دينا الجندي تكتب.. صرخة أم.. من المسئول عن جحود الأبناء يا سادة؟


آفة خطيرة تصيب الأسرة المصرية عقوق الأبناء وجحودهم من المسئول؟ تحدثت معي امرأه في الخمسينات تعاني من جحود أولادها لها برغم أن بعد وفاة والدهم وهم في سن الصغر لم تتزوج ورفضت الزواج من أجلهم وبرغم من أن تعليمها عالي ومثقفة جدًا ومن عائلة محترمة، ولكنها اعتمدت على نفسها ومقاسها وتدافع بتربية أولادها وأحسن تعليم ولكنها وجدت ما لا كانت تتصوره أحد أبنائها، بدأ يحتد عليها بالكلام لعدم استطاعته توفير ما يطلبه من مصروفات.
وبدأ الأبن يتشاجر مع والدته ويطلب منها إعداد الطعام له يوميًا لحوم، وهي ميزانيتها لا تتحمل هذا طلب منها تنزل تشتغل حتى تصرف عليه، هذه السيدة وجدت عدم المراعاة والتقدير، واحتد الولد عليها وهي شخصيتها هادئة وناعمة ومحترمة، بدأ يستغل هذا، بدا شخصية الرجل الشرقي التي بداخله بدأ يمد يده عليها ويحدث بجسمها خدوش وعلامات وهي لضعفها لا تستطيع الدفاع عن نفسها، وليس لها أي أحد تسند عليه ويتحمل مسئوليتها، والديها توفوا، أخواتها بعيدًا عنها، كانت تربيتهم على الأصول والأخلاق وليس على التدليل، فما سبب جحود هؤلاء وأفعالهم المشينة وتطاولهم على الأم !!
أسرة أخرى الوالد والوالدى مسيورين الحال عملوا جاهدين على تربية أولادهم بطريقة سليمة من حيث التعليم حتى وصلوا لأعلى درجات التعليم الخاص ومستوى معيشة، ليسوا محرومين من أي شيء وجميع طلباتهم مجابة، ولم يحركوا من شيء في حدود المعيشة، كل ابن منهم تخصص له منزل خاص به لزواجه، كل منهم عمل عمل خاص به،.. ولكن بدأت المشاكل والجحود والجفاء وعدم التعاطف مع والديهم ومعظم الأوقات لا يتعاملوا معهم يضحكون ويتسامرون مع كل من حولهم إلا والديهم يخرجون ويسافرون وتخلق الأوقات لقضاء وقت ممتع مع أصدقائهم ويهملون والديهم وهم في سن حاجة، ويحاسبون والديهم على تصرفاتهم في مالهم ، فهم يريدون ورثهم أو يريدون مالا من والدهم ووالدته مع أنهم لا يحتاجون.
إنه زمن عجب العجاب حقيقي انقلبت الموازين والأبناء هم من يحاسبون ويحاكمون الآباء ولا يتخاصمون معهم ويكفرون في وجوههم ويهملونهم ويبدأون ينتقضون آبائهم في تصرفاتهم ولغتهم وملابسهم بشكل مستفز، أي زمن هذا ما نحن نعيشه ماذا حدث الأبناء ما هذا الجفاء والجهود وقلة الاعتناء لمن حرموا نفسهم من أجل أبنائهم هل هذا من فرط اهتمام الآباء وحمايتهم وأولادهم أكثر من اللازم أم هذا وباء نال من أبناء هذا العصر مصلحتي فقط وقبل أي شيء.
هناك أيضا أسرة بسيطة جدا ويجدون قوت عيشهم بصعوبة وعندهم خمس أولاد تعلموا جميعهم التعليم الحكومي إلى أن انتهت دراساتهم الجامعية، بدأ الإبن يعمل في بنك ومن ثم يطلب من والدهم أن يستريح ليرد له الجميل والذي تعب من أجلهم ويوميا يقبل يد والدته ووالده، كانوا فقراء وبسطاء ويلقون قساوة الأيام بمرها وحلوها إلى أن تجاوز الصعاب وتجاوزوا مل هذه الأوقات، ووصلوا لأمنياتهم لأبنائهم، ويحترمونهم ولا يستعرون منهم ولا يجحدونهم ولا يتجاهلونهم ولا ينظرون إلى أهلهم ولا ينفرون من تواجدهم في حياتهم هل هؤلاء نوع ومن ذكرتهم نوع طيب مين وإيه السبب؟ رغم أنه نفس الجيل مع اختلاف التعليم والثقافة والمستوى الاجتماعي ولكن هناك فرق في احترام أدمية وتفاني الآباء هل ممكن أن يطرح قانون القلب جحود الأبناء وخاصة من يضرب الأم ؟ هل ممكن أن يكون هناك عقاب رادع لهؤلاء هل هذا جزاء الأباء أم ما الحل هل من إجابة لإنقاذ هذه الأجيال من عقاب الله من عقوقهم ولا تنسوا إن كله سلف ودين وسيبقى الدين أصعب قوي ؟؟