تحقيقات

العراق تحت خط النار.. احتجاجات دامية والأمن يطلق الرصاص الحي.. والأمم المتحدة تدعم المحتجين

خط أحمر

تشهد العاصمة بغداد وبعض المحافظات الجنوبية في العراق احتجاجات عنيفة، للمطالبة بتحسين الظروف المعيشية وتوفير فرص العمل، ورافقت هذه الاحتجاجات صدامات بين قوات الأمن والمتظاهرين أسفرت عن مقتل 7 أشخاص على الأقل وإصابة أكثر من 400، ما دفع رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي إلى فرض حظر التجوال في العاصمة اعتبارا من صباح اليوم الخميس وحتى إشعار آخر.

موقف إيران

وقالت الخارجية الإيرانية في بيان لها: "لدينا ثقة بأن الحكومة العراقية ستعمل مع الأحزاب والمرجعيات على تهدئة الأوضاع".

وحثت المواطنين على تأخير زيارتهم إلى العراق حتى تستقر الظروف هناك.

وقالت: "تشدد وزارة الخارجية الإيرانية على أهمية المسيرة العظيمة لأربعين الأمام الحسين وضرورة إجراء هذه الفعالية العظيمة، وتحث المؤمنين الإيرانيين أتباع أهل البيت على تأخير زيارتهم إلى العراق حتى تستقر الظروف في البلاد، وأن يولوا اهتماما كبيرا لتحذيرات المسؤولين السياسيين والأمنيين في العراق خلال زيارتهم".

وأوضح البيان : " طهران على ثقة من أن الحكومة العراقية ستعمل، إلى جانب الأحزاب والشخصيات السياسية والمرجعية الدينية والزعماء الدينيين، على تهدئة الأجواء المشتعلة في المدن العراقية، وبغداد لن تسمح باستمرار بعض التحركات (المظاهرات) التي تضر بالشعب العراقي ويتم استغلالها من بعض القوى الخارجية".

وأغلقت السلطات الإيرانية، في وقت سابق من اليوم الخميس، معبري خسروي وجذابة الحدوديين مع العراق، بسبب تطور الأوضاع الأمنية.

وقال قائد حرس الحدود الإيرانية قاسم رضائي، إنه "تم إغلاق منفذي خسروي وجذابة الحدوديين مع العراق منذ أمس لدواع أمنية"، وذلك حسب وكالة "مهر" الإيرانية.

ضحايا التظاهرات

كشفت خلية الأزمة في مفوضية حقوق الانسان، اليوم الخميس، عن احصاءات رسمية لضحايا التظاهرات في عموم المحافظات منذ انطلاقها مطلع الشهر الجاري.

وقالت الخلية في بيان ورد لشفق نيوز انها وثقت الاحصاءات الرسمية للتظاهرات في عموم المحافظات للفترة من ١ / ١٠ / ٢٠١٩ وحتى الساعة الثانية من ظهر اليوم ٣ / ١٠ / ٢٠١٩"، داعية وسائل الإعلام الى "اعتماد الإحصاءات الرسمية الصادرة من خلية الأزمة والمتأتية من الرصد الميداني لفرق رصد المفوضية المنتشرة في عموم المحافظات".

وأضاف البيان أن "عدد الوفيات الإجمالي من المتظاهرين والقوات الأمنية بلغ ١٩ شخصاً، وعدد الجرحى من المدنين والقوات الأمنية الإجمالي بلغ ١٠٤١ شخصاً، فيما بلغ اجمالي عدد المعتقلين ٢١٦ معتقلاً، افرج عن ١٥٤ منهم، والمتبقي ٦٢".

وأشار البيان إلى أن "عدد الممتلكات المتضررة ٢٢، وأكثر المحافظات في عدد الوفيات هي محافظة ذي قار بواقع ١٠ أشخاص، وأكثر المحافظات في عدد الإصابات هي محافظة بغداد بواقع ٤٤٠ شخصاً".

وأطلقت قوات مكافحة الشغب العراقية الرصاص الحي في الهواء مجدداً، الخميس، لتفريق عشرات المتظاهرين الذين أشعلوا إطارات في ساحة التحرير بوسط بغداد، رغم حظر التجول الذي دخل حيز التنفيذ فجراً، بحسب ما أفادت به وكالة "فرانس برس".

وصدت القوات الأمنية المحتجين باتجاه شوارع فرعية متاخمة لمكان التجمع الأساسي، في اليوم الثالث من التظاهرات الدامية.

ويسعى المحتجون للتوجه إلى ساحة التحرير في وسط العاصمة التي تعتبر نقطة انطلاق تقليدية للتظاهرات في المدينة، ويفصلها عن المنطقة الخضراء جسر الجمهورية حيث ضربت القوات الأمنية طوقاً مشدداً منذ الثلاثاء.

حظر التجوال

أعلن محافظ النجف حظرا للتجوال في المدينة من الساعة الـ 4 وحتى إشعار آخر، سبقه إعلان حظر للتجوال في محافظة ميسان من الساعة الـ 3 ظهرا حتى إشعار آخر.

في سياق متصل، قررت السفارة الأميركية ببغداد تعليق الخدمات القنصلية لحين انتهاء حظر التجوال.

ولم تنطلق التظاهرات بدعوة من حزب أو زعيم ديني كما تجري العادة في بغداد، بل جمعت الغاضبين المحتجين على غياب الخدمات العامة والبطالة، أو ضد عزل قائد عسكري شعبي مؤخراً هو عبدالوهاب الساعدي، قائد جهاز مكافحة الإرهاب، الذي كان له دور رئيسي في هزيمة تنظيم داعش في العراق.

ويعاني العراق، الذي أنهكته الحروب، انقطاعاً مزمناً للتيار الكهربائي ومياه الشرب منذ سنوات، ويحتل المرتبة الـ12 على لائحة الدول الأكثر فساداً في العالم، بحسب منظمة الشفافية الدولية.

وبحسب تقارير رسمية، فمنذ سقوط نظام صدام حسين في العام 2003، اختفى نحو 450 مليار دولار من الأموال العامة، أي أربعة أضعاف ميزانية الدولة، وأكثر من ضعف الناتج المحلي الإجمالي للعراق.

موقف الأمم المتحدة

وأعلنت الأمم المتحدة أن مطالب المتظاهرين مشروعة، داعية إلى حوار مباشر بينهم وبين الحكومة.

قالت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق في بيان صحفي، إنه تماشيًا مع ولاية بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق لتقديم المشورة والدعم إلتقت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس- بلاسخارت عددا من المتظاهرين في بغداد الليلة، حيث جددت دعوتها إلى الهدوء، وأكدت على أهمية إجراء حوار مباشر بين الناس الذين خرجوا إلى الشوارع والقيادة العراقية.

وأضافت أن المتظاهرين يطالبون بإجراء إصلاحات إقتصادية وإحداث فرص عمل وتوفير خدمات عامة يمكن الإعتماد عليها والمساءلة والحكم الرشيد والمحايد ووضع حد للفساد. وشدد بلاسخارت على "هذه مطالب مشروعة وقائمة منذ أمد طويل. إن الحوار المباشر لمناقشة سبل المضي قدمًا وتحقيق نتائج فورية وملموسة يكتسي أهمية كبيرة".

وحثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق السلطات على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس في التعامل مع الإحتجاجات وإتاحة المجال للمتظاهرين المسالمين للتعبير عن آرائهم بحرية، في إطار القانون. وقالت إن "القدرة على الحفاظ على الحق في الإحتجاج تعكس علامة على النضج السياسي والديمقراطي، وعلاوة على ذلك، فإن استخدام القوة لا يؤدي إلا إلى تأجيج الغضب، لذلك فإن هناك حاجة ماسّة إلى وقف التصعيد". وحذرت هينيس- بلاسخارت من تسلل جهات ذات برامج سياسية أو أجندات أخرى إلى هذه التظاهرات، مما يقوّض الهدف الرئيس للمتظاهرين.

العراق بغداد الامم المتحدة احتجاجات خط احمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة