المهندس السيد طوبا يكتب .. الإختلاف نعمه


عادة ما يشتكى المتزوجون من وجود اختلاف كبير فى الطباع بين الزوج وزوجته فيامل أحد الطرفين بعد الزواج تحديدا الى تغيير طباع شريكه فى الحياة فتلك تأمل من زوجها الاهتمام بأدق التفاصيل وأخرى تطلب منه أن يكون كثير الكلام يحكى عن كافة تفاصيل حياته وعمله ويومه وتلك ترجو من زوجها أن يكون مرتبا نظيفا يحافظ على البيت مملكتها بل وتتخيل أنه سيسير فى البيت على أطراف أصابعه مثل الباليرينا وأن يتناول كل شيئ برقة ولطف وان يكون مجاملا خاصة لاهلها منقطع الصلة عن أهله وأصدقائه أما الرجل فيشتكى دائما من تسلط الزوجة فى البيت ومحاولتها تغيير طباعه والتفرغ لها تماما كما يشتكى كثير من الازواج من اهمال زوجاتهم لهم خاصة بعد انجاب الاطفال فيجدون أنفسهم فى ذيل قائمة اهتمام زوجاتهم حتى يتحول وجودة فى البيت الى بركة وتعويذة ومحفظة نقود لتلبية متطلبات الاسرة ليست لديه اهتمامات كروية أو اجتماعية وهكذا تسير وتيرة الحياة وتنشأ الخلافات الزوجية وقليل من الازواج من يتفهم طبيعة اختلاف الطباع والغالبية تصر وتتمسك بمحاولة تغيير طباع الطرف الآخر ثم وبعد فترة من الشد والجذب يدرك الطرفان أنهما لن يستطيعا تغيير طباعهما والعقلاء يدركون ضرورة استمرار الحياة الزوجية حفاظا على الاسرة والاولاد وبعضهم لا يتحمل ضغوط الحياة الزوجية فاما يهرب الى العمل أو الى خارج المنظومة أو الى الانفصال وهو الجبن فى مواجهة الازمات والبعض يزيد الطين بله بالزواج من أخرى معتقدا أنه سيجد معها نعيم الجنة فتتحول حياته الى نار سقر والدرس المستفاد أنه لا بد التيقن من وجود اختلاف فى الطباع والتعايش مع شريك حياتك وهو ما يعطى الحياة بهجة وطعم فلو كان الطرفان منظمان هادئان عاقلان يحبان نفس الاكل ويشجعان نفس النادى ولديهما نفس الهوايات لاصبحت حياتهما مملة ورتيبة وما وجدا مواضيعا للحديث فالاختلاف نعمة ولا بد من وجود الموجب والسالب والملح والسكر حتى يحدث تفاعل وجدال وخصام ووفاق كما يجب أن يتخلى الطرفان عن أحلامهما الشخصية والنظر بكل الاهتمام الى مصلحة الاولاد والاسرة وتربيتهما على أسس قويمة ومن لا يتحمل ذلك فعليه بالمكوث فى بيته أعزبا بعيدا عن نعيم ومشاكل الاسرة يعيش ويموت وحيدا غير مأسوف عليه