مقالات

الشيماء يوسف تكتب.. ولتكن القراءة قصة حب

خط أحمر

منذ طفولتي كان أبي معالي وكيل الوزارة رحمة الله عليه يهدي إليّ الكتب والقصص وكنت لا أعلم مامعني هذه الرسالة التربوية بحكم أن مجالة كان التربية والتعليم، كنت في بدء الأمر أقوم بمطالعة الغلاف والصور انظر إلي نمط الكتابة وشكل الحروف لأن هذه الأشياء كانت لافته لوجهة نظري بحكم سن الطفولة وبعدها ادركت حقيقه كبري وهامة للغاية ألا وهي أن الكتابة هي روح سامية ومعرفة نادرة وقيمة كبيرة للغاية تحي بنا أنماط صادقة للحياة والابتكار في مجالات الحياة احببتها جدا وأصبحت صديقه ليّ في طفولتي ومراهقتي والآن في شبابي قراءت للصوفية وامتزج قلبي بحبهم شمس التبريزي وجلال الدين الرومي والحلاج وعشت مهم متعة العشق الإلهي والسمو النفسي والروحي والترفع عن معظم البشر و عن كل هذه الأشياء الدنونية ومعرفة نفسي حق المعرفة التي تنبثق من معرفتك للخالق الله فترقي ترتفع وتعلو وتعيش حالة من السمو والرقي الخلقي النادر والقوة الداخلية التي تقودك لكل القوة الأخرى بالحياة.

الحب ليس في قصص الحب فقط والعشاق رغم أني بداخلي قناعة كبيرة أن لا حياة بدون حب ولكن أيضا من الممكن أن تكون القراءة هي أيضا قصّة حبّ، فكلّ منّا يؤثر بعض الكتب على كتب أخرى، فما الّذي قد يحملنا على ذلك يا ترى؟ لا نزال نجهل السبب. لعلّنا نؤثر تلك الكتب لأنّها تشبهنا أو لا تشبهنا في بعض الأحيان ولكن بإمكانها أن تدخلنا عوالم بدعيه منيره كامله البريق تساعد علي إنشاء حالة من السمو والرقي الأخلاقي البالغ لابد أن تجربوا هذا صادقه الكتب فهي بها من الوفاء والحب والمصداقيه مايلزمنا في الحياة.

لذلك أرى أنّ القراءة تماثل الصّداقة الصّرفة الخالصة، طالما أنّها تخاطب أناسا غائبين، لتظلّ منزّهة عن كلّ إرباك قد يطالنا مع كائنات حقيقيّة نعرفها حقّ المعرفة، وبشكل مفارق إذن، تكون تلك العلاقة الشّفويّة.. الكلاميّة التي هي القراءة، صداقة بلا كلمات، مخلصة، أصيلة ونزيهة، تنشأ في طيّ الكتمان، وتبرعم في رحم الصّمت. وإنّه لمن الغريب حقّا أن يكون الكاتب قادرا على تخيّل تلك الوشائج الخفيّة التي تصله بأناس لم يلتقيهم، ولم يعرفهم، أناس يكونون أكثر دنوّا منه، من أولئك الذين عايشهم وعرفهم تمام المعرفة. ففي القراءة امتاع وخيال وجمال وروح طائرة في سموات الحياة الخالية التي لها أكثر من سبع طرائق لها عوالم وابواب وحكايات تاخذك إلي حيث تريد وأيضا إلي حيث لا تريد ولكن طواعيه منك.

اقرأوا لترتقوا ولتعلموا أن هناك حياة أخرى غير حياتكم من الممكن أن تعيشوا فيها وتانسوا بها.

الشيماء يوسف ولتكن القراءة قصة حب
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة