المهندس السيد طوبا يكتب: الشخصية السوية


قرأت عن أهم مميزات الشخصية السوية المتوازنة ووجدت أن من أهم صفاتها أنها دائما مبتسمة وتترك المجال للآخرين للحديث فاذا تحدثوا تنصت باهتمام ويمدحون الآخرين لكن لا يمدحون أنفسهم ويساعدون الآخرين وقت الحاجة ولديهم حس فكاهى دون تجريح ويصدقون الناس القول والنصيحة كما وينسبون الفضل لأهله ويشجعون الآخرين على النجاح فإن صادفت أحدهم يمتلك تلك الصفات أو بعضها فتمسك به وصادقه واذهب إلى إى مكان يتواجد فيه لأنه عملة نادرة كما ينصح علماء الاجتماع بالبعد عن العادات السيئة التى تستنزف الجهد والصحة مثل أخذ الأمور بشكل شخصى والتجهم والمبالغة فى تفسير الأحداث والتصرفات والمبالغة فى الاجهاد والسهر لأوقات متأخرة والتذمر طول الوقت والتفكير الزائد وعدم الاستمتاع باللحظة ومحاولة ارضاء الجميع كما يجب تعويد النفس على قبول الأشياء الناقصة واستحالة اكتمال كافة الرغبات لأنها فى معظم الأحيان تكون نذيرا للنهاية فلا تكتمل الأشياء الا وتنتهى.
وليعلم كل منا أن هناك قانونا فى الحياة يسمى الجهد المهدور حيث لا تفلح الأسود فى اصطياد سوى ربع محاولاتها فقط فى الصيد ولكنها لا تكف أبدا عن المحاولة لأن بقاءها فى استمرار محاولاتها وحيث يتم التهام معظم بيض السمك وتموت معظم الدببة قبل بلوغها كما وتهطل معظم الأمطار فى البحار والمحيطات ومعظم البذور تلتهمها العصافير ومع ذلك تستمر الحياة بينما تجد أن الانسان هو المخلوق الوحيد الذى لا يعترف بهذا القانون حيث يعتبر عدم نجاحه فى بضع محاولات تجعل منه إنسانا فاشلا فى حين أن الفشل الحقيقى يكمن فى التوقف عن المحاولة وتخطى العثرات والنظر إلى الأمام.
وقال أحد الحكماء لابنه ناصحا: أن علاقتنا مع الناس تدوم وتستمر بالتغاضى وتزداد بالتراضى ولكنها تمرض بالتدقيق وتموت بالتحقيق فبالابتسامة نتجاوز الحزن وبالصبر نتجاوز الهموم وبالصمت نتجاوز الحماقات وبالكلمة الطيبة نتجاوز الكراهية فتميز بما شئت لكن لا تتكبر واكتب ما شئت لكن لا تستفز أحدا وانتقد ما شئت لكن لاتطعن أحدا فروعة الانسان ليست بما يملك ولكن بما يمنح وقال فيلسوف آخر أنه يجب على الإنسان أن ينسحب عندما يشعر أن وجوده يتساوى مع غيابه وحذارى أن تفقد نفسك للحصول على مبتغاك فقد خلق الله كل انسان متميزا عن الآخر بميزة فلا تهدرها ويبقى الغرور فى بعض الأحيان حلا كى لا تدخل فى سجال مع الأغبياء وكن عفويا طيبا حتى لو أساء الناس فهمك واجعل لحياتك أهدافا عديدة وليس هدفا واحدا تعيش من أجله فتحبط إذا لم تحققه ولا تضحى لأجل من لا يستحق.
وكتب أحد العلماء عن الدروس المستفادة من قصة يوسف حيث تعلم أن بعض الناس يكرهوننا لمزايانا وليس لعيوبنا فالناس لا يريدون من يذكرهم بنقصهم كما تعلم من السورة أيضا أن الطعنة تأتى أحيانا من حيث لا تحتسب كما تعلم الا يقصص على الجميع كل خير وهبه الله لأن بعضهم ضيق النظر والقلب ينظرون الى ما فى أيدى الناس أكثر مما ينظرون لما فى أيديهم وأن بعض المجرمين يلبسون ثياب الناصحين وأن بعض الشر أهون من بعضه والا تبوح ببعض مخاوفك حتى لا يحاربك بها بعض الحاقدين كما تعلم ايضا أنه لا توجد جريمة مكتملة الأركان وأن الخير والشر ليس فى الاشياء انما فى طريقة استخدامها وأن الكريم لا يغدر والحر لا يقابل الاحسان بالاساءة وأن العالم كله لا يمكنه من اجبار انسان على فعل ما لا يريد فيتحجج بالظروف والأعذار وأن المعدن الأصيل لا تغيره الأماكن والمناصب كما أن الفساد يكون غالبا من سوء الأدارة وليس من قلة الموارد وأكتفى بهذا القدر متمنيا لى ولكم حياة سوية هانئة راضية.