألها هل من الممكن أن نخفض المبلغ إلى عشرة جنيهات فقط؟ فغضبت المرأة وصرخت فى وجهه قائلة:  من تظننى أكون ؟ فقال لها بهدوء شديد: سيدتى نحن عرفنا من تكونين، نحن فقط نختلف على الأجر .

(لم يذكر التاريخ اسم المرأة ولكن ذكر أسماء كثيرة تمثل هذه المرأة  في عدة صور  من شخصيات تخرج علينا وتبث وتلوث اسماعنا وأبصارنا  شخصيات ليس لها انتماء ولا مبدأ غير نفسها ومصلحتها فقط إذا خفض لهم الأجر اليوم أو انقطع سوف ينتقلون غداً  إلى مقاعد المعارضين ومتلونين وسوف يحدثونا عن الشرف والأمانة  والمفروض أن يتبع.

فيخرجون علينا بأفكارهم المسمومة من أبواق  لانعلم مدي مصدقيتها ولا صحة معلوماتها وتأثر تأثير سلبي علي من يسمعها أو يشاهدها أو يقرأها، وكل يعطي آراءه في كله افتاء ديني أو مجتمعي أو اقتصادي أو قانوني ويخرج ويحذر وينوه، ومن يدفع الثمن  أولادنا وشبابنا ونسأنا  الأسرة والمجتمع يقع ضحية وفريسة لهذه الشخصيات ومعلوماتهم مجتمعنا الآن أصبح في حالة ملحة وضرورية لاصلاح هذه المهاطرات، ومنع استنذاف قدراتنا العقلية والزمنية وأيضا النفسية التي تؤثر سلبا علينا أجمع.

قليل الوعي والعلم والثقافة يقع في شباك اتباع هذه الأفكار والمعلومات علي أساس أنها مؤكدة وتم تناولها من أحد منابر  الإعلام ولابد أن نعمل بها  ونخوض في مفارقات وتفاعلات لدرجة التفكك والتشتيت والقطيعة، أما صاحب المعلومة أو الذي عنده العلم يصاب بأحباط  نفسي وخيبة أمل  ويدخل في مرحلة السكون  العقلي والنفسي محاط  بطاقة سلبية رهيبة عندها نجد انفسنا فقدنا اتباع الأساس السليم والأساس العلمي المناهج المفروض أن تتبع.

والمجتمع كاكل يقع في بحور الظلمات والمعلومات المغلوطة الخاطئة، يعني أجيال ونشئ جديد خرج وتأهل علي كل ما هو خاطئ  من عادات وتقاليد اجتماعية وثقافة علمية أو دينية تصبح عادات على أساس التعامل والتفاهم.

ولقد نسينا وتناسينا الأمانة التي اعطاها الله لنا من نصح وعلم ودين والخوف من نقول معلومة خاطئة يتبعها أي فرد آخر وتكون النتيجة انهيار  وفشل وصاحب المعلومة في حياته ومماته يظل يجمع السيئات  ويتوارثها من من يتبع أي عادة أوسلوك خاطئ  كان هو السبب فيها.

ولهذا دعونا نتذكر الآية الكريمة، قال الله تعالى : ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ).

أي أن الله تعالى لا يخشاه إلا العلماءُ ، فتحسبو اخوتي الكرام إن كنت سوف تعطي معلومة أو كنت متلقيها ولابد من وجود  دور رئيسي لكل مؤسسات الدولة في محاربة كل ماهو خاطئ وإيقاف كل من يخرج علينا بمعلوماته وأفكاره الخاطئة لحماية أولادنا وشبابنا ونسائنا وأسرنا التي هي نواة المجتمع والوطن ولانقع في مخطاط مايدبره لنا اعدائنا. 

وخصوصا أنهم فشلو في كل ما احاك بنا حتي الآن ، واليوم التركيز علي تفتيت وتفكيك وتشتيت الأسر  من عادات وترابط ووعي وثقافة دينية أو علمية أو مجتمعية، تذكرو الأمانة التي أوصانا بها الله سبحانة وتعالي.

ونتذكر دائما هاتان الجملتين، "أعطني إعلامًا بلا ضمير أعطيك شعبًا بلا وعي"، و أعطيني تعليم بلا هدف أعطيك فشل بلا حدود.

الحسيني كارم برنارد شو برنارد لويس خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة