المهندس السيد طوبا يكتب: خواطر


قرأت مقالا عن أبرزمكارم الأخلاق التي وجب على الإنسان التحلي بها وهى: القناعة،، والرضى، والبر، والإحسان، والصدق، والأمانة، والصبر، والحلم، والأناة، والشجاعة، والتحمل، والتروي، والكرم، والاعتدال والإيثار، والعدل، والحياء، والشكر، وحفظ اللسان والجسد، والشورى، والوفاء، والعفة، والتواضع، والعزة، والقوة، والتعاون، والتسامح، وفعل الخير، والبعد عن الشر، والمساعدة، والنية الحسنة، وكف الأذى عن الناس، وطاعة الوالدين، ونشر المحبة، وحفظ السر، والمحافظة على الدين، والصلاة، والتقرب إلى الله، والبعد عن النميمة والغيبة وشتم الناس.
وتعجبت عندما قرأت أن جميع تلك الفضائل قد اجتمعت فى كافة الكتب السماوية وحثت عليها جميع الأديان وأجمع عليها كل الرسل والأنبياء وتساءلت فى نفسى ماذا يحدث لو تحلى شعبنا بنصف أو ثلث أو حتى ربع تلك الخصال والأخلاق.
فى أمريكا والدول المتقدمة يتم احتساب قيمة الوقت المهدر فى التنقل من والى العمل واستهلاك الوقود وتاثيرة على اقتصاد البلد أما عندنا فلا توجد معايير لاحتساب ذلك غير التواكل وخليها على الله ومن سنوات قريبة كان يتم الاعلان عن اصلاحات الطرق مع جدول زمنى للانتهاء منها ولكن كونها عادة سيئة فقد اندثرت ولا نعلم متى سينتهى الحفر مثلا لمحطة مترو الانفاق فى موقع ما ولا انتهاء الكوبرى فى موعد محدد وتلك أبسط بديهيات احترام المواطن فى بلدنا ولا أتحدث هنا عن الحالات الطارئة مثل انفجار ماسورة مياه أو عطل كهرباء أو اصلاح خط غاز طبيعى.
أصبح التسول صناعة كبرى لها مقوماتها وروادها ورجال اعمال يقتاتون من ورائها بالاضافة الى جيوش المتسولين الذين يتم توزيعهم جغرافيا على أماكن بعينها فى المدن الكبرى فترى نفس الوجوه يوميا فى أماكنها بكل دقة وانضباط ونادرا ما يحدث أن يتعدى أحدهم على مكان زميله أو يتسول فى غير المنطقة المخصصة له فهناك مراقبون حازمون لا يسمحون بأى تجاوزات وتلك صناعة تدر المليارات.
كتب أحدهم على صفحته ماذا يحدث لو استيقظنا ففوجئنا باختفاء كافة جامعى القمامة وعمال النظافة من البلد فكم سيكون كم الفوضى والارتباك وماذا يحدث لو اختفى جميع الفنانين ولاعبى الكرة من البلاد فبالتأكيد لن يحدث شيئ انما قيمة الأجور تعمينا عن القيمة الحقيقية للانسان..أعجبتنى الخاطرة.
يقول جورج برنارد شو أن الحياة المليئة بالأخطاء أكثر نفعا وجديرة بالاحترام من حياة فارغة من أى عمل ودائما ما يلوم الناس الظروف التى لا أؤمن بها فالناجحون فى هذه الدنيا اناس يستيقظون فى الصباح لايجاد ظروف مواتية للنجاح فان لم يجدوها صنعوها.
أتعجب من بعض الآصدقاء الذين منحهم الله نهرا من البركات ببقاء والديهم على قيد الحياة فيتأففون من رعايتهم ويتكاسلون عن تمريضهم فى كبرهم بل ينصب اهتمامهم على كيفية توزيع التركة بعد ممات أحد الوالدين مغلقين بذلك باب الخيرات والبركة وغافلين عن أنه كما تدين تدان.
تقول الينور روزفلت أن العقول الكبيرة تناقش الأفكار والعقول المتوسطة تناقش الأحداث أما العقول الفقيرة فتناقش الأشخاص.. ويستطيع كل منا تقييم عقله وماذا يناقش.
قيل إن كل السرقات حرام الا السعادة فأينما وجدتها فاسرقها فلا قانون يعاقب على ذلك وما عليك إلا أن تكون سارقا ماهرا لأنها تجيد الاختباء.