مقالات

المهندس السيد طوبا يكتب: فضل القراءة

خط أحمر

انحسر حب القراءة فى العقود الأخيرة مع ظهور التليفزيون والمسلسلات والأفلام ثم ظهور الألعاب الإلكترونية حتى أصبح من النادر أن تجد من شباب اليوم من يحافظ على القراءة اللهم مذاكرة ما سيأتى فى الامتحان وبخلاف ذلك ربما تمضى الإجازة الصيفية دون قراءة قصة أو مجلة أو حتى جريدة وتراجعت الصحف الورقية والكتب وحل محلها وسائل التواصل المجتمعى وأدوات البحث جوجل وأمازون وغيرها.

لكن يظل للقراءة بريقها وعمقها وأثرها الإيجابى على شخصية الانسان وثقافته ويرجع العلماء فضل القراءة على البشر بأنها تقوى الوصلات العصبية بالمخ وبالتالى يزداد تركيز الإنسان وتنمو قدرته على التحليل والتفكير السليم فيستطيع أن يبدع ويقضى وقته بعيدا عن الاكتئاب والتوتر وعظماء العالم من مفكرين وفلاسفة وأدباء لم يصلوا للحالة الإبداعية إلا بفضل القراءة وقبل ظهور وسائل التواصل الاجتماعى لم يكن أمام جيلنا سوى القراءة.

ونحمد الله أن تلك الاختراعات قد ظهرت حديثا لأن ما نجده الآن من ضعف مستوى اللغة لدى كثير من الشباب فإن مرجعه إلى عدم القراءة والدكتور بن كارسون أشهر جراحى العالم للأطفال اكتشفت والدته أنه أسوا طلاب الفصل وأغباهم لكنها لم تيأس والزمت طفلها باستعارة كتابين من المكتبة أسبوعيا وكتابة ملخصات لهما وإلا حرمته من اللعب والخروج ومشاهدة التليفزيون وتحول بن كارسون إلى أذكى طالب فى فصله وتفوق ونبغ وله الآن ما يزيد عن تسعين مؤلفا طبيا وتخصص فى فصل التوأم السيامى على مستوى العالم ويعترف بأن الفضل يرجع لأمه لأنها أغلقت التليفزيون وحببته فى القراءة والعقاد وعبقرياته.

والكثير من المبدعين لم يبرزوا وتشتهر مؤلفاتهم إلا بفضل القراءة وأول ما نزل من القرآن "اقرأ" وياليتنا جميعا نحبب أولادنا فى القراءة وحدث أن تبنت السيدة الفاضلة سوزان مبارك حملة القراءة للجميع وبدأت تنتشر المكتبات الثابتة والمتنقلة فى كافة أرجاء مصر وبالطبع كونها زوجة رئيس الجمهورية آنذاك تبنت كافة الأجهزة والمسئولين الحملة وروجوا لها واستبشر الجميع خيرا بولادة أجيال جديدة تحب القراءة.

ولكن كعادتنا فإن تلك الحملات لاتأخذ بعدا استراتيجيا للدولة أى ترتبط بوجود المسئول فى منصبه وفور خروجه من منصبه يتم نسيان الموضوع واغفاله فماتت الحملة كما ماتت حملة الوفاء والأمل للسيدة جيهان السادات من قبل وياحبذا لو قامت شركات الاتصالات والمياه الغازية وغيرها ممن ينفقون المليارات على الدعاية بإجراء مسابقات ذات جوائز مادية قيمة للاطفال والشباب الأكثر قراءة وإنتاج أفلام وثائقية ثقافية وتعليمية وتبنى النوابغ من أطفالنا وشبابنا والتكفل لهم ببعثات تعليمية فى الجامعات العالمية كجزء من برامجهم الدعائية والإعلانية التى ينفقون عليها ببذخ بدلا من انفاقها على نمبر ون والهضبة واستضافة نجوم عالميين يتقاضون ملايين الدولارات لأداء إعلانات سخيفة فيصبح لهم دورا مجتمعيا مؤثرا ومحمودا من الناس.

المهندس السيد طوبا فضل القراءة خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة