مقالات

الدكتورة ميار الببلاوي تكتب.. على حبات المطر

خط أحمر

السلام عليكم أكتب لكم الآن فى أكثر واحب الأجواء إلى نفسى وقلبى وعقلى أيضا أكتب على أصوات زخات من المطر تنهمر فى شوق للقاء الزرع الأخضر والشوارع الجافةه والقلوب الحزينةه أكتب لكم الثالثة صباحا والكهرباء أثرت أن تنقطع ربما لتتركنى أمام شرفتى مع ضوء الشمعى الهاديء الأكثر متعة لى منها أن الشتاء يدق ناقوس حضوره المفاجيء المتوقع فى آن واحد. 

فى مثل هذا الوقت من العالم ما زالت عينى معلقة بالسماء واحساسى بأن أبوب السماء مفتوحة على مصراعيها لتحتضن عدد لا نهائي من دعوات وانات البشر إنه وقت استحباب دعاء ووقت الوعد بالاستجابه مع انقطاع الكهرباء توقف النت وبالتالى كل شبكات التواصل اللا اجتماعى ولكن هو وقت التواصل مع رب العباد الذى لا يقطعه إلا ذنوبنا وحتى هذه يغسلها الاستغفار فى الثلث الأخير من الليل كما تغسل هذه الأمطار مالم نتوقعه على الأرض عليكم بسهام الليل فإن سهام الليل لاتحطيء نعم إذا صوبت جيدا إلى مقصدها مدججة بالدموع الساخنة من القلب المنفطر مما فيه.

نحن فى دار ابتلاء ولا يرفع البلاء إلا بالدعاء وهذا وقت استجابة فيا حسرة من نام عن هذه الساعات ويا ندم من قضاها فى عبث ولهو فقيام الليل بركعتين فى هذا الحال متعة المتع وغاية المراد أسأل العالى المتعالى الذى يجيب المضطر إذا دعاه أسالوه من فضله أيها الفقراء إليه فليس الغنى إلا كرمه وليس الرزق إلا جودة والصحة والذرية وكل النعم هى منة ربما فى السابق كانت هذه الأجواء تحملنى كفتاة حالمة إلى كتابة خواطرى الرومانسية ورسائل الغرام الملتهبه وربما كنت اذرف دموع الفراق وقلبى كان يعتصر على ختام هذه القصه أو يطير فرحا لبداية غيرها ولكن متعتى الأن لاتضاهيها متعة فهوسى بشمعتى وصوت الأمطار يحاوطنى كام حنون أثناء سجودى ما أروع هذا الإحساس ستنتهى ظلمه الليل وربما صباحا ستتذكر الشمس دورها الأبدى فى الإشراق وربما تتدلل فلا تقوم به على أكمل وجه فما زالت والكيس من اعتبر وتدبر ونظر إلى هذا الملكوت نظره أعمق أن انطفاء الشمعة وتوقف المطر ولملمة الليل ردائه الأسود ليرحل ماهو إلا مراسم الإشراق.

فلكل حزن  فرح ولكل ابتلاء دعاء ولكل ألم وكسره جبره من جبار الأرض والسموات لا تائسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما أتاكم فإن مع العسر يسرا لا بل لكل عسر يسرين وهذا وعد من  رب العزة سبحانه فما أقوى هذا المطر الذى نقل سنوات عمرى تحت قطراته من استمتاعى به وبحب دنيوى زائل لاستمتاع أكبر وأكثر ديمومه بحب باقى بقاء روحى فى جسدى هو حب الله تحينوا أوقات الاستحباب والاستجابه ولا تنسونى ومن تحبون من صالح دعائكم احبكم فى الله وللحديث بقية.

الدكتورة ميار الببلاوي على حبات المطر خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة