رجب الشرنوبي يكتب.. مصر وشراكة قمة السبع الكبري


في رحلة جديدة لطائرة السياسة الدولية ، وصل الرئيس السيسي والوفد المرافق له إلي فرنسا في زيارة تستمر عدة أيام، تلبية لدعوة من الرئيس الفرنسي ماكرون لمصر بصفتها رئيساً للإتحاد الأفريقي ، للمشاركة في القمة الخامسة والأربعين للدول الصناعية السبع الكبري.
والسؤال الآن ماذا يمكن أن تجني القاهرة من حضور هذه القمة ؟؟!! قطعاً تمثيل مصر للمرة الأولي وحضور الرئيسالسيسي لها فيه من الدلالات والمؤشرات مايؤكد أهمية الزيارة ، فمصر تحضر القمة وهي تحمل هموم وتطلعات مايقرب من أربعة وخمسون دولة هي عدد دول الإتحاد الأفريقي، كما تحمل أيضاً أوراق سياسية أفريقية مهمة تمكنها من الإنطلاق من نقاط وقواعد ثابتة وقوية والتحدث بإسم دول الإتحاد الأفريقي في مثل هذه الفعاليات الدولية بثقة تامة ، فالقارة الأفريقية تحتوي علي ثروات هائلة من الموارد الطبيعية التي كانت وستظل مطمع لهذه الدول الكبري علي مدار التاريخ ، خصوصاً بعد أن تخلصت دول القارة من الكثير من الحركات الإستعمارية بحركات التحرر الوطني الذي قادته مصر في دول القارة ، ولا نغفل أن أفريقيا وما تمثلة من تكتلات بشرية هائلة تمثل سوقاً رائجة لمنتجات الكثير من هذه الدول علي كل المستويات الإستهلاكية والتنموية ، ولا ننسي أن الدور الذي يلعبه الإتحاد الأفريقي برئاسة مصر للتغلب علي النزاعات الداخلية بين بعض دول القارة وإحلال الأمن والسلام محل هذه النزاعات سيجعل من أفريقيا قوة إقتصادية قادمة بقوة لايستهان بها علي المستوي العالمي ، مما يجعل من الشراكة معها علي أساس من العدل والإحترام والمصالح المشتركة ضرورة ملحة لمثل هذه الدول الصناعية الكبرى.
كثير من الأوراق التي يمكن إعتماد القيادة السياسة عليها وهي تلقي برؤية مصرية خالصة للواقع الأفريقي في مثل هذه الشراكات الدولية ، لتحقيق مصالح هامة لدول الجوار الأفريقي، بعد أن أستعادت مصر لمكانتها الطبيعية بثبات يوماً بعد يوم بين أقرانها، بعد سنوات من إنقطاع طويل عن المشهد الأفريقي ، منذ حادث أديس أبابا الشهير ، فمصر جزء لا يتجزء من أفريقيا كما أن أفريقيا تحمل كل الحب والود للشقيقة الكبرى.
وعلي الشأن المصري من المؤكد أن مصر ستعمل علي دفع الشراكة العالمية لمحاربة الإرهاب وتطويقة وتجفيف منابع تمويله خطوات جديدة نحو الأمام، لإحلال السلام والأمن الدوليين محل القتل والإرهاب الذي يخلف الكوارث والدمار، فالكثير من الدول الهامة حول العالم بدأت تتيقن من صحة الرؤية المصرية للأرهاب والذي يحتاج إلي تضافر الجهود الدولية، خصوصاً بعد أن طال خطر الإرهاب بالفعل هذه الدول، مثل إنجلترا وفرنسا ولا يستطيع أحد نسيان أحداث سبتمبر التي تعرضت لها الولايات المتحدة قبل سنوات .
من المؤكد أن الحوارت الثنائية بين الرئيس السيسي وقادة بعض هذه الدول سيكون فرصة جيدة لتبادل الرؤي حول العلاقات الثنائية وطرق دفع التعاون المشترك علي المستوي الإقتصادي والإجتماعي والخدمي ومايتعلق بحقوق الإنسان وما قامت به مصر من تجارب ناجحة في هذا الشأن خلال السنوات القليلة الماضية ، وماأتخذته مصر من إصلاحات تشريعية تدعم هذه الأتجاهات ، كما تدعم مشاركة المرأة في الحياة العامة وماحققتة المرأة من مكتسبات غير مسبوقة.
وجود مصر في مثل هذه الفعاليات العالمية مؤكد له آثار إيجابية علي وضع مصر علي خارطة السياسية الدولية، بما يجعلها دائماً في الحسبان عند رسم ملامح السياسية العالمية، خصوصاً فيما يتعلق بالمنطقة العربية والشرق الأوسط، الكثير من الفوائد يمكن أن تجنيها مصر من هذه الزيارة ، خصوصاً علي مستوي الإقتصاد والسياحة والإستثمارات ومكافحة الإرهاب، بالطبع لم يكن هذا الوضع المتميز إلا نتيجة مجهودات دائمة من القيادة السياسية خلال السنوات الماضية، تحية مستحقة للرئيس السيسي ومعاونيه من صانعي السياسة الخارجية، علي كل ماقدموه لوضع مصر علي المسار الصحيح مرة أخرى، بعد سنوات من التخبط والإنحسار السياسي.