الدكتور فتحي الشرقاوي يكتب.. معنى الألم


ناس كتير.. بتتألم ومفيش حد حاسس بيها...
والغريب.. إنهم ممكن يبتسموا في وشك..
و جواهم أوجاع مايعلمهاش غير ربنا....
علشان الناس دي تحديدا....
قررت أكتب لهم عن معنى الألم...
يمكن أقدر أساعدهم شوية....
ومعذرة الكتابة ستكون في الموضوع ده
على ٤ بوستات نظرا لطول كل بوست منها..
( 1 )
عزيزي.. عزيزتي....
ما أقسى وجعك وألمك النفس...
إللي ممكن يفوق بمراحل تعبك الجسمي..
وإللي ممكن يخليك تفكر للأسف..
إنك عاوز تخلص من حياتك كلها علشان تهرب منه..
قد تزيد حدته وتفوق أحيانا شدة ألمك البدني....
إلى الحد الذي قد يدفعك للهروب منه..
إلى اتخاذ أصعب وأسوأ قرار...
وهو رغبتك في التخلص من حياتك ذاتها...
لا قدر الله ( الإنتحار)
وتتراوح شدة إحساسك بالألم...
من مجرد شعورك بالضيق الخفيف العابر...
إلى الألم المدمرالذي يزلزل كيانك الإنساني..
ويهدد وحدتك وتماسك الإنساني
عزيزي عزيزتي.. .
وتشير الدراسات التي أجريت عن سيكولوجية الألم
أن إحساسك بالألم قد يقل نسبيا..
خد بالك منها وحاول تفهمها...
أولا:
قوة وشدة عقيدتك الروحية والدينية...
فإعتقادك اليقين بأن الألم ابتلاء من الله......
يجعلك تقبل وتتعايش مع هذا الألم بنفس راضية .
وده في حد ذاته ممكن يقلل ألمك نسبيا..
ثانيا:
خبراتك الشخصية السابقة من نفس الألم الحالي،
فالذي يتألم بشدة نتيجة لحادث صادم له،..
سيكون إحساسه بالألم في حال تكرار نفس الحدث، أقل إحساسا به وأكثر تماسكا.
وكأن خبراتك السابقة أدت بك إلى الاعتياد النسبي
ومن ثم الإقلال التدريجي من شدة الألم.
لذلك استثمر مخزون خبراتك في الإقلال من حدة الألم
ثالثا:
شدة واستمرارية إحساسك بالألم...
قد يدفعك إلى عدم الإحساس النسبي به...
انطلاقا من ظاهرة ( الكف ) ....
فالشخص الذي يتلقى ضربات متتالية على كف اليد
سيشعر بزيادة الألم حتى عدد معين من الضربات ..
ثم تأتي مرحلة عدم الإحساس بألم الضربات في مابعد
رابعا:
الدعم النفسي من الآخرين للمتألم...
كلما زاد دعم الأخرين لك ووقوفهم معك في وجعك.
كلما قل إحساسك بالألم والعكس يبدو صحيحا..
ربنا يفك كرب كل مكروب...
ويخفف أوجاع كل موجوع..
غدا بمشيئة الله.. نستكمل البقية...
مجرد خاطرة