أكد الإعلامي محمد موسى أن الاحتلال الإسرائيلي لا يتحرك عبثًا في الجولان السوري المحتل والضفة الغربية، بل يسير ضمن خطة ممنهجة تهدف إلى فرض سيطرته الكاملة على الموارد المائية والحدود الاستراتيجية في المنطقة، في إطار مشروع توسعي قديم متجدد يحمل أبعادًا جيوسياسية خطيرة.
وأشار موسى خلال تقديم برنامج "خط أحمر" على قناة الحدث اليوم، إلى أن الكيان الصهيوني يسعى إلى التحكم الكامل في مصادر المياه الحيوية مثل نهر الأردن ونهر الليطاني، مؤكدًا أن احتلال الجولان وقمم جبل الشيخ ومناطق حوران ليس فقط لأغراض عسكرية، بل أيضًا لتحقيق عمق أمني واستراتيجي طويل الأمد، يضمن بقاء إسرائيل قوة مهيمنة على مفاصل الحياة في المنطقة.
وأضاف أن الضفة الغربية تحولت إلى مسرح مفتوح لعمليات الاستيطان والتهجير القسري، في محاولة لتغيير تركيبتها الديموغرافية، وربطها جغرافيًا وأمنيًا بالمخطط الأكبر للهيمنة الإسرائيلية على حدود ما يُعرف بـ"إسرائيل الكبرى"، مشددًا على أن هذا التمدد لا يتم بمعزل عن التواطؤ الدولي وصمت بعض الأطراف الإقليمية.
وحذر موسى من أن السكوت العربي على هذا الزحف الاستيطاني يمثل خطرًا وجوديًا، مؤكدًا أن ما يحدث في الجولان والضفة ليس معزولًا عن بقية الدول العربية، بل هو تمهيد لفرض واقع جديد في المنطقة يكرّس تفوق إسرائيل العسكري والسياسي والمائي.
وختم موسى تصريحاته بالتأكيد على أن مواجهة هذا المشروع لن تكون إلا من خلال إعادة بناء استراتيجية عربية موحدة، تتجاوز ردود الفعل العاطفية والخطابات الحماسية، نحو تحرك عملي يحصّن الأمن القومي العربي ويمنع فرض خرائط جديدة رُسمت منذ أكثر من سبعين عامًا.