مقالات

الدكتور إبراهيم المدني يكتب.. صلاح ورمضان والقدوة المطلوبة لبناء الإنسان

خط أحمر

محمد صلاح ومحمد رمضان كلاهما أصبح نجماً له شعبيته وجمهوره وحضوره يتفقان في أمور ويختلفان في غيرها، لا شك يمتلك كل منهما قدراً كبيرا من الموهبة الربانية كلً في مجاله، صلاح عالمي التوجه والحضور والتوجه والمستقبل، ورمضان مفرط في المحلية ومن المستبعد أن يقفز للعالمية وهذا ليس عيباً ولا نقيصةً ولكنه تحليل لموقف واضح بين.

صلاح متواضع يعرف قدر نفسه ويحترمها ويحاول مساعده أهله وقريته ومجتمعه ويضيف لسمعة مصر الكثير من الإنجازات الكروية العالمية ويجتهد يومياً في تطوير ذاته والحفاظ على موهبته وصحته وعطائه في مجاله، وأثبت أنه بالفعل فخر للعرب ولمصر بكل المقاييس، بل أصبح قدوةً عظيمة للشباب في كل مكان.

رمضان يقول عن نفسه (نمبر وان) مستخدماً بسطة جسده وقوة عضلاته وموهبته التمثيلية في إثبات ذلك بكل الطرق، منكراً قيمة التواضع أو فهم قدراته بل ويفتخر بممتلكاته من السيارات الفارهة والفلل الفاخرة، متجاهلاً أهله وناسه ومجتمعه في أي نوع من المشاركة المجتمعية أو (هذا ما نظنه للآن) متابعاً بشدة لموقعه في حلقات التواصل الاجتماعي مشاركاً باهتمام مبالغ فيه لموقعه يوميا في بورصة الفنانين، ويظن في نفسه أنه لا يقارن بزملائه الفنانين لأنه رقم واحد بلا منازع كما يزعم.

ما هي القدوة المطلوبة لشبابنا اليوم من أجل بناء الإنسان المصري العصري السوي  المتكامل الشخصية والذي يعبر بصدق عن مجتمعه النامي المكافح الطامح لمستقبل أكثر إشراقاً ونمواً ونجاحاً.

الملفت للنظر أن كليهما يسجد لله شكراً صلاح عند إحراز الأهداف ورمضان عند إنهاء عرضه المسرحي بملابس شبه عارية ووسط صراخ وهدير وتصفيق الجماهير، أي أن كليهما لديه حس ديني فطري ورغبة أكيدة في شكر الخالق على نجاحه وموهبته.

إذن ما الفرق الجوهري الذي يجعل صلاح أقرب إلى النموذج الأفضل والقدوة الأنجح لشبابنا ؟؟  أظن أنه الوعي وفهم دور النجم في المجتمع، صلاح فهم دوره واحترم بيئته التي خرج منها وأدرك أن هذا النجاح المدوي له تبعات ومسئوليات وهو رغماً عن إرادته نموذج وقدوة لملايين العرب والمصريين، أما رمضان فلم يكن له هذا الحظ من الذكاء الاجتماعي وربما أثرت في تركيبته النفسية عوامل البيئة المحيطة به والتي تعظم المظاهر والإدعاءات الشكلية من سيارات فارهة وبيوت فخمة يتباهى بها أمام المجتمع متناسياً أن هذا النجاح وليد ظروف ثقافية واجتماعية  خاصة جدا تمر بالمجتمع المصري حالياً ولا تعكس بصدق عظمة ومكانة هذا البلد الكبير الضارب في التاريخ حضارةً وثقافةً وعلماً وأدباً بمفهوميه التأدب والتعبير عن مكنونات النفس.

أتمنى من رمضان لو كان له الحظ أن يقرأ أو يفهم أو ينصحه أحد المقربين ألا يهدر موهبته التمثيلية النادرة وألا يضع نفسه في مواضع لن تضيف له احتراماً أو مكانةً أو تميزاً بل تنتقص من كل هذا وتخسر مصر ممثلاً موهوباً بالفعل وله حضور مؤكد ينقصه الذكاء ويفتقد الحس الاجتماعي الواعي .

عليه أن يعرف سيرة حياة كبار الفنانين السابقين الذين أثروا حياتنا الثقافية بكل هو عظيم وجميل وراق ومفيد ولم يخرج مرةً واحدة منهم أحد يدعي أنه ( نمبر وان).

من أجل بناء الإنسان المصري نريد تكرار نموذج وقدوة  صلاح وكذلك لاعبو كرة اليد الأبطال  الذين كانوا سبباً في سعادة  وفخر كل المصريين. 

الدكتور إبراهيم المدني صلاح ورمضان والقدوة المطلوبة لبناء الإنسان خط احمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة