مقالات

رجب الشرنوبي يكتب.. سياسة مصر الخارجية بين المتغيرات الدولية وطموحات الكادحين البسطاء

خط أحمر

                    (الحلقة الأولي)

في عالم أصبحت تسيطر عليه لغة المال  بعيداً عن المباديء والقيم ، وسط سيطرة الإقتصاديات  الكبري والتكتلات الدولية التي تربطها شبكة  المصالح المشبوهه علي القرار السياسي العالمي، وجدت القيادة السياسية نفسها مضطرة للتعامل بحرفية عالية وحكمة وهدوء ملموس وسط هذه المتغيرات العالمية الجديدة ، التي كادت أن تطيح بالمنطقة برمتها ومصر جزء لا يتجزء  من منطقتها العربية والشرق أوسطية،  بل يمكن أن نقول أنها أهم جزء فيها،   بعد  أحداث جسيمة مرت بها المنطقة منذ سنوات كادت أن  تطمس المعالم الثقافية والحضارية لدول المنطقة لو نجح المخطط الصهيوني كما كان مرسوم له ، ورغم أن الصعوبات التي قابلتها دول المنطقة من التآمر علي هويتها وثقافتها إلا أن كل دولة حاولت قدر إستطاعتها وبجهود المخلصين من أبنائها الحفاظ عليها بقدر ماهو مستطاع  وبقدر ماهو متاح لها.

وفي مصر أدرك الرئيس السيسي وفريق عمله الخارجي هذه الحقيقة مبكراً ، وعملت القيادة السياسية علي وضع الدولة المصرية في مكانة متميزة عالمياً منذ اللحظة الأولي ، ولكن علي أسس جديدة من الإتزان والإحترام المتبادل والمصلحة المشتركة ، هذا ماتستطيع أن تقرأه وبوضوح وفي الخطوات الأولي للقيادة السياسية علي مستوي التحرك الدولي.

علينا فقط أن نتذكر كيف كان موقف الكثير من دول العالم الذي تتزعمه الولايات المتحدة الأمريكية ، والتي ترتبط بشكل مباشر أوغير مباشر بمصالح مشتركة معها، خصوصاً بعد ثورة الثلاثين من يونيو ، وأعتقد أن ألمانيا التي تمتلك  حالياً الكثير من الإستثمارات الصخمة في مصر وخاصة في مجال الطاقة خير مثال علي ذلك ، علينا أن نتذكر كيف كان موقف المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل من الأحداث في مصربعد ثورة يونيو ،  والتعنت الواضح ضد مصلحة الشعب المصري ، ذلك الموقف الذي تغير بشكل جذري بعد أشهر قليلة منذ تولي الرئيس السيسي المسئولية ، حتي أن الرئيس زار ألمانيا أكثر من ثلاثة مرات كما زارت إنجيلا ميركل مصر أكثر من مرة وشاركت في إفتتاح جزء من المشروعات القومية.

 كما ألتقيا أكثر من مرة علي هامش مؤتمرات وفاعليات عالمية ومعهما وفود ووفود مماثلة في كافة المجالات مثل الإستثمار والصناعة والتعليم والصحة وغيرها ، جزء من هذه الإستثمارات هي التي كانت سبباً مباشراً لعدم إنقطاع الكهرباء عن بيوت المصريين بعد إنقطاع وعدم إنتظام لعدة سنوات، هذه الإستثمارات في الطاقة هي التي مكنت الكثير من المصانع التي يعمل فيها الكثير من أبناء المصريين وخصوصاً المصريين  البسطاء علي إستئناف العمل بها والحصول بذلك علي مرتباتهم التي تمكنهم من الوفاء بحاجيات أسرهم تلك المصانع التي تمتلكها الدولة كمصانع السكر  والغزل والنسيج والحديد والصلب وخلافه، أو  يمتلكها أيضاً مواطنون مصريين ضخوا فيها أموالهم التي هي  جزء من عصب الإقتصاد.

ويكفي أن نعلم أن نتائج الأداء السياسي الخارجي الجيد تمثل الأرض الصلبة،  التي تنطلق منها كل قطاعات الدولة من إقتصاد وصناعة وسياحة وتربية وتعليم وثقافة وغيرها من قطاعات نحو بناء دولة قوية مستقرة ينعم فيها المواطن برغد العيش والحفاظ علي حقه في الحياة ، كما أن معرفة المواطن الواعي المثقف بما له من حقوق وماعليه من واجبات، إيمان المواطن بقيمة العمل بشرف والتخلي عن كل أساليب الفهلوة والتجاوزات التي لاتتناسب مع شعب عريق مثل شعب مصر هو من صنع التاريخ وهو أيضاً من كان مصدر للإلهام عند كثير من الشعوب ، وعي المواطن بقيمة المواطنة وقيمة الولاء والإنتماء كل هذه القيم وغيرها كثير ، تساعد بلا شك علي بناء دولة قوية فتية تتمتع بالقيم الإنسانية علاوة علي إرسها الثقافي والحضاري تنال دون شك إحترام العالم المتحضر ، مما يمكن صانع القرار السياسي الخارجي من رسم ملامح الدولة في عيون العالم بشيء من الإحترام االمتبادل والمصالح المشتركة والتفاوض في كافة المجالات ،  من مركز القوة وليس من خلال نقاط الضعف والحاجة مايعني مزيداً من الإستثمارات و الأفواج السياحية وزيادة معدلات التبادل التجاري وإحترام المنتج المصري ، مايعني أموال ضخمة تضخ في شرايين الإقتصاد المصري وهذا قطعاً سيؤدي إلي تحسين مستوي حياة المصريين ، بشرط أن ننجح في حربنا ضد الفساد التي لا تقل في أهميتها وخطورتها عن الأحداث التي مرت بها  مصر في الفترة مابين يناير ويونيو .

إلي أن نلتقي في الحلقة القادمة لكم خالص تحياتي.

رجب الشرنوبي سياسة مصر الخارجية المتغيرات الدولية الرئيس السيسي خط احمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة