المهندس السيد طوبا يكتب.. القائد مهاتير


يعتبر مهاتير محمد أحد أنجح رؤساء الوزراء ليس فى ماليزيا فحسب بل فى العالم أجمع فقد استطاع هذا الطبيب برؤيته السياسية والاقتصادية الناجحة أن ينقل ماليزيا على مدار عقدين من الزمن من دولة متخلفة إلى أحد النمور الأسيوية وتضاعف دخل الفرد أثناء توليه الحكم عدة مرات كما استطاع نقل بلاده من بلد زراعية إلى صناعية زراعية ومن أكبر الدول المصدرة فى العالم وبالرغم من كونه طبيبا ناجحا إلا أنه عشق السياسة وسبر أغوارها.
وتلقى مهاتير العديد من اللطمات والاخفاقات لكنه لم ييأس وثابر حتى توليه رئاسة الوزراء عام 1982 فاهتم أولا بنزع فتيل أزمة الطائفية فى بلده المتعدد الأعراق وقضى على الحروب البينية واستطاع توحيد كافة الطوائف تحت راية حب بلدهم والنهوض بها كما رَحَّب بالاستثمارات الأجنبية، وأصْلَح نظام الضرائب، وخَفَّض التعريفات التجارية، وخصخص عدة مؤسسات تابعة للدولة.
وحصلت ماليزيا خلال فترة حكمه الطويلة التى دامت اثنين وعشرين عاما على الاستقرار السياسي اللازم للنمو الاقتصادي، وانتقلت من دولةٍ فقيرة إلى مصاف الدول المتقدمة كما أنه ألف اثنين وعشرين كتابا وله أقوال مشهورة مثل: "لا أستطيع أن التزم الصمت حتى وإن كنت صوتًا وحيدًا", "لا يجب أن يكون لأي شخص سُلطة مُطلقة على أي مؤسسة. ينبغي أن نكون جميعًا متساويين داخل المؤسسة، وعلينا أن نهتم بمشاكل بعضنا البعض", "لطالما كانت المعرفة في غاية الأهمية، بالطبع إنَّ المصريين القُدماء لم يرفعوا حجارة الأهرام باعتمادهم على الطلاسم، ولم تتدفق المياه عبر قنوات الري في حضارة السِّند العظيمة تَبَعًا لقوانين الجهل، لقد كانت المعرفة دائمًا هي القوة والثروة", "إننا بحاجة إلى المُعارضة؛ لتُذكِرنا إذا أخطأنا فإذا لم تكن هناك مُعارضة، ستظن أن كل ما تفعله صواب","إنني لا أفكر فحسب، بل أتَأمَّل وأدرس الأمور بعناية و عندما أتجوَّل في أيِّ مكان، انظر بعناية إلى الأشياء وأعْقِد المقارنات فيما بين كل ما أراه. لا أتقبَّل الأمور الظاهرية، فلا يُمكن أن تثق في كل ما تراه أو تسمعه. لا تتعجَّل الاستنتاجات دون التفكير فيها برويَّة".
وبالرغم من تركه السلطة فى 2003 الا أن الوضع الاقتصادى فى ماليزيا شهد تدهورا مما أضطر الماليزيين إلى الاستعانة به وإعادته إلى سدة الحكم بالرغم من بلوغه الخامسة والتسعين من العمر ولم يجد بدأ من قبول تكليف الشعب له آملا أن يستعيد نهضة بلاده وأمجادها وإعادتها الى مصاف الدول المتقدمة وتعتبر حياة وفلسفة وانجازات مهاتير محمد نموذجا يحتذى به فى القيادة والفكر والتنفيذ وأتمنى أن يتم تدريس منهجه الفكرى وسيرته فى المدارس والجامعات كأحد أعظم النماذج التى تولت الحكم فى عصرنا الحديث داعيا الله أن تنجب مصر أمثاله من القادة وليس ذلك ببعيد فمصر ولادة.