مقالات

المهندس السيد طوبا يكتب: قبل فوات الأوان

خط أحمر

وصلنى بوست جميل جدا وللأسف دون ذكراسم كاتبه ولكنى سأنقله لكم كما هو لدسامته الروحية والمعنوية ويقول: "نظرة الحب الحقيقية تجدها في المطارات, والندم الحقيقي تجده في المقابر, والدموع الحقيقية تجدها في الجنازة, والدعاء من أعماق القلب تجده في المستشفى, لأننا ببساطة لا نعرف قيمة بعضنا إلا عند النهايات, فأن تُقَدِّم وردة في وقتها خَيرٌ مِن أن تُحضِر نجمة من السماء بعد فوات الأوان.

وأن تقول كلمة جميلة في الوقت المناسب خير مِن أن تكتب قصيدة بعد أن تختفي المشاعر, ولاجدوى من أشياء تأتي متأخّرة كقُبلة اعتذار على جبين ميّت, فلا تؤجل الأشياء الجميلة  فقد لا تستطيع تأديتها مرة أخرى" وكلمات البوست بسيطة ولكن مؤثرة فكثير منا يؤجل التعبير عن مشاعرة الطيبة تجاه إنسان آخر إما لعدم الجرأة أو لكسل يعتريه فيؤجل الأمر لوقت لاحق وعندما تحين اللحظة المناسبة وتأتيه الشجاعة فتجد قد فات الأوان أو أن تخطئ فى حق إنسان وتأخذك العزة بالإثم فلا تعتذر عن خطأك حتى يأتيك الخبر بأن من أخطأت فى حقه إما سافر خارج البلاد أو خارج الحياة فلا ينفعك ندمك حينها فليبادر كل منا بفعل الخير والاعتذار عن أخطائه ومسامحة الآخرين إن أخطاوا فى حقه فما أجمل من العيش فى سلام وطمأنينة ومصالحة مع نفسك.

لا تطل فترة العناد والمعاندة فيتولد الحقد والكره فى نفسك وتعيش مهموما حزينا ومن المعروف أن العند يصاحب الإنسان فى مرحلة الطفولة لرفض طلبات الأهل أو لاثبات وجهة نظر معينة وبالتأكيد فى مرحلة المراهقة عندما يبادر الجسد بالنمو أسرع من العقل فيقوم المراهق بالاحتجاج على كل شيء عندا فى أهله ولكن بعد تجاوز تلك المرحلة الحساسة من العمر فلا عذر لتأجيل المشاعر وقول الكلمة الطيبة والاعتذار عندما تخطئ.

فأفضل الخلق هو خلق الاعتذار وحدث أن اختلف يونس مع معلمه الإمام الشافعى رحمة الله فى مسألة علم فترك يونس الدرس وغادر غاضبا وفى المساء سمع يونس طرقا على الباب فلما فتحه وجد معلمه يلقنه درسا فى حسن الخلق قائلا يا يونس تجمعنا مئات المسائل وتفرقنا مسألة فلا تحاول كسب كل المواقف ولكسب القلوب أفضل من كسب المواقف ولا تهدم جسورا بنيتها فحتما ستحتاجها يوما, وعلى كل منا المداومة على بر الوالدين أحياء أو الترحم عليهم أمواتا وصلة الرحم والسؤال عن الأصدقاء واحترام الكبير والعطف على الصغير وتنشئة أبنائه على محاسن الأخلاق وود زوجته وتقبيل يدها عند عودته للمنزل فإن لم يكن متزوجا فتقبيل يداه ورفعهما للسماء حمدا وشكرا.

ولا تندم على نية صادقة منحتها ذات يوم لأحد لم يقدرها بل افتخر انك تحمل قلبا من ذهب ولاتحمل كرها أو حقدا على أحد فالمشاعر الصادقة تجدها فعلا فى المطارات والمقابر والجنازات والمستشفى فبادر باعلان المشاعر الطيبة قبل فوات الأوان.

 

المهندس السيد طوبا قبل فوات الأوان خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة