من سوريا إلى العراق .. جرائم الدكتاتور التركى بدول الجوار


ما أشبه الليلة بالبارحة، بعد الهجوم الغاشم لجيش أردوغان على سوريا، سرعان ما عاد إلى الأذهان ما قام به جنود العثمانلى بعفرين شمال سوريا منذ سنوات قليلة قتلوا فيها الأطفال، وحرقوا المنازل، ونهبوا الثروات، خاصة النفط، ودعم الجماعات المتطرفة، فى عملية عسكرية أطلقت عليها وقتها «غصن الزيتون» وعرفها التاريخ بمذبحة عفرين التى راح جراءها مئات المدنيين والأطفال.
وفى الوقت الذى أكدت فيه كل التقارير المجتمعية لحقوق الإنسان والصحفية بأن جنود أردوغان ارتكبوا جرائم بشعة فى حق السوريين تستوجب محاكمته كـ «مجرم حرب»، وقام ايضًا بسرقة ثروات سوريا من النفط، خرج أردوغان كعادته أى يبرر هجومه بأنه ضرورى للدفاع عن النفس.
اليوم ونظرا للصمت العالمى على جرائمه، واصل الديكتاتور التركى هجومه على شمال سوريا لفرض الأجندة التركية بالمنطقة ونهب ثروات الشعوب العربية من النفط والغاز، مهددا الغرب بملف اللاجئين.
جرائم الديكتاتور التركى لا تقتصر على سوريا فقط، حيث سبق له أن استهدف الأكراد بالقمع والقتل والإبادة فى العراق بمقاتلات حربية دون التنسيق مع بغداد، ما دفع الحكومة العراقية لمطالبة المجتمع الدولى لإدانة ومنع التدخلات التركية فى العراق، إلا أن النظام التركى لا يتوقف عن شن غارات على منازل للمدنيين شمال العراق بحجة ملاحقة مقاتلى حزب العمال الكردستانى.
واصل أردوغان الانتهاكات الدولية ضد دول الجيران، فأعلنت تركيا عن عزمها بدء عمليات التنقيب قبالة سواحل قبرص وتمركزت سفينة الحفر التركية «فاتح» على بعد 40 ميلاً بحرياً تقريباً إلى الغرب من شبه جزيرة أكاماس و83 ميلاً بحرياً من السواحل التركية، حيث المنطقة الاقتصادية والجرف القارى لجمهورية قبرص.
ورداً على استفزازات إردوغان، أكد المتحدث الرسمى باسم الحكومة القبرصية برودروموس برودرومو، على الموقف الواضح والمشترك للاتحاد الأوروبي، بأن على تركيا أن تحترم القانون الدولى والحقوق السيادية لجمهورية قبرص.. كما أعرب المجلس الأوروبى يونيو الماضى عن قلقه البالغ بشأن أنشطة الحفر غير القانونية الحالية التى تقوم بها تركيا فى شرق البحر المتوسط، واستنكر عدم استجابة تركيا لنداءات المجتمع الدولى المتكررة بوقف هذه الأنشطة.
وفى جريمة أخرى استغل أردوغان ورقة اللاجئين الذين هربوا من بلادهم تجنباً للموت، فقد هدد بفتح حدود بلاده لتدفق المهاجرين إلى دول أوروبا فى حال لم يتلقى دعما مالياً للتعامل مع اللاجئين السوريين.. وهذه التصريحات تعد حلقة جديدة من مسلسل المتاجرة بقضية اللاجئين الذين تطاردهم الحكومة التركية فى إسطنبول فى حملات اعتقال ضارية، ناهيك عن القيود التى يفرضها عليهم وزجهم بمعارك فى الأراضى السورية.