مشروع تهجير الفلسطينيين من غزة إلى خارجها بحجة توطينهم في وطن بديل مؤقت والخطوات المرحلية التي سيقطعها تنفيذ هذا المشروع التهجيري الضخم، سيكون هذا الطرح أولى الموضوعات التي سيتم طرحها في لقاء الرئيس الأمريكي ترامب ورئيس الحكومة الإسرائيلية نتينياهو.

هذا التفكير غير المنطقي يشهد على فشله مشهد عودة المهجرين سيرا على الأقدام إلى قطاع غزة واستعدادهم للبقاء حتى لو على أنقاض وركام المنازل، هذا الشعب المتمسك بوطنه وأرضه لن تجبره اتفاقيات العالم على ترك أرضه.

بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية في هذا اللقاء سيكون أول رئيس لحكومة أو لدولة أجنبية يتلقى دعوة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لزيارته في البيت الأبيض بعد تسلمه مهام منصبه، وهي الزيارة التي تحدد لها من الثالث إلى الخامس من شهر فبراير المقبل، أي بعد أسبوع واحد من الآن.

هل هذا التقدير الذي حظى به نتينياهو من الرئيس ترامب له مغزى، وهل هذه الزيارة أكبر من كونها زيارة بروتوكولية عادية أو روتينية؟ المرجح أنها أكبر وأهم من ذلك بكثير، لأنه في مثل هذه الظروف الاستثنائية الخطيرة التي يمر بها الشرق الأوسط، لا بد من تصور نتائج هذه الزيارة وتوقع ما سيكون.

أما الطرح الثالث فمن المتوقع أن يتعلق بموقفهما المشترك من مشكلة البرنامج النووي الإيراني، ومناقشة خيارات وبدائل قد يتشاركان في مسئولية تنفيذها.

والسؤال هو ما هي المساعدات التي سيمنحها ترامب لنتنياهو، مساعدات عسكرية متطورة لم تحصل إسرائيل عليها في تاريخها، أو أسلحة كانت محظورة عليها لأنها لا تستخدم ضد المدنيين، وهل سيسمح له باستخدامها في غزة لتسويتها بالأرض حتى لا تعود تصلح للحياة، وهو ما سيضطر سكانها الفلسطينيين إلى النزوح قسرا منها، ولتجد مؤامرة إخلاء غزة طريقها إلى التنفيذ على أرض الواقع.

وأيضا المساعدات اقتصادية وتسهيلات ائتمانية هائلة، لتعويضها عن بعض خسائرها في حربها على غزة..

ومن المتوقع أنهم سيرتبون لنتنياهو لقاء حافلا في الكونجرس بمجلسيه الشيوخ والنواب بأغلبيته الجمهورية الموالية والداعمة بقوة لإسرائيل، وسيحيونه كما فعلوا معه من قبل وكان حديث العالم كله وكأنه ليس مجرم حرب وإرهابي فاق كل حدود الخطورة وتعداها إلى الانحطاط السياسي والأخلاقي والإنساني .

يداه ملطختان بدماء عشرات الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ الفلسطينيين الذين قتلتهم قواته بدم بارد ودفنت آلاف كثيرة غيرهم تحت الأنقاض بالإضافة لأكثر من مئة ألف مصاب.

وهو من دمر غزة بهمجيته ووحشيته وساديته وحولها إلى أرض محروقة لا تصلح للحياة.. هذا هو ضيف ترامب الذي سيتم استقباله والترحيب به في أمريكا الأسبوع القادم.