مقالات

المهندس السيد طوبا يكتب: إنما الأمم الأخلاق

خط أحمر

ما يحدث فى المدارس والجامعات المصرية الخاصة والحكومية من تجاوزات من الطلبة والأساتذة لشيء محزن ومشين وربما تابع بعضنا الأحداث المؤسفة والسلوكيات المنحطة لبعض الطلبة والطالبات من تطاول الطلبة على أساتذتهم فى المدارس بل وتهديدهم بأولياء أمورهم من السادة المسئولين أو الضباط والتنمر بزملائهم وتشكيل عصابات للسرقة والتعدى بالضرب حتى الموت على من يعصى أو يظهر الشهامة أما فى الجامعات فحدث ولا حرج من تدخين الحشيش فى المدرجات وتهديد الاساتذة والعمداء وقيام الطالبات بالرقص فى المدرجات ناهيك عن استخدام وتبادل الألفاظ الخارجة والشجار والتنمر ليس بزملائهم الطلبة فحسب بل بالمعيدين والأساتذة والعمداء وأيضا تحت مظلة وحماية الأهل من ذوى السلطان والمال والجاه.

وربما لم نسمع فى عصرنا عن تلك الموبقات فقد كان للاستاذ فى المدرسة هيبته واحترامه كما كان للأستاذ الجامعى والجهاز المعاون كل التبجيل والتوقير ولم أسمع أو أقرأ انه فى الستينيات أو السبعينيات من القرن الماضى أن تطاول طالب على استاذه بالاساءة أو الضرب أو توعد أحدهم عميد الجامعة بالعقاب ولا أود أن أبدو قادما من العصور السحيقة ولكن حدوث مثل تلك السلوكيات أمر مستحدث عن ثقافتنا وعاداتنا وأخلاقنا وربما يرجع الفضل فى ذلك من وجهة نظرى إلى مسرحية مدرسة المشاغبين التى أسقطت كل القيم المتعارف عليها بين الطالب وأستاذه ثم جاءت هوجة يناير لتقضى على البقية الباقية من قيم ومبادئ بين المرؤوس ورئيسه والطالب واستاذه والعامل وصاحب العمل بل تفشى أيضا بين الابن وأهله وعلى جانب آخر تخلى بعض المدرسين عن أخلاق المهنة ودفعوا الطلبة لأخذ دروس خصوصية لديهم مهددين بدرجات السنة والحضور وربما بتسريب أحدهم لأسئلة الامتحانات.

وفى الجامعات انتشرت الدروس الخصوصية للمعيدين ونشر الأساتذة كتبا ومذكرات قصروا فيها أسئلة الامتحانات حتى يجبروا الطلبة على شرائها كما وسمعنا عن بعض الحوادث عن التحرش والابتزاز الجنسى للطالبات وهنا لابد من أن ندق جميعا ناقوس الخطر لأن انتشار تلك الأخلاقيات والتعاملات المشينة بين الطلبة وأساتذتهم وبين الأساتذة وطلابهم لينذر بعواقب وخيمة ويهدد مستقبل الأمة ولا بد من حركة تصحيح تعيد الأمور إلى نصابها تبدا من المنزل فلابد لأولياء الأمور من احترام المدرسة والمدرسين وزرع ذلك الاحترام فى نفوس الأبناء وعدم التستر على أخطائهم أو استخدام نفوذهم لحماية الأبناء وتهديد وترويع الأساتذة.

كما أن هناك عبئا على المدرسة بضرورة تطبيق النظام والانضباط وتجريم الدروس الخصوصية ومن يعمل بها وعلى وزارة التعليم الحزم فى مراقبة المدارس وسلوكيات الطلبة والأساتذة لتعود هيبة التعليم واحترام متبادل بين الطلبة وأساتذتهم وبالعكس أما اعلاميا فيجب توخى الحذر من انتاج أفلام ومسلسلات تدعو الى العنف والبلطجة واسقاط القيم والمثل العليا ومجتمعيا يجب على الجمعيات الأهلية أن توجه بعض أنشطتها لرعاية الطلبة المحتاجين وتوفير مناخ عائلى افضل لتنشئة الشباب على القبم والأخلاق الحميدة كما يجب على المسئولين بالحكومة ردع كل من تسول له نفسه تهديد أو ترويع الاساتذة وفضح كل مسئول يقوم بذلك وتقديمه للتحقيق كما أن على المشرع سن القوانين المنظمة لذلك ثم تطبيقها دون مجاملات أو استثناءات وإلغاء عبارة يستثنى من ذلك لأنها تفتح باب الشيطان وبإذن الله نجتاز هذه الغمة وتنصلح الأحوال.                                                     

المهندس السيد طوب إنما الأمم الأخلاق خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة