مقالات

عبير سليمان تكتب: مصر على صفيح ساخن فلتكف التكهنات إذا

خط أحمر

في الآونة الأخيرة شهدت مصر تسارع في التحركات المربكة صعودا وهبوطا على الصعيد السياسي والأمني داخليا والخارجيا.. تارة من دعوات تظاهر.. وتارة بتلويحات غير مطمئنة تخص أزمة سد النهضة وتوابعها.. هذا ليس في معزل من التخبط الإعلامي الواضح الذي يزيد المشهد ارباكا وعبثا.. ولا بعيد أو في معزل عن صراخ السوشيال ميديا وكافة وسائل التواصل الإجتماعي بأنواعها مقرؤة ومسموعة ومرئية والتي عبئت بكم من التكهنات السياسية والاقتصادية والدولية عالية السقف مرددة لمخاوف مرعبة تضرب بكافة الثوابت الوطنية.

استندت واعتمدت تكهنات السوشيال ميديا على مسار التحليل عتي التحليق و"الفهلوة" لكافة التفاصيل والمعلومات موثقة وغير موثقة فلا يهم الأهم "التفحيص والتمحيص والتفصيص" لنجد ان كل ناقل خبر صحيح ترسل له مقالات تحليلية على شكل كومنتات وصفية لبواطن الأمور وما خفي من عظيم الأمر و رعب المشهد وخيانة الموقف وهولات المؤامرة المشككة في مساعي الدولة ورجالاتها.. وان كل حدث وكل تحرك يصب في مصلحة إسرائيل قصدا وتربصا وتطوعا وبيعتا.. هذا ما يزرع في قلوب المتلقي الرعب والخوف على وطنا هو لنا كل العزة والكرامة... ناهيك عن حالة الثقة التي لا تستند إلا على تهكنات استراتيجية "لولبية" فذة يلفحها شرح في الأغلب يشبه أساطير الأولين وحكايات الجدات الخرافية عن الغول وأم أربعة وأربعين والساحرة الشريرة صاحبة العصا والمصباح.

 والعجب أن من المنطقي والطبيعي والعلمي ان اي تحليل او تفسير يُبني على قاعدة علمية شُيدت على ركيزة معلومات موثقة.. أما تلك التكهنات فهي هكذا "خلقتها كده" واثقة من ذاتها دون سند... حتى صورة الرئيس في مؤتمر روسيا أفريقيا مع آبي احمد تم تداولها ومصحوب  لوم وعتاب دافعه غيرة موجهة للرئيس يدعوه بوضع رجل فوق رجل مثل الرئيس آبي.. وان لا ينبغي الابتسام او الضحك مع رئيس إثيوبيا.. . وأن الصورة أشارت إلى موقفنا المنكسر... هكذا وكإننا حاضرين معهم عالمين ببواطن الأمور وما يقيل وما المح له... بالإضافة أن الأغلب أصبح لديه يقين تام أن القدم فوق القدم تعني إشارة سيئة دون أخذ أو رد.

والحقيقة أنا لست ضد أي رأي كان ولكن فقط فلتكن في حيز الآراء دون تعصبات ومصادرة كأننا الله نعلم كل شيء ونحكم دون حتى أن نعلم بضع معلومات عن أمر وأمر.. . ولتسقط الموضوعية والوطنية وحتى الإنسانية أمام أن تتحول مفردات السوشيال ميديا إلى سلطوية التحليل والرصد كلا وفق هواه ورغبته في تصدير تحفيز وخوف و إنكسار ليس له سندا يُعتبر.. أقول هذا وأنا لا أصادر أبدا على رأي أي مواطن ينتقد أو يغير أو يتحفظ على مسار ما ينال من وطننا الغالي لكن الأهم أن يكون هناك معلومة حقيقية نبني عليها هذا الاعتراض والتحليل والتفسير والتحليق.

ودعوتي الأن أن نعود إلى سلمة الحوار والتوقيع الموضوعي دون  فرض وسرد  كواليس سلسلة بلوسية  لالفريد هاتشكوك واجاثا كرستي.. مدعمة بالحبكات المؤلفة واللفتات المشوقة وأحيانا المرعبة.. غير المطمئنة او المدركة ولا ترقى لمستوى التحذير العاقل حتى.

وأخيرا خرج علينا آبي أحمد متحدثا عن نوايا إثيوبيا المطمئنة لمطالب مصر ممثله في الرئيس عبد الفتاح السيسي وان حوارهم كان عن حل أزمة سد النهضة وأن هناك حرص روسي مصري إثيوبي إلا يكون هناك صراع بين دولتين كبيرتين في أفريقيا.. وأن اللقاء المصري الإثيوبي لم يكن حول سد النهضة فقط... هكذا أتت تصريحات آبي مما يعني أننا رجعنا مره ثانية لنقطة التفاوض مما يعني أن الزيارة نجحت في التهدئة على الأقل الوقتية.. ومن العقل ومن المتاح ألا نستبق.. ومن الرشد أن نطالب قيادتنا بأن تستعد لأي خيار كان يحمي مصرنا.. دون مزايدة.

عبير سليمان مصر صفيح ساخن أخبار مصر خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة