مقالات

المهندس السيد طوبا يكتب: محمد بن راشد

خط أحمر

بحكم عملى فى المجال الاستشارى والتطوير العمرانى فقد سافرت إلى معظم بلدان العالم ولكن ما شد انتباهى هو التطور الهائل والمستمر الحادث فى دبى، وأذكر أن سافرت إليها أول مرة بدايات 1990 وبصفة دورية فكنت أراقب عن كثب نمو وتطور تلك المدينة الجميلة والتى أصبحت مزارا لكل العرب لاستلهام القدوة والتطور والرقى ومثالا ناجحا لفكر وروح وقيادة محمد بن راشد الذى ولد عام 1949 وتخرج من كلية سانت هيرست العسكرية البريطانية وتدرج فى عدة مناصب حكومية وحتى تولى منصب نائب حاكم دبى عام 1995 ثم بعد وفاة أخيه الشيخ مكتوم بن راشد تولى الحكم أميرا لإمارة دبى عام 2006 وتمكن برؤيته الثاقبة وفكره المتطور من تحويل الميناء الصغير إلى واحدة من أجمل مدن العالم وأكثرها تحضرا ورقيا وبعد أن كانت مدينة شيكاغو قبلة للمعماريين أصبحت دبى الآن مزارا وبؤرة لاجتذاب أفضل معمارى العالم فأنشأوا أفضل المبانى فى العالم وبأفضل وأحدث نظم الإنشاء الحديثة.

وكنت أراقب مايحدث من حركة عمران فى دبى لدرجة أنى لوغبت عنها ستة أشهر فبالكاد أتعرف عليها من حجم الانشاءات التى تمت فى تلك الفترة الوجيزة فأصبحت أكبر مدينة فى العالم احتواء للرافعات البرجية ولم يتم انجاز تلك المبانى والإنشاءات على حساب الجودة فى التنفيذ بل ولكن بتخطيط دقيق وحرفية عالية لتنفيذ المرافق الرئيسة والشوارع والأرصفة والحدائق بأفضل المقاييس والمواصفات العالمية فقلما تجد عيوبا فى التنفيذ بدافع السرعة فكل شيئ يتم كما يقول الكتاب وينسب لبن راشد ابتكار مهرجان التسوق السنوى وتحويل دبى الى أول مدينة الكترونية فى العالم أجمع كما وأن انشاء فندق برج العرب وبرج خليفة والذان صنفا كأجمل الأبراج فى العالم فيرجع ذلك لرؤية بن راشد الثاقبة ولا يسع هذا المقال ولا عدة مقالات لحصر انجازات بن راشد من مطارات وإنشاءات متطورة ومدن ترفيهية وحدائق غناء وموانئ حديثة ومشروعات عملاقة سبق بها عصره فتحولت دبى فعلا لقبلة للمعماريين ومقصدا للسائحين من شتى أنحاء العالم ولم يعيقة جو دبى الحار لنصف العام تقريبا من تنظيمها المستمر لاهم المؤتمرات والمعارض العالمية على مدار العام مقارعا مدينتى شنغهاى وجوانزو الصينيتين فأصبحت فنادق وشقق دبى محجوزة على مدار العام.

كما وتصنف دبى بأنها أكثر مدن العالم أمانا وذلك بفضل شبكة الكاميرات التى تغطى كافة شوارع ومبانى وفنادق دبى ومربوطة بجهاز شرطة قوى وعلى أعلى مستويات التدريب والحرفية ولم يهتم بن راشد بالعمران فقط ولكن أولى اهتمامات كبيرة ببناء الإنسان فقام بتدريب وابتعاث المواطنين إلى أرقى الجامعات فى العالم ليعودوا فى خدمة بلدهم ولبن راشد تجارب عميقة فى السياسة والاقتصاد والاجتماع خطها فى كتابه رؤيتى والذى لخص فيه خمسين عاما من التجارب والخبرة ومن أشهر مقولاته: "إذا كانت العربة هي السياسة والحصان هو الاقتصاد، فيجب وضع الحصان أمام العربة.. لو كانت الإدارة العربية جيدة لكانت السياسة العربية جيدة والاقتصاد العربي جيداً، والإعلام العربي جيداً، والخدمة الحكومية جيدة".. كما أن له مقولات عديدة على وسائل التواصل الاجتماعى إنما تدل على قيادة متميزة وللعلم ليس لى علاقة بالرجل ولم أقابله فى حياتى ولكنها كلمة حق لنموذج فريد..فتحية من الأعماق لقائد عربى ذو رؤية فى زمن احتجبت فيه الرؤى.

المهندس السيد طوبا محمد بن راشد خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة