بريطانيا تكشف عن سلاح يعمل «بموجات الراديو» لإسقاط الطائرات المسيّرة


كشف الجيش البريطاني عن نجاحه في اختبار سلاح يعمل بموجات الراديو لضرب أسراب من المسيّرات وإسقاطها، وذلك عبر نماذج من هذه الطائرات المسيرة، في وقت تسعى فيه جيوش العالم إلى إيجاد سبل جديدة لتحييد ما أصبح واحدا من أكثر التهديدات التي تواجهها في ميادين القتال الحديثة.
وذكرت مجلة "ديفينس نيوز" الأمريكية المتخصصة في الشؤون العسكرية - نقلاً عن بيان لوزارة الدفاع البريطانية - أن الجيش تمكن من إسقاط أسراب من المسيّرات لأول مرة في تجربة أخيرة استُخدم فيها نموذج لمنظومة تسليح، طورها كونسورتيوم وقادته شركة "ثاليس- المملكة المتحدة"، واستُخدم فيها موجات راديو عالية التردد لحرق الأجزاء الداخلية للمسيّرات، واعتراض أو إتلاف المكونات الإلكترونية الحيوية بها، ما يؤدي بالمسيّرة إلى التحطم أو الانحراف عن مهامها.
وأفادت وزارة الدفاع البريطانية أن جنوداً من اللواء (106) التابع للمدفعية الملكية تمكن من إسقاط سربين من المسيّرات في اشتباك واحد استُخدم فيه السلاح الجديد، وقد أُعطب وأُتلف أكثر من 100 مسيّرة خلال التجارب التي أجريت على المنظومة.
وبينت أن سلاح الطاقة الموجهة لترددات الراديو، استطاع في آن واحد وبصورة فورية تقريباً، تحييد العديد من الطائرات المسيّرة المستهدفة خلال التجربة.
وقالت الحكومة البريطانية إنها استثمرت أكثر من 40 مليون جنيه إسترليني (بما يعادل 53 مليون دولار أمريكي) على البحث والتطوير لأسلحة موجات الراديو حتى الآن، بتكلفة بلغت نحو 10 بنسات لكل طلقة أطلقت، مؤكدة "لو تم تطوير (السلاح) ليدخل الخدمة العملياتية، فإنه سيعد مكملاً عالي الكفاءة من حيث التكلفة لمنظومات صواريخ الدفاع الجوي التقليدية".
وترى الحكومة أن أنظمة الأسلحة الموجهة بطاقة موجات الراديو يمكنها التغلب على الأهداف المحمولة جوا والتي تقع على مدى يصل إلى كيلومتر واحد (بما يعادل 0.62 ميل)، كما أنها فعالة ضد الأهداف التي يصعب التشويش عليها باستخدام وسائل الحرب الإلكترونية.
وأضافت أن مثل تلك المنظومات يمكنها أن توفر الحماية الأمنية للمناطق الحساسة مثل القواعد الدفاعية من هجمات الطائرات المسيّرة غير المعروفة، علاوة على أنها تلعب دوراً حيوياً في منع حدوث اضطرابات في المطارات، لافتة إلى أن ظهور الطائرات المسيّرة في أجواء المطارات تسبب في إغلاق العديد منها في أنحاء متفرقة من العالم خلال السنوات الأخيرة.