خارجي

صحيفة أمريكية: زيلينسكي يلمح إلى استعداده للتفاوض بشأن اتفاق سلام مقابل عضوية ”الناتو”

خط أحمر

ذكرت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية، أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ألمح إلى استعداد بلاده للتفاوض على وقف القتال وإبرام اتفاق سلام مع روسيا، مقابل الحصول على عضوية في حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وأوضحت الصحيفة- في تقرير إخباري، في عددها الصادر اليوم الثلاثاء- أن في سلسلة من المقابلات والتصريحات العامة على مدار الأسبوع الماضي، سعى زيلينسكي إلى إظهار أنه مستعد للتفاوض على إنهاء الصراع، وهو الأمر الذي دعا إليه الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب مرارًا وتكرارًا أثناء حملته الانتخابية، مشيرة إلى أنه طوال فترات الحرب، أصر زيلينسكي على أن بلاده ستواصل القتال حتى تستعيد ما يقرب من 20 % من البلاد التي تخضع الآن لسيطرة موسكو.

وأضافت الصحيفة: "الآن يقترح زيلينسكي أنه قد يقبل وقف إطلاق النار الذي من شأنه أن يترك الأراضي المحتلة في أيدي موسكو إذا حصلت بقية أوكرانيا على الحماية من قبل منظمة حلف شمال الأطلسي. ومع ذلك، هناك عقبتان مهمتان تقفان في طريق هذه الفكرة؛ فرص أوكرانيا في الانضمام إلى التحالف العسكري في الأمد القريب لا تزال ضئيلة، وهناك القليل من المؤشرات على أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يريد التفاوض".

وتابعت الصحيفة، أن في الأشهر الأخيرة، تقدمت القوات الروسية بسرعة أكبر في شرق أوكرانيا مقارنة بأي وقت منذ الأيام الأولى للحرب. كما نقلت موسكو اقتصادها إلى وضع الحرب ووافقت مؤخرًا على أكبر ميزانية دفاع في تاريخ روسيا، مما أعطى بوتين الثقة في أنه يمكنه الاستمرار في الاستيلاء على المزيد من الأراضي الأوكرانية بالقوة.

ونقلت الصحيفة عن زيلينسكي قوله- في مؤتمر صحفي، أمس الأول الأحد- إن أوكرانيا لن تكون على استعداد للدخول في مثل هذه المفاوضات إلا من موقف قوة، الأمر الذي يتطلب خطوات أخرى نحو حلف شمال الأطلسي وتوفير أسلحة غربية بعيدة المدى وغيرها من الأسلحة.

ونوهت الصحيفة بأنه مع ذلك، فإن انفتاح الرئيس الأوكراني على التنازل عن الأراضي، حتى مؤقتًا، يعد تنازلاً كبيرًا، مشيرة إلى أنه في حديثه لـ "سكاي نيوز" يوم /الجمعة/ الماضية، قال زيلينسكي إن عضوية (الناتو) ستكون ضرورية حتى تفكر كييف في إنهاء ما أسماه "المرحلة الساخنة من الحرب". وبينما ستستمر أوكرانيا في المطالبة بكامل أراضيها، اقترح زيلينسكي أن تسعى كييف إلى "استعادتها بطريقة دبلوماسية".

ولفتت الصحيفة إلى أن زيلينسكي قد تناول نفس القضية في مقابلة مع وكالة أنباء "كيودو" اليابانية، والتي نُشرت يوم أمس الاثنين، قائلا عن طرد الروس من الأراضي المحتلة: "جيشنا يفتقر إلى القوة للقيام بذلك. علينا أن نجد حلولاً دبلوماسية".

من جانبه.. رفض الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته- في مقابلة أمس /الاثنين/- مناقشة آفاق عضوية أوكرانيا، قائلا: "القضية الرئيسية مع أوكرانيا يجب أن تكون، كيف نحصل على المزيد من المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا؟ هذه هي الأولوية رقم واحد واثنين وثلاثة، وفي الوقت نفسه، يجري بناء هذا الجسر إلى عضوية (الناتو) من خلال اتفاقيات أمنية ثنائية مع الدول الأعضاء وجهود أخرى".

وذكرت الصحيفة أن التحول الخطابي لزيلينسكي يعكس إرهاقا متزايدا بين الأوكرانيين، الذين يعبرون عن رغبتهم في إنهاء الصراع. لقد تركت الضربات الروسية جزءًا كبيرًا من البلاد بدون كهرباء ثابتة هذا الشتاء، في حين يعني نقص القوى العاملة أن المزيد من الرجال الذين لا يريدون القتال يتم تجنيدهم قسراً.

ووجد استطلاع رأي أجرته مؤسسة (جالوب) ونُشر الشهر الماضي أن 52 % من الأوكرانيين في الأجزاء غير المحتلة من البلاد يؤيدون التفاوض على إنهاء الحرب "في أقرب وقت ممكن"، ارتفاعًا من 27 % العام الماضي، وأيد 38 % الاستمرار في القتال حتى تفوز أوكرانيا، انخفاضًا من 63 % العام الماضي.

وكان المسؤولون الغربيون يثيرون نوعًا ما من ترتيبات الأمن مقابل الأراضي لأكثر من 18 شهرًا الآن، حيث تحول التدخل الروسي في عام 2022 إلى حرب استنزاف دموية. لقد أعطى انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلحاحًا جديدًا لجهود التفاوض، حيث لا يتأكد الحلفاء الغربيون ما إذا كان سيستمر كرئيس في إرسال المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا، أو إلى أي مدى.

وقال سلف روته في الحلف ينس ستولتنبرج، لوسائل الإعلام الألمانية في تعليقات نشرت أمس /الاثنين/، إن التنازل المؤقت عن الأراضي المحتلة لروسيا يمكن أن يكون وسيلة لإنهاء الحرب، بشرط منح كييف ضمانات أمنية ثابتة.

وأضاف ستولتنبرج: "إذا كان خط وقف إطلاق النار يعني أن روسيا تستمر في السيطرة على جميع الأراضي المحتلة، فهذا لا يعني أن أوكرانيا يجب أن تتخلى عن أراضيها إلى الأبد".

وكان زيلينسكي يدفع باتجاه دعوة للانضمام إلى الحلف، رغم أنه يعترف بأن الانضمام إلى (الناتو) لا يمكن أن يأتي إلا بعد انتهاء الحرب.

وفي الوقت الحالي، يقول المسؤولون الأوكرانيون والأوروبيون، إن كييف تدفع باتجاه توصية من وزراء خارجية (الناتو) بأن يدعو زعماء التحالف أوكرانيا للانضمام.

ولفتت الصحيفة إلى أنه حتى هذا يبدو غير مؤكد خاصة أنه بدون عضوية (الناتو)، تقول أوكرانيا وأقرب حلفائها إن كييف لن يكون لديها ضمانات أمنية حقيقية وستواجه الاستسلام في أي مفاوضات مع روسيا، كما يخشى المسؤولون في واشنطن وبرلين وأماكن أخرى أن يؤدي تقريب أوكرانيا من التحالف إلى زيادة حدة المواجهة بين الغرب وموسكو.

ونقلت عن كايا كالاس، رئيسة السياسة الخارجية الجديدة بالاتحاد الأوروبي قولها، خلال زيارة إلى كييف، يوم أمس /الأحد/: "كنت واضحة تمامًا بشأن هذا الأمر. إن أقوى ضمان أمني هو عضوية الناتو". وقالت إنه يتعين على أوكرانيا "أن تقول متى حان الوقت للجلوس حول طاولة المفاوضات".

وفي كييف، انضم إليها أنطونيو كوستا رئيس المجلس الأوروبي الجديد، وقال إن الكتلة دعمت أوكرانيا منذ اليوم الأول للحرب و"ستقف إلى جانب أوكرانيا ما دام ذلك ضروريا".

ومع ذلك، يحاول المسؤولون الأوروبيون وراء الكواليس وضع أنفسهم في موقف يسمح لهم بتنفيذ خطط ترامب. وقال أشخاص شاركوا في محادثات كييف في نهاية الأسبوع إنهم في حين رأوا بعض التوتر في فريق زيلينسكي، يبدو أن الأوكرانيين يتعاملون مع الحاجة إلى التكيف مع تركيز فريق ترامب على إنهاء الحرب.

وبناءً على المحادثات التي جرت حتى الآن، واختيارات الرئيس المنتخب للسياسة الخارجية، هناك تفاؤل حذر- إن لم يكن ثقة- في بروكسل وكييف بأن إدارة ترامب ستدفع إلى انتزاع تنازلات حقيقية من الكرملين إذا انخرط بوتين في محادثات.

صحيفة أمريكية وول ستريت جورنال زيلينسكي التفاوض اتفاق سلام الناتو خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك القاهرة
بنك القاهرة