وجبر الخواطر يعني تثبيت الآخر ورفع همته وتهوين مصيبته وإقالة عثرته والأخذ بيده حتى يقف على قدمه ومن منا لم تواجهه مصيبة أو انكسر لفقدان قريب أو حبيب أو ضاقت به الدنيا فخسر مالا أو ولدا أو عملا ومن منا لم يبتلى بمرض أو تعرض لوعكة صحية حتى ولو كانت قصيرة فالكل معرض لاختبارات المولى وتصاريف القدر وتتفاوت قوة وصلابة الإنسان وصبره على البلاء فمنهم من يتمتع بقوة إيمان تعينه على تحمل البلاء ومنهم من يهتز وتنهار عزيمته من الخطوب والمصائب ومنهم من يقنط من رحمة الله والكل يحتاج إلى مساعدة وحنو وتربيت على كتفيه وتخفيف للالم وفى مجتمعاتنا الشرقية بعاداتنا وثقافتنا غالبا ما نهب لنجدة الملهوف وزيارة المريض وتقديم العزاء لأهل المتوفين والحنو على اليتامى والأرامل وتقديم العون والمساعدة كل حسب امكانياته وإن لم يستطع فبكلمة طيبة تجبر بخاطره.

وجبر الخواطر يمتد إلى العاملين البسطاء من خدم وحرس وعمال النظافة وغيرهم من أصحاب الأعمال البسيطة ولكن المهمة ومنها أيضا زيارة المرضى فى المستشفيات سواء تعرفهم أو لا لكن تأكد أن زيارتك لهم مع ابتسامة وكلمة طيبة لها مفعول السحر كما وأن زيارة دور اليتامى والعجزة لهى عبادة يتقرب بها الإنسان من ربه ولا تكلفه شيئا ولكن ثوابها عظيم وتنعكس نتائجها على فاعلها فتجد فى وجهه علامات الرضا وفى قلبه الراحة والاطمئنان وما أحوجنا هذه الأيام التى زاد فيها الغلاء وارتفعت الأسعار بحيث يعجز العديدين عن تلبية احتياجات أسرهم إلى من يمد اليهم يد المساعدة والعون سواء من زكاته أو صدقاته أو كلمة طيبة تجبر بخاطره.

وليعلم كل منا أن كل خير يقدمه للناس الآن يكتب له فى حساب بنكى ذو فائدة تراكمية ويعود عليه عاجلا أم آجلا على أسرته من بعده وروى أحدهم أنه كان يعطف على أسرة فقيرة ويقدم لها العون ثم انتقل لمدينة أخرى وبعد عقدين من الزمان أصيب ابنه بمرض شديد ولاحظ أن أحد الأطباء يعالج ابنه ويسهر على راحته بصورة غير مألوفة وكانت المفاجأة أنه ابن تلك الأسرة الفقيرة التى أعانها فى السابق وأصبح طبيبا متفوقا أراد رد الجميل ودائما ما أتذكر حديث المصطفى: البر لا يبلى والذنب لا ينسى والديان لا يموت اعمل ما شئت فكما تدين تدان.