احتفلت جامعة سيناء باليوم العالمي للغة العربية، بتدشين مركز اللغة العربية والتراث الحضاري، وذلك بمقر الجامعة الإداري بالقاهرة، تحت رعاية الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، والدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي، وبحضور عدد من الشخصيات العامة والمفكرين.

وقالت الدكتورة جيهان فكري، رئيس جامعة سيناء، إن الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية يأتي في إطار حرص الجامعة على اللغة التي ساهمت في إعلاء قدر القيم الإنسانية من خلال مسئولياتها الوطنية والمجتمعية، مؤكدة أن اللغة العربية ليست وسيلة للتعبير والتواصل للهوية والتاريخ فقط، وإنما لغة القرآن الكريم التي توحد قلوب أكثر من مليار مسلم حول العالم، وكانت اللغة جسرا للتواصل بين الحضارات وآداة لنقل المعلومات والمعارف في العصر الذهبي للإسلام، وأسهم علماء اللغة في استخدام اللغة العربية كلغة للعلم والإبداع في شتى المجالات.

وأضافت أنه تزامنا مع احتفالنا بهذا الإرث العظيم، نؤكد أنه يقع على عاتقنا مسؤولية الحفاظ على اللغة العربية من خلال تطوير مناهج وتوظيف التكنولوجيا الحديثة لدعم اللغة العربية للتفاعل مع العالم الرقمي، وتعزيز استخدام اللغة العربية في الحياة اليومية لتصبح اللغة الأساسية.

وقال الدكتور سامي الشريف، الأمين العام لرابطة جامعات العالم الإسلامي، إن اللغة العربية وعاء الفكر وأداة التعبير والتواصل بين الشعوب، وأضفت التكنولوجيا الحديثة أبعادا عديدة للغة وعلينا العمل لتوظيف التكنولوجيا لخدمة أهدافها وتحققت عالمية الإعلام وتساقطت الحدود أمام الشباب وتدفقت بمختلف دول العالم وتحققت للكلمة الانتشار غير مسبوق والعابر للحدود.

وأضاف أن اللغة العربية لغة القرآن الكريم، ووعاء العقيدة الإسلامية ولغة السنة النبوية ورمز القومية العربية، وتعرضت منذ القدم للعديد من محاولات إضعافها والنيل منها بأنها السمة الأبرز لسمات الشخصية الإسلامية، وصمدت أمام كل محاولات الهدم والتهميش، وكانت اللغة ضحية لعصر العولمة الذي حمل تهديدا مباشرا ومن بينها الهجمة الشرسة لنشر القنوات الأجنبية التي تخاطب الشعوب واقترحت أساليب سعي الدول العربية لامتلاك تقنيات البث الفضائي لتدشين قنوات ناطقة باللغة العربية لتخاطب الشعوب.

وتابع أن اللغة العربية تعد أهم وسائل التعبير ولا يستطع أحد الفصل بين اللغة ومحددات الهوية والوطنية والقومية، وتبذل الدول المختلفة جهودا متواصلة للحفاظ على هويتها، ومن بين الاعتداءات التي تعرضت لها اللغة الطمس وتشويه الطابع الحضاري وطابع الصلات بين الأجيال الجديدة.

واستطرد أمين رابطة الجامعات الإسلامية، أن الندوة التي تعقدها جامعة سيناء تستهدف فتح دروب التقدم والتنمية، مؤكدا أن رابطة الجامعات الإسلامية تضع في مقدمة أولوياتها النهوض باللغة العربية وتطوير مناهج وطرق التدريس من خلال إقامة الشراكات بين الجامعات الأعضاء التي يبلغ عددها 200 جامعة للارتقاء باللغة العربية وتدريسها وتعليمها لغير الناطقين بها.

وأضاف خلال كلمته نيابة عن شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، أن تنمية سيناء واجب ديني ووطني، مشيرا إلى أن الشيخ الغزالي فسر الارتباط بين سيناء والزيتون الذي ذكر في القرآن وعلم أن زيتون سيناء له صفاء عجيب ودرجة مميزة جدا، وأنه أفضل أنواع الزيتون على وجه الأرض.

وأكد رئيس جامعة الأزهر، أن اللغة العربية اصطفاها الله لتكون لغة القرآن الذي ختم به كتب السماء إلى الأرض، ولا تموت أبدا حتى لو ماتت كل لغات العالم.