مقالات

نيفين منصور تكتب.. مواقع التواصل الاجتماعي بين المنفعة والخطورة

خط أحمر

أجيال متعددة ما زالت علي قيد الحياة حتي الآن ، قضت فترات طويلة من حياتها دون وجود للتكنولوجيا الحديثة وأساليب التواصل المختلفة ، حتي ظهرت علينا واحدة تلو الأخرى فتبدل الحال واختلفت الثقافات وتعددت في الاستخدام.

مواليد القرن الماضي كانت حياتهم رغم كل ما فيها هادئة ، لها طبيعة مختلفة في التواصل الاجتماعي بين الأفراد والعائلات ، كذلك الحال في مجال العمل والتواصل الفكري السياسي داخل المجتمع، وتغير الحال وظهر الهاتف الجوال وكان بالنسبة للجميع اختراع عبقري ييسر الحياة ويقرب المسافات بين البشر، وتطور الكمبيوتر وتسابقت الشركات في اختراع برامج التواصل التي حشدت الملايين بسرعة هائلة وأصبح الجميع رغم البعد شديد القرب.

ومع استخدام تلك الوسائل زادت شهرة البعض ، واستخدمها آخرون في الدعايا لأعمالهم ، واستخدمت في التجارة وغيرها من الأنشطة المختلفة ، ولَم تقتصر علي تلك الاستخدامات، وتطور الحال لحشد الملايين والتلاعب في العقول، لتطويع تلك الوسائل للحشد السياسي.

المشكلة الحقيقية أنه رغم ذلك التطور الملحوظ والذي أثر في حياة الدول وازدهارها أكثر من تأثيره علي الأفراد ، أن الجهل ما زال يلازم مجتمعنا ، والتلاعب والإبهار أصبح هدف البعض لجذب العدد الأكبر من الفئة التي لم تتعلم ولَم تتطور فكرياً ولَم تستقل برؤيتها الخاصة فتنقاد وراء كل ظاهرة تتمتع بسمات تجذبها حتي ولو كانت تلك الظواهر وهمية أو كاذبة.

من أصعب المراحل التي مرت علي مصر وظهرت فيها بوضوح خطورة استخدام تلك الوسائل من عام ٢٠٠٨ وحتي عام ٢٠١٣ حيث استخدمت تلك الوسائل للحشد السياسي وما زالت مستمرة حتي الآن وما زالت تجذب الملايين وتوتر الأجواء بشكل ملحوظ.

وتحولت الحروب والمشادات من حروب بأسلحة مدمرة إلي حروب باستخدام الكلمة والصوت والصورة، والتمثيل وبرامج الجرافيك عالية الجودة التي تحول المشهد إلي مشهد شديد التأثير يجذب العقول ويمس القلوب.

مع الأسف الشديد فرضت تلك الوسائل نفسها في هذا العصر وأصبح من الصعب التخلص منها والعودة إلي عصور ما قبل التكنولوجيا الحديثة، وأصبحت الدول مطالبة باستمرار بمتابعة تلك الوسائل متابعة دقيقة ومحاولة امتصاص الصدمات التي قد تحدث في المجتمع من جراء استخدام تلك الوسائل.

ويأتي دور أصحاب العقول الرشيدة الذي يقع علي عاتقهم تبسيط المفاهيم ومقاومة الشائعات المستمرة لضمان استقرار الأوطان وعدم العبث بعقول وقلوب الشباب الذي لم يتمتع بالخبرة الكافية وينجذب إلي الكلام المبهر والأصوات المدربة للتأثير علي الآخرين.

نيفين منصور مواقع التواصل الاجتماعي خط احمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة