مقالات

الدكتورة دينا السايح تكتب: العرب أعداء ما جهلوا.. إيران الشبح المتواجد في كل أزمة

خط أحمر

في المقال السابق، أشرنا إلى أن خطة أوباما تضمنت وضع خارطة جديدة للشرق الأوسط تقوم على تقسيمه إلى منطقتين نفوذ رئيسيتين: سُنية وشيعية الجزء السُني يخضع لسيطرة جماعة الإخوان المسلمين، بتوجيه سياسي من حزب العدالة والتنمية التركي، بينما الجزء الشيعي يكون تحت الهيمنة الإيرانية الهدف من هذا التقسيم أن تصبح الولايات المتحدة قادرة على التحدث مع طرفين فقط عند التعامل مع شؤون المنطقة. بناءً على هذه الرؤية، دُبّرت أحداث ما يسمى بـ"ثورات الربيع العربي" لإسقاط قادة دول عربية كانوا يتمتعون بنفوذ داخلي ودولي، رغم هشاشة الاستقرار الاقتصادي والسياسي في تلك الدول، والذي كان يستند إلى عوامل تاريخية كطول فترة الحكم أو نظام الوراثة الملكي.

قبل الخوض في تفاصيل دور إيران، ينبغي التأكيد على أهمية الفصل بين العقيدة والسياسة. إدخال المعتقدات الدينية في التحليل السياسي يؤدي إلى الالتباس وسوء الفهم، السياسة، في جوهرها، لا تعترف بدين أو مذهب، بل تقوم على المصالح وعندما تجد سياسيين يبنون برامجهم وخطابهم على أساس ديني، فهذا غالبًا يشير إلى محاولتهم خداع الجمهور تحت ستار الدين.

دور إيران بعد ثورة 1979
منذ الإطاحة بالشاه وتولي الخميني السلطة، برزت إيران كدولة تسعى للهيمنة الإقليمية لعب المرشد الأعلى، الخميني، ومن بعده خامنئي، دورًا محوريًا في توجيه المشهد السياسي الإيراني، فيما بقيت المناصب الرئاسية في البلاد شكلية منذ السنوات الأولى للثورة، عملت إيران على تنفيذ أيديولوجية "ولاية الفقيه"، التي تهدف إلى نشر التشيع المسلح في الدول المستهدفة.

استراتيجية إيران للنفوذ الإقليمي
تركزت الاستراتيجية الإيرانية على إنشاء جماعات مسلحة داخل الدول، منفصلة عن الجيوش الوطنية، لتحقيق أهدافها. هذه الجماعات تُستخدم لإثارة الفوضى والإرهاب الداخلي، مما يُضعف استقرار الدول ويمنح إيران فرصة التدخل والسيطرة أولى هذه التجارب نُفذت داخل إيران نفسها، حيث جرى تهميش الجيش الوطني لصالح "الحرس الثوري"، الذي حظي بدعم مالي وعسكري كبير ليصبح القوة المهيمنة كان دور الحرس الثوري مزدوجًا: حماية النظام والثورة داخليًا، وتنفيذ عمليات خارجية في إطار مشروع إيران الإقليمي.

تشابه استراتيجيات إيران والإخوان
هناك قواسم مشتركة بين سياسات إيران وجماعة الإخوان المسلمين، من أبرزها "سياسة الحفر"، التي تعود فكرتها تاريخيًا إلى غزوة الخندق التي اقترحها سلمان الفارسي هذه السياسات تُطبَّق بوسائل مختلفة، منها بناء شبكة من الأنفاق لاستخدامها عسكريًا ولوجستيًا.

نتائج هذه السياسات
تمكنت إيران من إنشاء كيانات داخل الدول العربية تتبعها عقائديًا وسياسيًا. هذه الجماعات المسلحة، التي تقاتل بدوافع طائفية، أدت إلى تعزيز الانقسامات داخل المجتمعات، مما أضعف الدول وأشعل صراعات داخلية. النتيجة كانت تهيئة الساحة لسقوط أنظمة الحكم، وتحويل الصراعات الوطنية إلى نزاعات طائفية تسهم في تحقيق أهداف إيران التوسعية.

إلى هنا، يصبح واضحًا أن إيران تسعى لتحقيق مخططها بخطوات ثابتة، مستفيدة من التمهيد الأمريكي الذي يسبق تدخلها عادة إذا نظرنا إلى خريطة الحرس الثوري الإيراني الشهيرة، والتي توضح مشروع "الهلال والقوس الشيعي"، سنلاحظ أن مصر مدرجة ضمن هذا المخطط.

القوس الخليجي
يشمل هذا القوس: البحرين، الأحساء والقطيف (المنطقتان الغنيتان بالنفط والغاز في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية، والقريبتان من البحرين عبر جسر الملك فهد)، بالإضافة إلى وسط وجنوب العراق ومنطقة الأحواز.

البحرين
بدأت إيران محاولاتها لاختراق البحرين بعد عام 2011، بمحاولة إشعال ثورة داخلية في هذه الدولة الصغيرة ذات الأغلبية الشيعية، التي تضم عددًا من السكان ذوي الأصول العجمية (الإيرانية). ومع ذلك، تم إحباط هذه المحاولة سريعًا وهنا يمكن الإشارة إلى زيارات أمير البحرين لمصر في تلك الفترة، والتي تحمل دلالات كبيرة.
لماذا نبدأ بالبحرين رغم هدوء الأوضاع حاليًا؟ الجواب يأتي لاحقًا، فقط استمر في القراءة.

العراق
العراق هو المثال الأكثر وضوحًا للنفوذ الإيراني. بعد سقوط نظام صدام حسين وتفكك الجيش الوطني إثر الغزو الأمريكي، أصبحت الساحة ممهدة أمام إيران بدأ العراقيون يواجهون انقسامًا طائفيًا حادًا، غريبًا عن مجتمعهم الذي كان يعيش لسنوات طويلة في تناغم بين السنة والشيعة.

انتشرت عادات ومظاهر جديدة على الشوارع العراقية، مثل طقوس العزاء الشيعية في المناسبات، وتصاعد التوترات الطائفية إلى حد القتل على الهوية، حيث أصبح الاسم أو الانتماء المذهبي سببًا للقتل تدريجيًا، أصبحت إيران شريكًا رسميًا في حكم العراق.

موقف إيران من العراق
ورغم نفوذها الكبير، لا تعترف إيران بدولة العراق أصلًا، إذ تعتبرها "دولة مسخ" نشأت عن اتفاقية سايكس بيكو لتقسيم المنطقة ونهب النفط الشيعي.

الأكراد
في الماضي، كان الأكراد يتعاونون مع صدام حسين لصد التقدم الإيراني خلال الحرب الإيرانية العراقية التي استمرت أكثر من 13 عامًا في مقابل هذا التعاون، حصل الأكراد على الحكم الذاتي، يتميز المجتمع الكردي بأنه متنوع دينيًا ومذهبيًا، حيث يضم أغلبية مسلمة سنية إلى جانب مسيحيين وأقليات أخرى.

عقيدة الجيش الكردي تقوم على حماية الأرض بدلًا من أي اعتبارات عقائدية، وهو ما يجعله مشابهًا لنهج الجيوش الوطنية مثل الجيش العراقي سابقًا والجيش المصري حاليًا.

لكن إيران رأت في الأكراد تهديدًا كبيرًا لمخططاتها، خاصة مع تطلعهم إلى إقامة دولة مستقلة. لذلك، شنت حملات قمع ضد المجتمع الكردي في العراق، وصنفتهم كجماعات معادية تضمنت هذه الحملات تهديدات بالقتل، خطف الأطفال، اغتصاب النساء، وتنفيذ عمليات هجومية على القرى الكردية باستخدام الحرس الثوري. الهدف من ذلك كان السيطرة على الموارد النفطية ومنع الأكراد من تحقيق استقلالهم، الذي كان سيشكل خطرًا حقيقيًا على تمدد إيران الإقليمي.

لطالما كان رأيي، منذ سنوات وما زال، أن انفصال الأكراد وتحويل أقاليمهم المنفصلة إلى دولة موحدة سنية تُعرف بـ"كردستان الكبرى"، هو خطوة استراتيجية يجب دعمها دولة كردستان هذه ستكون لها سيادة كاملة، بجنسية واحدة، علم وبرلمان موحد، وحكم مستقل. مثل هذا الكيان سيشكل حليفًا قويًا لنا، يسهم في تحجيم نفوذ إيران الممتد إلى تركيا وشمال سوريا. بإنشاء "هلال سني" يحيط بالهلال الإيراني الشيعي، ومع تسليح الجيش الكردي، الذي يتميز بخبرة طويلة في القتال في بيئات صعبة كالمناطق الجبلية والكهوف، يمكننا أن نحصل على دولة قوية موالية هذه الدولة ستصبح ركيزة عسكرية تدعم العالم العربي في مواجهة التهديد الإيراني.

لبنان: النفوذ الإيراني عبر حزب الله
على مدى سنوات طويلة، عانت لبنان من انقسامات طائفية أضعفتها. وخلال ذلك، استطاعت إيران تعزيز نفوذها في البلاد عبر حزب الله، الذي يشارك فعليًا في السلطة السياسية والعسكرية، مما زاد من سيطرة إيران على القرار اللبناني.

سوريا: من النفوذ إلى الاستغلال
الوضع في سوريا لا يختلف كثيرًا، حيث استغلت إيران الصراعات الداخلية التي أضعفت الجيش السوري بسبب الانقسامات الطائفية. مع ظهور داعش وتقلص سيطرة نظام بشار الأسد إلى أجزاء محدودة من سوريا، تدخلت إيران بشكل مباشر لدعمه. هذا الدعم تمثل في ضخ أسلحة وأموال طائلة، بلغت قيمتها نحو 50 مليار دولار، لكن في صورة ديون وليس استثمارات.

من اللافت أن استثمارات إيران في الاقتصاد السوري لا تتجاوز 3%، مما يكشف أن هدفها لم يكن المساعدة، بل السيطرة. غياب الدور العربي السني في سوريا لفترة طويلة سمح لإيران بتوسيع نفوذها، لكن مع وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي، بدأت عودة العلاقات السعودية والإماراتية مع سوريا، وجرى إطلاق مشروع إعادة إعمار كبير بمشاركة دول عربية وأجنبية، بهدف موازنة النفوذ الإيراني ومنعه من السيطرة الكاملة.

رغم هذه الجهود، ظل النفوذ الإيراني حاضرًا في سوريا ومن المتوقع أن تستمر إيران في استغلال الوضع، حتى سقوط نظام الأسد. في تلك المرحلة، قد تلعب القوى العالمية، أو ما يعرف بـ"حكومة العالم الخفي"، دورًا في استخدام إيران كأداة لإثارة مزيد من الفوضى في سوريا، مما قد يؤدي إلى تقسيمها.

التحالف الإيراني الروسي وتزايد التهديدات
في مواجهة الضغوط الدولية، عززت إيران تعاونها العسكري مع روسيا، التي قدمت لها أحدث الأسلحة القتالية. هذا التعاون يشكل تهديدًا كبيرًا للاستقرار الإقليمي، خاصة مع استخدام إيران سوريا كممر لعمليات التهريب هذه العمليات تشمل تهريب المخدرات، الأسلحة، وعناصر الجماعات الإرهابية، بالإضافة إلى إنشاء ممر بري يربط العراق، الأردن، ولبنان، يُستخدم لضخ الأسلحة إلى حزب الله أو إلى الداخل السوري.

تطورات التهريب بعد زيارة قآني
على الرغم من أن عمليات التهريب كانت موجودة مسبقًا، إلا أنها تضاعفت بشكل كبير بعد زيارة إسماعيل قآني (خليفة قاسم سليماني) إلى سوريا في سبتمبر 2023 هذه الزيارة تزامنت مع تزايد التهديدات الأمنية على الحدود الأردنية، ما دفع الأردن إلى تعزيز الإجراءات الأمنية.
وللتذكير، وقعت هجمات حماس في أكتوبر من العام نفسه هل يمكن اعتبار هذا مجرد صدفة؟

إيران واستغلال سوريا
من كل ذلك، يتضح أن إيران لا تهتم بسوريا كدولة أو شعب أو عقيدة، بل تسعى فقط لتوسيع نفوذها الإقليمي دليل ذلك هو موقفها من الجولان المحتلة من قبل إسرائيل فرغم شعاراتها المعادية لإسرائيل، لم تطلق إيران صاروخًا واحدًا لاستعادة الجولان.

سؤال جوهري
أين هي إيران من الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية؟ هذا السؤال يعكس تناقضًا كبيرًا في مواقفها، ويكشف أن هدفها الحقيقي ليس تحرير الأراضي، بل تعزيز نفوذها على حساب الدول العربية.

علينا أن نتذكر أمرًا مهمًا، وهو أن روسيا كانت تدعم نظام بشار الأسد بالسلاح، وهي في تحالف استراتيجي مع إيران، نركز هنا على ميناء طرطوس، الذي يقع في شمال غرب سوريا على ساحل البحر المتوسط، حيث يعد هذا الميناء مستأجرًا من قبل روسيا وتستخدمه كقاعدة بحرية استراتيجية لنشر أسلحتها البحرية.

اليمن: استغلال الانقسام والحرب الأهلية
في اليمن، استغلت إيران الانقسامات الداخلية التي تعمقت بعد أحداث الربيع العربي، ومقتل الرئيس اليمني، لدفع البلاد نحو حرب أهلية. هذا الصراع أسفر عن بروز الحوثيين، الذين يسيطرون على جزء كبير من الأراضي اليمنية، ظاهريًا، يدعي الحوثيون أنهم في عداء مع إسرائيل، لكن الحقيقة أنهم يمثلون نقطة استراتيجية للسيطرة على مضيق باب المندب، الممر البحري الحيوي لقناة السويس وميناء إيلات، الحوثيون باتوا مخلبًا جديدًا لإيران في المنطقة، مما يجعل تصريحات ترامب عن ضرورة القضاء عليهم أمرًا يستحق التوقف والتأمل، ومن الجدير بالذكر أن روسيا أيضًا لها تواجد عسكري في خليج عدن.

فلسطين: تمويل حماس بين الظاهر والحقيقة
بالنسبة لفلسطين، تقدم إيران دعمًا ماليًا كبيرًا لحركة حماس. ومع ذلك، ظلت حماس تحاول إبقاء هذا التمويل محدودًا لتجنب الخضوع الكامل للإدارة الإيرانية، مما يتيح لها بعض الاستقلالية في عملياتها العسكرية لكن يجب أن نتذكر أن حركة حماس نشأت كأحد الأذرع المسلحة لجماعة الإخوان المسلمين، وأنها كانت في بداياتها "صنيعة إسرائيلية"، لهذا السبب، تُعتبر حماس عميلة لأي جهة تقدم دعمًا أكبر.

قد تهاجمني عند قراءة هذه الفقرة، ولكن تأمل الواقع؛ حجم الخسائر البشرية والبنية التحتية في قطاع غزة خلال الهجمات الأخيرة يكشف أن أحداث 7 أكتوبر لم تكن مقاومة بقدر ما كانت مخططًا لإبادة الشعب الفلسطيني في القطاع.

التحول في علاقة إيران وحماس
منذ مايو 2004، تصاعد الدعم الإيراني لحماس بشكل كبير، مما أرسى تعاونًا واسع النطاق بين الطرفين، أصبح الحرس الثوري الإيراني لاعبًا رئيسيًا في تدريب عناصر حماس القتالية، مما زاد من قوة الحركة وتعقيد المشهد السياسي والعسكري في المنطقة.

إيران وحرب العصابات: من العصا إلى الجزرة
لطالما اعتمدت إيران على استراتيجية حرب العصابات عبر الجماعات الموالية لها في المنطقة. لكن بعد اغتيال قاسم سليماني في عام 2020، تحولت الاستراتيجية الإيرانية من المواجهة المباشرة إلى "اللعب الناعم"، حيث بدأت في استثمار الأموال بدلًا من التصعيد العسكري المباشر كان هدف هذا النهج هو تحقيق تغلغل أعمق دون إثارة صدامات مباشرة أو ردود فعل دولية قوية.

محاولات التقارب والتحييد
إيران لم تكتفِ بدعم الجماعات المسلحة، بل سعت أيضًا لتحسين علاقاتها مع دول الخليج ومصر. حاولت إيران التقارب مع الإمارات رغم الخلاف المستمر بشأن الجزر الثلاث المحتلة، ووصل حجم الاستثمارات بين إيران ودبي إلى 300 مليار دولار. كما اتجهت مصر والسعودية إلى محاولة تهدئة الأوضاع وتحويل العلاقة مع إيران إلى شراكة قائمة على المصالح المشتركة بدلاً من الصراع المفتوح السياسة هنا لعبت دورًا واضحًا؛ حيث لا تعترف سوى بالمصالح، وتستخدم الإيديولوجيات كأداة لتحقيق المكاسب السياسية من خلال استغلال فكر الشعوب.

تصدير فكرة جديدة: الدولة الشيعية العربية
مع تدخل أجهزة استخبارات كبرى ووسائل إعلامها، خمدت تدريجيًا المواجهات الإيرانية الطائفية، على الأقل بشكل مؤقت لكن بدلًا من ذلك، بدأت فكرة جديدة تُصدَّر للشعوب العربية، وهي الدعوة إلى اتحاد الشيعة العرب في كيان مستقل بذريعة مقاومة النفوذ الإيراني. هذه الفكرة تعمل على خداع الشيعة العرب غير الموالين لإيران بدعوى أن لهم الحق في ثروات العرب التي "استولى عليها السنة"، مما يعكس استمرار محاولات إشعال الفتن والانقسامات لتحقيق مصالح إقليمية ودولية.

العلاقات بين إيران وإسرائيل: واقع مغاير للعداء الظاهري
رغم الصورة الظاهرية التي تروجها إيران عن عدائها لإسرائيل، إلا أن الواقع يكشف عن علاقات قوية وغير متوقعة بين الطرفين فكلا الدولتين تقعان على أطراف الوطن العربي، وتشتركان في عدم انتمائهما للعروبة، مع اعتماد كل منهما على أسس دينية لإدارة شؤون الدولة: إسرائيل كدولة يهودية، وإيران كجمهورية تحت حكم ولاية الفقيه.

من المفاجآت التاريخية أن إيران كانت أول دولة إسلامية تعترف بإسرائيل كدولة، وتستثمر فيها بما يزيد عن 30 مليار دولار من خلال أكثر من 200 شركة إسرائيلية تعمل في مجالات متنوعة، من بينها النفط والطاقة وعلى الرغم من مزاعم العداء، فإن إيران تستضيف أكثر من 200 ألف يهودي يتمتعون بمكانة خاصة وتوصيات مباشرة من المرشد الأعلى، ويعيشون في ظل وجود 200 معبد يهودي على أراضيها وفي المقابل، لا يوجد مسجد سني واحد في إيران بأكملها، رغم وجود نحو مليون ونصف المليون سني، مما يجعل طهران العاصمة الوحيدة في العالم التي تخلو من مسجد سني.

الحوثيون وخطر مضيق باب المندب
على صعيد آخر، يواصل الحوثيون تهديد الملاحة في البحر الأحمر، خاصة عبر مضيق باب المندب، الممر الحيوي لقناة السويس لكن إذا تأثرت إسرائيل بغلق ميناء إيلات، فإن لديها البديل في ميناء حيفا، مما يثير التساؤلات حول العلاقة الفعلية بين إيران والحوثيين وإسرائيل، وهل العداء المزعوم بينهم حقيقي أم مجرد لعبة سياسية؟

الجماعات الإرهابية الإيرانية في المنطقة
إيران تدعم جماعات إرهابية مثل "أنصار بيت المقدس"، التي نفذت عمليات عديدة في سيناء وليبيا وغيرها من الدول. لكن المثير للسخرية أن هذه الجماعات تحارب في كل مكان باستثناء تحرير القدس، مما يعكس طبيعة الأهداف الحقيقية لإيران ومخططاتها التوسعية.

توقعات المستقبل: تهديد الخليج والسيطرة على مكة
في المستقبل القريب، ومع التغيرات السياسية مثل وفاة أمير الكويت وتغيير القيادة، يُتوقع أن تزداد التوترات في الكويت، خصوصًا مع وجود نسبة كبيرة من الشيعة هناك، حتى داخل البرلمان قد تتحول الكويت إلى عراق جديدة، ما يشكل تهديدًا مباشرًا للسعودية.

البحرين أيضًا ليست بمنأى عن الخطر، حيث من المحتمل أن تحاول إيران استغلال خلايا نائمة لتنفيذ محاولات انقلابية. إذا سقطت البحرين تحت نفوذ إيران، فستصبح مفتاح الدخول إلى شبه الجزيرة العربية، مع هدف واضح للسيطرة على مكة والحرم المكي، وهو طموح معلن لإيران.

مصر: الحصن المنيع أمام المخططات الاستعمارية
مصر دائمًا ما تقف حجر عثرة أمام أي خطة توسعية، مما يجعلها هدفًا للضغوط المتزايدة. وجود مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بالقرب من معبر رفح يشكل تحديًا أمنيًا، رغم السيطرة المحكمة للجيش المصري. ومع ذلك، تبقى التساؤلات قائمة حول الأنفاق التي سبق تطهيرها خلال العملية الشاملة، وهل هناك خلايا نائمة تتخفى داخل المجتمع المصري، خاصة مع تزايد عدد اللاجئين السوريين والفلسطينيين في البلاد؟

المخطط العالمي: أبعد من إيران وأوباما
ما يجري في المنطقة ليس مجرد خطة لشخصية سياسية أو دولة بعينها، بل يبدو أنه مخطط أوسع تديره منظمة سرية دولية تمتلك نفوذًا عالميًا خفيًا. أهداف هذه المنظمة واضحة في توجيه الأحداث والتحكم بها للوصول إلى غاياتها.

الخلاصة: السياسة فن الخطوات المدروسة
رغم هذه التحديات، تبقى السياسة لعبة معقدة تتغير معطياتها يومًا بعد يوم، بل أحيانًا ساعة بعد ساعة، القرارات السياسية تُتخذ بناءً على المعلومات المتوفرة في حينها، مع مراعاة مصلحة الدولة وشعبها، في النهاية، يبقى هدف القيادات المحافظة على سلامة الأراضي وتقليل الخسائر، واتخاذ القرارات بناءً على قسمهم بحماية الوطن.

وللحديث بقية.

الدكتورة دينا السايح العرب أعداء ما جهلوا إيران البحرين السعودية خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك القاهرة
بنك القاهرة