يمر كل إنسان بحالة من الاكتئاب الحزن والرغبة فى الانفراد بنفسه والبعد عن الناس وفقدان الشهية سواء للأكل أو ممارسة هواياته أو رياضته المفضلة أو حتى التزاور مع الأهل والأصدقاء وربما يرجع ذلك لإصابة الإنسان بنوع من الفشل فى تحقيق هدف معين أو الحصول على ترقية أو وظيفة أو مضايقات من مديره أو طبعا بسبب زوجته فيؤثر الانزواء ويعتليه التوتر وافتعال الخلافات مع الجميع.

وينصح العلماء بضرورة التغلب سريعا على تلك الحالة النفسية وعدم الانصياع لها وهناك عدة مقترحات للاستشفاء السريع فمنها التوجه إلى الله بالعبادات والأعمال الصالحة وبر الوالدين والتشاور مع الكبار أو صديق تثق بحكمته أو طبيب نفسى  فيما يمر به من أزمات للنصح والمشورة ومن المهم أيضا القراءة والاطلاع على تجارب أناس عانوا من تلك الظاهرة وكيف تغلبوا عليها والأهم زيارة بعض المناطق الفقيرة أو المستشفيات أو دور ايتام ليلمس فورا أن ما يعتبره هو مأساة ومشكلة عظمى ليست سوى بعض المقبلات والحلويات مقارنة بمصائب الآخرين ومشاكلهم.

وينصح علماء الاجتماع والأطباء النفسيين بضرورة تحديد المشكلة ومعرفة أسبابها ومصارحة النفس فربما يكتشف الإنسان أنه هو المتسبب فى المشكلة إما بالتسرع فى اتخاذ القرار أو سوء الحكم على الأمور أو الجهل بالتعامل مع تلك المواقف ويوقن أنه سوف يظل يتعلم ويخطئ ويصيب مهما بلغ به العمر أو الخبرة فالكمال لله وحده والتعرف على أصل المشكلة هو أساس العلاج.

كما أن الإيمان بقضاء الله وقدره يعين الإنسان على تقبل غلق أحد الأبواب ليس نكاية فيه بل ربما ليفتح له باب آخر فيه الخير كله ومن الضرورى أخذ راحة اجبارية حتى يستجمع عقلك وجسدك وروحك الهدوء والطمأنينة فمن الخطر أن تتخذ قرارات وأنت فى حالة اكتئاب أو احباط لأنها سوف تكون حتما خاطئة وإن تمكنت فاذهب فى رحلة أو عمرة بمعنى مغادرة موقع الحدث لفترة فينشغل اهتمامك بمواقع وأحداث وأشخاص مختلفة فكل ذلك يساعد على التغلب على حالة الاكتئاب الموجودة.

كما ينصح بمزاولة الرياضة والمشى ومشاهدة أفلام كوميدية والاستماع إلى الموسيقى كما أن الحياة مليئة بقصص نجاح لأناس من ذوى الاحتياجات الخاصة الذين تحدوا اعاقتهم ولم يستسلموا لليأس والاحباط أو أصابهم الحزن بل لمعوا ونجحوا ولعل سيرة العالم الأسطورة ستيفن كينج أشهر فيزيائى العالم والذى أصيب بمرض فى شبابه شل حركته تماما وبقى طوال حياته جليس الكرسى المدولب وألف العديد من الكتب وله نظريات هامة فى الفيزياء.

أما نيكولاس فوجيسيك أحد أغنى رجال الأعمال فى أستراليا فقد ولد بدون أطراف ولم يحبط وييأس بل نجح علميا وعمليا وهو القائل ساجرب مائة مرة حتى أنجح ولايهم كم مرة فشلت ولكن انظر إلى النهاية وأديبنا الكبير مصطفى صادق الرافعى لم تعيقه إصابته بالصمم عن اجتهاده ليصبح أحد كبار الكتاب والشعراء فى عصرنا الحديث، وأيضا توماس أديسون أحد أشهر المكتشفين والمخترعين فى العالم أجمع لم يعيقه فقدان السمع عن اختراع التليغراف والميكروفون والمصباح الكهربائى فاسأل نفسك ماهى احباطاتك مقارنة بهؤلاء وغيرهم وستعلم يقينا أنه لا وقت تضيعه فى الاكتئاب سوى رغبتك الشخصية فى أن تكون مكتئبا.