كيف صححت توصيات ”الأعلى للإعلام” مسار برامج التوك شو؟


أشاد عدد كبير من الإعلاميين وأساتذة الإعلام بالتوصيات الصادرة عن مبادرة "التنظيم الذاتي للإعلام" والتي ناقش فيها المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، برئاسة الكاتب الصحفى كرم جبر رئيس المجلس، النشاط الإعلاني والبرامج الرياضية والبرامج الحوارية وضبط وقت برامج "التوك شو" بما لا يزيد عن ساعة ونصف شاملة الإعلانات وتوفير الإمكانيات التكنولوجية ودمجها فى وسائل الإعلام، مؤكدين أن تلك التوصيات خطوة مهمة على الطريق الصحيح وستساهم فى ضبط المشهد الإعلامى.
وأثني مجلس نقابة الإعلامين برئاسة الدكتور طارق سعده نقيب الإعلاميين على توصيات مبادرة التنظيم الذاتي للإعلام والتي ناقش فيها المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام النشاط الإعلاني والبرامج الرياضية والبرامج الحوارية.
وقال نقيب الإعلاميين إن التوصيات التي صدرت عن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام تعتبر خطوة مهمة على الطريق الصحيح لضبط المنظومة الإعلامية -تحديدا- فيما يخص تفعيل مواثيق الشرف الصحفية والإعلامية والأكواد بالإضافة إلى الحد من مقدمي البرامج والمحاسبة على الأخطاء والتأكيد على عدم تحويل برامج "التوك شو" لبث الأفكار الخاصة للمذيعين ومقدمي تلك البرامج والاستمرار في تدريب مقدمي البرامج الرياضية وفتح مساحات لجميع الرياضات علاوة علي وجود شراكة بين كليات الإعلام والمؤسسات الإعلامية وضروه الاهتمام ببرامج الأطفال والشباب والمحتويات الثقافية والقنوات المتخصصة والإقليمية والتشديد المستمر على التعاون بين وسائل الإعلام والمصادر وأجهزة الدولة للحصول على المعلومات الصحيحة الإسراع بصورة قوية لإصدار قانون حرية تداول المعلومات.
ورحب نقيب الإعلاميين بالتعاون المستمر بين المؤسسات والهيئات الإعلامية والنقابية لتطوير أداء المنظومة الإعلامية وتقديم رسالة مهنية تليق بالمواطن المصري والعربي.
وأكد سعدة ضرورة التطوير المستمر للوسائل الإعلامية بشقيها. الأول: البنية التحتية الإعلامية الرقمية، ثانيها: التدريب والتطوير للعنصر البشري العامل في تلك المنظومة ليكون قادرا على التنافسية الإعلامية الإقليمية والدولية.
وتابع طارق سعدة :" لايفتنا أن نوجه الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية لتوجية سيادتة بخروج نقابة الإعلاميين للنور بعد طول انتظار لتكون خطوة مهمة وجادة على طريق تقديم إعلام صادق ومهني للمواطن المصري وتجميع الأسرة الإعلامية على حب الوطن".
وأكد أيمن عدلي، رئيس لجنة التدريب والتثقيف بنقابة الإعلاميين، أن قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ستساهم بلا شك في ضبط المشهد الإعلامي بعد الفوضى المنتشرة في بعض القنوات الفضائية، خاصة من مقدمي برامج التوك شو، خاصة أن معظم مقدمي هذه البرامج أصبحوا يتحدثون بالساعات في السياسة والاقتصاد والسياسة الخارجية، وهو ما تسبب في حالة من الملل لدى المواطن الذي أصبح يشاهد بعض هذه البرامج أكثر من الضيوف المتخصصين في الملفات المختلفة.
وناشد عدلي المجلس الأعلى للإعلام بمتابعة هذه البرامج وإلزامها بهذه التوقيتات ونوعية البرامج خاصة التوك شو والبرامج الرياضية، مطالبا بعقد دورات تدريبية لمقدمي برامج التوك شو حتى يواكبوا التطورات في صناعة الإعلام وطريقة تقديهم وتناولهم للقضايا خاصة التى تتعلق بالأمن القومي ومصالح مصر العليا، وهو ما يجب أن ننتبه له في ظل تحديات كثيرة تواجه الدولة المصرية والإعلام جزء أساسي في هذه المعركة.
وأردف عدلي: "أتمنى أن يستمر المجلس في متابعته لهذا الملف لأننا بحاجة لإعلام قوى يقف بجوار الدولة ويعود المواطن المصرية يتابع عن كثب برامج التوك شو وتناقش مواضيع تهم المواطن وتبتعد عن المواضيع السطحية والضيوف غير المؤهلين، خاصة ونحن نعاني من قنوات أصبح شغلها الشاغل بيع الهواء فقط بعيد عن المحتوى".
وأشاد الدكتور حسام النحاس، الخبير الإعلامى، بالتوصيات الصادرة عن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام برئاسة الكاتب الصحفى كرم جبر، ضمن مبادرة "التنظيم الذاتى للإعلام"، مضيفا أن تلك التوصيات الصادرة عن المجلس فى جلساته التى عقدها بمشاركة عدد كبير من الخبراء والمختصين وأسانذة الجامعات فى مجال الإعلام، جاءت فى توقيتها من أجل ضبط المشهد الإعلامى، خاصة فيما يخص البرامج الحوارية والبرامج الرياضية.
وأضاف حسام النحاس فى تصريحات صحفية أن لجان المجلس الأعلى للإعلام لاحظت خلال الفترة الأخيرة أن هناك تجاوزات مهنية فى بعض البرامج الحوارية، سواء من بعض مقدمى البرامج وأيضا هناك فوضى كبيرة فى مجال الإعلام الرياضى والبرامج الرياضية، متابعا: "جاءت هذه التوصيات فى محلها وتوقيتها ولكن نرجو أن تكون هذه التوصيات ملزمة، بحيث يعاقب من يخالفها طبقا للائحة الجزاءات التى صدرت بمعرفة المجلس الأعلى للإعلام".
وأشار الى أن هناك أمورا مهمة تخص موضوع الأداء الذاتى لمقدمى البرامج، مضيفا: "لاحظنا فى الفترة الأخيرة اعتماد عدد من مقدمى البرامج على إبداء رأيه الشخصى فى كل الموضوعات والقضايا فى مقدمة تتجاوز مدة كبيرة من مدة البرنامج، دون إجراء أى مداخلات هاتفية مع خبراء ومختصين، دور الإعلامى هو عرض القضية أمام الرأى العام وأخذ رأى الخبراء والمختصين وأصحاب الرأى".
ولفت حسام النحاس إلى أن ما يخص تنظيم الناحية الإعلانية هامة جدا، خاصة أن هناك بعض البرامج تطغى فيها الجوانب الإعلانية على الجوانب الإعلامية، مؤكدا توصية المجلس بشأن الناحية الإعلانية هامة لأن هناك الكثير من الإعلانات مخالفة والمحتوى الإعلانى يحتاج لضبط وعملية تنظيم.
أشادت الدكتورة ليلى عبد المجيد، عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة الأسبق، بمبادرة "التنظيم الذاتي للإعلام"، والتي ناقشت النشاط الإعلاني والبرامج الرياضية والبرامج الحوارية، وذلك بحضور الكاتب الصحفي صالح الصالحي، وكيل المجلس، والمستشار ياسر المعبدي، أمين عام المجلس، والخبير الإعلامي الدكتور ياسر عبد العزيز، وعدد من أعضاء المجلس والمتخصصين في مجال الإعلام وأساتذة الجامعات وقيادات العمل الإعلامي في مصر.
وقالت ليلى عبد المجيد، في تصريحات صحفية "برامج التوك شو لها شكل تليفزيوني موجود والمفروض إنه يكون في نطاقه الطبيعى، وكان في إشكاليات كثيرة والبرامج بتزيد عن ساعة ونص، وعشان يقدر المجلس يضبط هذه الأمور، رأى وليس من ناحية المدة الزمنية فقط ولكن مطلوب مراجعة لدور مقدم البرنامج وأن يكون البرنامج في مشاركات من المتخصصين والخبراء، وناس لها علاقة بالموضوع الذى سيتم مناقشته".
وتابعت: "المذيع هنا دوره يقود العملية والحوار بمهارته وكفائته عشان يوصل الاخبار والأحداث بشكل مفصل للجمهور الذى يشاهده ويقدر يعرض وجهات النظر المختلفة ومن حقه يعبر عن رأيه ولكن ميبقاش كل البرنامج بيركز على أنه هو بس اللى بيتكلم رأيه وأفكاره هو، ودي ضوابط طرحت من أجل تطوير شكل برامج التوك شو، وحتى أن التخصص مهم والإعداد مهم، بحيث أن الكلام الذى يقال لا يحتوى على مغالطات ومتكونش مشاركة المذيع أكتر من المشاركين الآخرين".
وأشارت إلى أن المجلس أهتم أيضاَ بالإعلام الرياضى، فكما اهتم بكل المجالات ووضع اكواد مهنية وأخلاقية لها، وضع أيضا أكواد تخص البرامج الرياضية، وشوفنا ان في مشاكل حصلت من بعض المذيعين وهما أصلا رياضيين وقدموا برامج بعد الاعتزال، لأن المفروض المذيع يكون له مهارات معينة ومش عشان كان رياضى او لاعب كرة قدم ومتميز يبقى بالضرورة أنه يبقى مذيع، واللى عنده استعداد لذلك يتم تدريبهم حتى يستيطعوا تقديم البرامج بدون مشاكل كما رأينا الفترة الأخيرة من بعض مقدمى برامج الرياضة"
واختتمت حديثها: "احنا بنطالب بوضع اكواد ومواثيق شرف والمطلوب يكون في التزام بيها لمصلحة المهنة ومصلحة المجتمع والصحفي والإعلامي يكون عنده مسؤوليته الاجتماعية، وبنظم نفسنا من خلال المبادئ والمعايير الأخلاقية والمهنية المتفق عليها في أدائنا المهني ولذلك نقوم برسالتنا الإعلامية بدون اعتداء على حقوق الافراد او المجتمع.