أسمحوا ليّ أن أستعير اسم هذا المنبر الإعلامى الراقي في كتابة مقالي فطالما يسمع كل من يكتب مقالا بأن يتجنب الكتابة عن مواضيع بعينها أو يمس مؤسسات باسمها لأن ذلك "خط أحمر" ولكني وبعد متابعتي لمؤتمرات الشباب التي يحضرها رئيس الجمهورية ويجيب فيها على كافة الأسئلة ومنها ما يتجاوز الخط الأحمر بكثير فقد بت مقتنعا أن ما نعتقد بأنه خط أحمر ليس سوى وهم وخيال رسمناه لأنفسنا واعتقدنا أنه لا يجب المساس به أو تجاوزه.

ودعوني أفرق بين النقد البناء الذي يهدف الى خدمة الوطن وتصحيح بعض المسارات وذلك باقتراح حلول وأفكار بناءة لا يبغي كاتبها إلا الثواب من الله وبدون رغبة أو مصلحة شخصية تعود عليه أو منفعة لأقاربه وأهله وبين النقد الهدام الذى لا يرى إلا السواد والخيبة والفشل والسقوط وتلك منابر وجماعات معروفة بعينها وكلما أتذكر كم الأسئلة التي تعتبر محرجة للرئيس وكيف استقبلها برحابة صدر واسهب فى الإجابة عليها تشجعت لأطرح بعض الملاحظات والانتقادات ومعها مقترحات بالحلول من وجهة نظرى المتواضعة.

الغالبية تجمع على أهمية إنشاء العاصمة الجديدة كي تليق باسم مصر عالميا ومتنفسا من اختناق واحتضار مدينة القاهرة ولكن هناك مغالاة في توصيف المجمع الحكومي ومواد تشطيب غالية وفاخرة دون داع وأقترح إعادة النظر في توصيف تلك المواد بمواد بديلة تفى بالغرض ولكن أقل كلفة كما أنني انتقد إنشاء مقر صيفي للحكومة في العلمين الجديدة لأن هناك العديد من المقرات الحكومية الصيفية فما الداعي لإنشاء ذلك المقر وتحميل خزانة الدولة عدة مئات من الملايين لإنشاء مقر يمكن أن يستخدم مرات تعد على أصابع اليد الواحدة فى السنة وأنادي بالاكتفاء بالمقر الحالي الجديد في العاصمة الإدارية مع تسويق باقي المباني الحكومية والمقرات الفاخرة وبيعها أو استغلالها استثماريا لصالح خزينة الدولة.

كما أنتقد عدم كفاءة الإعلام واحترام ذكاء الشعب في قول الحقيقة بلا زينة وطبعا سيطفو على السطح تغطية الحادث الإرهابى الأخير أمام معهد الأورام وكيف حاول الاعلام تجميل الموقف وجعل الشعب يصدق أن تصادم ثلاث سيارات يمكن أن يسبب تلك الخسائر الفادحة ولماذا لا نقول الحقيقة فبلدنا مستهدف وكافة دول العالم معرضة لذلك ولكنها لا تتجمل ولا تكذب وتحترم عقول شعوبها وأتمنى ألا أكون قد تجاوزت الخط الأحمر لأننى مصرى ولا أقبل المزايدة على مصريتي وحفظ الله مصرنا من كل سوء.