المهندس السید طوبا يكتب: حضارة الطفولة


ھناك العدید من المظاھر السلبیة فى مصر والعالم العربى عن تربیة وتنشئة ورعایة الأطفال فربما ننفرد فى عالمنا العربى بسھر الأطفال مع أھلھم إلى ساعات متأخرة من اللیل وربما لساعات الفجر الأولى خاصة فى الإجازات الصیفیة وعطلات نھایة الأسبوع ویستحیل أن تجد أطفالا فى أوروبا أو أمریكا مستیقظین طوال اللیل ثم تاتى العادات الخطرة بجلوس الأطفال بجوار أھلھم فى المقعد الأمامى للسیارة وبعضھم للأسف من یضع ابنه أو ابنته على حجره وھو یقود السیارة نوعا من الدلع والتدلیل القاتل وھو محرم دولیا فمكانھم فى المقعد الخلفى على كراسى ثابتة ومخصصة للأطفال وإن كانوا صبیة فحتما لابد من وضع حزام الأمان لھم.
والعجیب أنه إذا عمل أحد منھم فى الدول العربیة أو سافر مع أسرته للدول الأوروبیة تجده شدید الحرص على سلامة أطفاله أما إذا عاد إلى مصر فینقلب الحال وتسمع حكم مثل الله یسلم ومصر أمان وغیره من العبارات الساذجة ويلغى من عقله البرنامج المتحضر ويقوم بتحميل البرنامج المحلى والذى ينم عن الجھل والاتكالیة ثم یعمد الكثیرون خاصة فى المناطق الشعبیة والاقالیم الى ضرب اطفالھم ضربا مبرحا بغرض تأدیبھم وتعلیمھم وبالرغم من اجماع علماء التربیة على خطأ ھذا النھج الا أنه لا توجد أى رقابة من الدولة على الأھل ولا زیارات منزلیة أو كشف دورى لحمایة الأطفال من التعرض للایذاء الجسدى والنفسى ثم تكون الطامة الكبرى بتشغیل الأطفال فى مھن شاقة تحت سمع وبصر المسئولین وبالمخالفة للمیثاق العالمى لحمایة الطفولة ودون وجود تفتیش دورى على الورش والمصانع الخاصة والمنازل التى تنتھك حرمة الطفولة واتخاذ الإجراءات اللازمة وتوقیع العقوبات على أصحاب الورش والمصانع والمنازل التى تقوم بتشغیل الأطفال.
وربما قرأنا مؤخرا عن حوادث تعذیب واغتصاب لأطفال فیقف القانون عاجزا عن حمایتھم وردع كل من تسول له نفسه إیذاء الأطفال ولا بد من أن یسارع مجلس النواب بتغلیظ كافة القوانین التى تتعرض لأى انتھاكات ضد الطفولة فھؤلاء ھم نواة المستقبل ولا بد ان تحرص الدولة على تنشئتھم التنشئة الصحیحة ورعایتھم وتشریع القوانین الحامیة للطفولة أما اعلامنا العلیل فمازلنا نأمل فى شفائه وتولیه دوره التنویرى والتوعوى السلیم لتسلیط الضوء وبشدة على مخاطر انتھاك براءة الاطفال وعلى الفن المرئى والمسموع حتمیة تناول الموضوع فى المسلسلات والافلام والبرامج لزیادة الوعى لدى العامة عن خطر الاساءة للاطفال وعلى الجمعیات الأھلیة والحقوقیة ضرورة الاھتمام بعقد دورات توعیة للأھالى والاشتراك مع الوزارات المختصة فى الاشراف الدورى على حالات الأطفال خاصة من یتعرض منھم لانفصال الابوین وعلى رجال الدین وأصحاب العمائم والقساوسة تناول تلك الموضوعات فى خطب الجمعة ودروس الفقه والمواعظ والبرامج الدینیة التى قلما تتناول مستقبل الطفولة فى بلادنا وبیان موقف الدین من انتھاك براءة الطفولة والتعدى علیھا بالقول أو الفعل.
أما عن دور المدرسة فلن أشیر إلیه لأنھا فقدت دورھا التربوى والتعلیمى منذ سنوات طوال وغاب الضبط والربط والقدوة الحسنة فلا ضوابط للغیاب والھروب من المدارس وافتقدت دور المشرف الاجتماعى الذى كان یھتم قدیما بتحسین سلوكیات الاطفال ومنع التنمر ومراعاة الظروف الأسریة والاجتماعیة للطلبة بعد أن انصب جل الاھتمام على الدروس الخصوصیة وكالعادة لن تتحرك الأمور إلا بناء على توجیھات السید الرئیس أعانه الله على تنابلة السلطان.