مقالات

السيد الخطاري يكتب: عذراً إمام الدعاة

خط أحمر

انتابتني حالة من الغضب العارم كما انتابت كثير المتابعين من مستخدمي مواقع التواصل الإجتماعي في مصر والعالم العربي خلال اليومين الماضيين ، تسببت فيها من تسمي نفسها إعلامية ، تلك البنت التي لا تعرف معنى الأدب ولا تمت للمؤدبين والمؤدبات بأيه صلة ، بنت تدعى أسما شريف منير ، ابنة الفنان شريف منير والتي تشاركه تقديم برنامج تلفزيوني أسبوعي على قناة شهيرة ، وذلك بعد هجومها على فضيلة الإمام الشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي ووصفها له بـ " المتطرف" ، ودفع هذا الوصف الكثيرين من مستخدمي مواقع  التواصل الإجتماعي لشن هجوم ناري عليها ، دفعها للإعتذار عن ما قالته وغلق حسابها على موقع "فيس بوك".

 بدأت الأزمة حين طلبت من متابعيها على «فيس بوك»، من ترشيح عدد من أسماء المشايخ الذين يثقوا بفتواهم وأراءهم في أمور الدنيا والدين ، لفقدان أغلب الدعاة التي تعرفهم لثقتها على حد وصفها ، مرجعة أسبابها في ذلك لكونهم أصحاب خلفية متشددة، فضلًا عن أن ما يقدموا من فتوى ومعلومات تكون في معظمها مغلوطة ، فاقترح عدد من متابعيها اسم فضيلة الإمام محمد متولي الشعراوي ، باعتباره إمام الدعاة ورمز الاعتدال ، غير أنها رفضت الفكرة لاعتبارها أن فتاوي إمام الدعاه تحمل الكثير من الأراء المتطرفة على حد تعبيرها ، قائلة :    " طول عمري كنت بسمعه زمان مع جدى الله يرحمه، ومكنتش فاهمة كل حاجة ، لما كبرت شفت كام فيديو مصدقتش نفسي من كتر التطرف، كلام فعلًا ما عرفتش استوعبه، حقيقي استغربت" ، وأنا أقول لها بل أن الذي استغرب ما تقولينه ، فلا شك لدي بأن من أغلق الله قلبه وأوصد فؤاده وضيق فكره مثلك وبهذا الشكل أمام خواطر و تأملات فضيلة الإمام التي أطلقها بين الناس على مدار عمره لن يفلح غيره في الأخذ بيده لطريق الله في الدنيا والأخرة كما تقولين ،  فخواطر فضيلة الإمام كان لها الأثر البالغ في تقريب الناس من كتاب الله عز وجل وتبسيط تفسيره لهم ، فكلماته درر ، ومواعظه وحكمه جواهر ، وتفسيراته لا ترتبط بزمان أو مكان .

اسمع من بعيد من يقول أنها حرية ووجهات نظر وللجميع الحق في النقد والإختلاف ، فأقول له مهلاً عزيزي فأنا لست ضد أن يختلف أحد مع فضيلته ولا مع أفكاره وآراه التي لاقت القبول بين كل محبيه في مصر والوطن العربي والعالم الإسلامي ، فذلك لن ينقص من حب الناس له شيئا ولا يزيده ، فيحق لأي شخص الإختلاف مع فضيلة الإمام الشعراوي لكن بأدب ، فالأدب والتأدب مع العلماء سمة الكبار ، أما ما حدث من تلك الفتاة فلا يوجد تعريف له في قاموس الحياة  إلا قلة الأدب ، لأنها لا تعرف من هو فضيلة الإمام الشعراوي الذي كان رمزًا للسماحة والوسطية والإعتدال ، فهو من علم الناس التسامح في أبهى صوره متخذاً الرسول الكريم في ذلك قدوة له ، بل ودخل في معارك كثيرة مع المتطرفين في القول والفعل  .

اعلم أنتلك الفتاه خرجت بالأمس ببيان اعتذار بعدما تدخل الأقربون منها ووجهوها لذلك ، ثم كررت الإعتذار عما بدر منها في مداخلة تليفونية اختصت بها ذلك الإعلامي الذي دائما ما يصطاد في الماء العكر ، بل وبكت بحرقة أمام ملايين المشاهدين ، لكن دموعها هذه لن تزيل برأيي قبح وصفها لفضيلة الإمام الذي لا يتنظر أن يدافع عنه أحد ، فإن الله يدافع عن الذين آمنوا ، لكن ليس من المفترض أن يخطئ الشخص ويعتذر بعد ذلك بداعي أنه لا يحسن التعبير واختيار الكلمات الصحيحة كما تقول هي، علماً بأنها تضع نفسها في صفاف الإعلاميين وتحسب نفسها واحدة منهم ، ولكني أرى أن الخطأ ليس خطأها وحدها بل يشترك فيه من وضعها على كرسي المذيع بجوار والدها في برنامج عائلي تقدم فيه وجبه اعتبرها هادمة لكل تقاليد التربية في حوار ينقصه الأدب والتأدب حتى مع والدها تحت ستار حوار الأجيال ، وختاما لا استطيع إلا أن أقول اعتذر منك فضيلة الإمام ، فجميعنا مخطئون في حقك قبلها ، واعلم أنك لو بيينا الآن لسامحتها بل ودعوتها لبيتك على الفور ، فأنت دائما ستبقى إمام الدعاه.

السيد الخطاري عذراً أمام الدعاه خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة