مقالات

الدكتور سامح خشبة يكتب: تعظيم سلام

الدكتور سامح خشبة
الدكتور سامح خشبة

دائمًا يستهويني الرد على بعض الزملاء المحترمين الإعلاميين والنقّاد. وحقيقةً، أعجبني جدًا منشوراتهم الأخيرة المتعلقة بقرار السيد رئيس الهيئة الوطنية للإعلام بخصوص ضمّ مجموعة قنوات وإعادة تسمية قناتي النيل سينما ودراما إلى اسمهما الجديد (موليوود).

أقول لهم: زميلي العزيز المحترم، عندما اعترضت وأصابك قدر من الغيرة على المسمّى القديم والتاريخ، هل سألت نفسك؟ ماذا قدّمت النيل سينما منذ نشأتها في 31 مايو 1998م؟

أنا أُجيب: النيل سينما، يا سيّد يا محترم، كانت فقط تعرض أعمالنا وتراثنا السينمائي الذي امتدّ لما يقرب من مائة عام، ولم تتدخل في الإنتاج السينمائي الفعلي منذ نشأتها.

هل سألت نفسك: أن بناء دولة حديثة يتطلّب تطويرًا وتعديلاً من عدمه؟

أنا أُجيب: يا سيّد يا محترم، لا يقلقك تغيير اسم، فالفكر والمحتوى والرؤية هي الأهم، أيها الزميل المحترم، التاريخ يثبت أنه عندما تغيّر ميدان الإسماعيلية إلى (ميدان التحرير) حاليًا، لم نفقد هويتنا، وعندما تغيّر اسم مكتبة البحر المتوسط إلى (مكتبة الإسكندرية)، لم نفقد هويتنا وارتباطنا بالبحر المتوسط، وعندما تغيّر اسم (الهيئة الوطنية للإعلام) من اتحاد الإذاعة والتليفزيون، لم يقلل ذلك منا، ولم نفقد تاريخنا.

وحتى مع الأشخاص العظماء، عندما غيّرت أم كلثوم اسمها من فاطمة إبراهيم البلتاجي، لم تفقد هويتها وأصلها.

زميلي العزيز المحترم، قد يكون فينا محمد ويوحنا ولم يقدّما لعقيدتهما مثقال ذرة، وقد يكون فينا أسماء لا تعجبك ولا ترضيك، ولها تاريخ في العطاء والتميّز والنجاح.

زميلي المحترم، العبرة ليست بالأسماء، والنقد ليس بالهجوم، والأدب ليس بالتلفّظ بما لا يليق.

جلسنا لسنوات ننتظر الفرج، وعندما جاء الفرج، قمتَ وزملاؤك المحترمون بنشر عشرات المنشورات المُفوّهة وغير المُفوّهة بحجّة أنكم مثقّفون، ولديكم عشرات المقالات، وربما كتيّب، ولم تُدركوا أن من تتطاولون عليه بألفاظكم لديه من المؤلّفات ما لا أستطيع حصره.

زميلي العزيز، إن كنتَ تدّعي أنك نلت من القيادة أو الوزارة جزءًا، فمن تتطاولون عليه وتدّعون عدم خبرته أو دراسته للقرارات أولاً، هو رئيس هيئة بدرجة وزير، ولديه من التاريخ والخبرة والمعرفة والنجاحات ما يجعلني، وأنا حاصل على الدكتوراه، أن أنحني له احترامًا وتقديرًا لفكره وعلمه ورؤيته التي ربما لم يُدركها إلا أصحاب العقول وذوو القليل من الوطنية.

زميلي المحترم، اترك الدفّة للقائد، وشاهد ماذا سنجني وإلى أي مدى سينقلنا هذا الفكر لمرحلة جديدة من الرقي والعمل بمهنية لنقترب فيها من العالمية.

فقط زميلي العزيز المحترم ما أطلبه منك هو أن تدعم الناجح، وإن لم تستطع الدعم ففي الصمت احترامٌ لنفسك أولاً.

وحقيقي، أنا أشكر السيد رئيس الهيئة الوطنية للإعلام لأنه شنّ منكم حملة إعلانية لـ(موليوود) تُقدّر بالملايين، وأصبح الشارع المصري عن بكرة أبيه ينتظر مولد (موليوود مصر) في السينما والدراما.

فشكرًا، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، فأنت الواجهة، وأنت الأمل، وأنت الشخص المناسب في المكان المناسب، ولا تستحق منا إلا (تعظيم سلام).

مقالات خط أحمر ماسبيرو قنوات النيل خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك القاهرة
بنك القاهرة