مقالات

محمد ماهر يكتب ..عندما تهاوت الأخلاق .. !!!

محمد ماهر
محمد ماهر

فقد المجتمع المصري منذ سنوات عديده قيم و أخلاقيات عديدة كنتيجة للظروف السياسيه و الاقتصاديه التي مر بها الوطن .. ليس في السنوات القليلة الماضية فحسب و إنما منذ منتصف التسعينيات عندما بدأت الرأسمالية تتحكم في كل مجريات الأمور في الدوله و بدأت معها الطبقه الوسطى في المجتمع مرحلة التحول إلى الطبقه مابين محدودي الدخل و بداية خط الفقر .

و لا شك أنه مع هذا التحول الاقتصادي كان لابد و أن يتبعه تحول فكري و نفسي يؤثر سلبا على أساليب الحياة و أنماط التفكير التي تعيد التوازن مرة أخرى لمن تدهورت أحوالهم الماديه و نقلتهم الى الخانه الأقل في التصنيف الاجتماعي بعد فقدان القدره على استمرار بعض المميزات التي أصبحت بعيدة المنال .. و أصبح السعي في الحفاظ على الحد الأدنى من سبل الحياة الكريمه هو الهدف و الأولويه التي تسعى بقايا الطبقه إلى تحقيقه .

و مع هذا التحول بدأت بعض الأخلاقيات تتهاوى و تسقط مع الضغوط الشديده التي لم يقوى الكثير على مواجهتها .. و بالتالي فعندما تسقط الأخلاقيات تموت الضمائر و ينتشر الفساد الذي إعتبره الكثير هو الحل و السبيل الوحيد للثبات و إعتبار ضغوط الحياة هي المبرر الذي يحول الحرام إلى حلال .

و في نفس تلك الفترة الزمنيه بدأت تتغير خرائط القوى الناعمه و تنخرط في إبراز مبررات الفساد و إظهار سبل تكوين الثروات المشبوهه مع التركيز على دافع الظروف و الاحتياج لتبرير السرقه والرشوه و الاتجار في الممنوعات من آثار أو مخدرات و غيرها كطريق سريع و سهل لتكوين الثروات و اللحاق بالطبقات الأعلى و التمتع بملذات الحياة .

و كلما مر الوقت و ازدادت ضغوطات الحياة تسقط قيم جديده و تتلاشى شيئا فشيئا الاخلاق حتى ظهرت طبقة الفهلويه اللذين يستطيعون الكسب بلا تعب و كل مؤهلاتهم " إنعدام الضمير " و هذه الفئه للاسف لا تشمل موظف مرتشي و لا تاجر ممنوعات و لا لص يهجم و يسرق .. و لا حتى رجل أعمال يأخذ قروض و يهرب .. هذه الفئه هي الفئه الاخيره التي كانت بإمكانها إعادة بناء المجتمع ..

المعلم .. نعم المعلم الذي يتقاعس عن أداء دوره في تعليم الطلاب بالمدرسه لاحبارهم على اللجوء الدروس الخصوصيه .

الاستاذ الجامعي .. الذي لا يهتز ضميره عندما يقضي على مستقبل شاب أو فتاه لأنها لم تشتري كتابه أو ملخصاته .

الطبيب .. الذي يوهم المريض أنه في دائرة الخطر و أن عليه أن يجري تحاليل و فحوصات في معامل بعينها خاضعه لاتفاقيات النسبه و العموله .

الكاتب .. الذي يصور المجتمع من زاوية واحده و يبرز ضعف اصحاب المبادئ و الأخلاقيات و انهزامهم أمام سطوة الفاسدين .. و أن السبيل الوحيد لإعادة الحقوق هو استخدام نفس اسلوب الاشرار و المبرر جاهز الانتقام ممن ظلموه .

تلك النماذج من المهن هي كانت الامل الأخير في إعادة البناء بعد استسلام القوى الناعمه و الإغراق في إنتاج دراما العنف و المافيا و العصابات و صراع المجد الشخصي مع الشر .. وتفرغ البرامج لتقديم حوارات لا تهدف و لا تقدم ترفيها بل على العكس تماما فهي تزيد من معاناة الناس

أعتقد أننا بحاجه ماسه لإعادة دور القوى الناعمه صاحبة التأثير الأكبر و الأشمل في إيقاظ الضمائر التي ذهبت في سبات عميق و تحتاج لمن يعيدها للحياة و يعيد معها أخلاقيات زمن الفرسان .. فرسان القيمه و الخلق و أصحاب الضمائر الحيه .

و للحديث بقيه

محمد ماهر حريق إيتاى البارود خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة