مقالات

مدحت البسيوني يكتب: في ذكرى كامل الشناوي

خط أحمر

أحب كل من عرفه وأقترب منه كان مجلسه يجذب الكثيرين من أهل الأدب والصحافة والفن وصف قلبه أنه يسع العالم كله لكنه لم يجد قلبا يسكن قلبه كامل الشناوي تهل علينا ذكري ميلاده في 7ديسمبر 1908.

توفي في 30 نوفمبر1965 ابن محافظة الدقهلية التي أتشرف بالأنتماء إليها ولد في قرية نوسا البحر مركز أجا.. في مثل هذا اليوم أنطفأت أنوار مجلسه الذي كان يجذب الكثيرون من أهل الأدب والفن وتلاميذه من الصحافة رحل وترك تاريخا من الذكريات التي لاتنسي ..عاش حياته كما يريد لا كما تريد أسرته.

كان مخططا له أن يكون من أحد شيوخ الأزهر وهذا هو النتاج الطبيعي لنشأته في أسرة متدينة والده قاضي شرعي وعمه أحد شيوخ الأزهر لم يستمر طويلا في التعليم الأزهري وعمل بدار الكتب الذي وجد فيها ضالته ليغوص في بحر الثقافة لدرجة لم يكن يبارحها حين تنتهي مواعيد العمل هذا هو الزاد والزواد الذي أرتقي به من مصححا للغة العربية في مشواره الصحفي إلى أن يصل إلى منصب رئيس التحرير ويسند إليه أحمد شوقي أمير الشعراء ألقاء قصائده في المنتديات الثقافية.

لو انتقلنا إلي دائرة اخري من حياته التي لم يجد فيها قلبا يسكن به رغم انه كان اكثر اناقة إلا أن ضخامة جسمه ورؤيته له كانت تمثل جرح القلق الذي لايلتئم وعاش وحيدا لم بتزوج كان كثير الانطواء بالرغم من أصدقاءه ومريديه الكثيرين ..كان الليل عشيقته التي يهيم فيها طوال ساعاته في شوارع القاهرة وعلي شاطئ نيلها مما كان له الأثر علي صحته لقد استنفذها في ادمانه علي السهر والطعام والشراب مما أدخله في مرحلة الكهولة المبكرة لدرجة وصف نفسه (عجوزا طائشا.. كالسهم كلاهما لايصيب الهدف).

كان حبه من طرف واحد ولكنه لم ييأس وصار ينتقل كالفراش الحائر من حب إلي حب بحثا عن قلب يعشش فيه.. ظرفه وبريقه وأحاديثه و(قفشاته) تجذب إليه فنانات يجلسن معه ويستمتعن بوقته وحكايته ووصل ببعضهن إلي عالم الشهرة ومع ذلك كانت قلوبهن مغلقة موصدة حفظت مفاتيحها مع آخرين لدرجة قال في أحدي قصائده.. أشتري الحب بالعذاب.. أشتريه فمن يببع.. ووصل به الحال لم يفرق بين المرأه الصالحة والطالحة أحب احدي الفنانات لكنها تركته وعندما زال بريقها وأبتعدت عنها الأضواء عادت إليه لكنه رفضها وأقصدها شعرا الذي غناه فريد الأطرش.. لاوعينيك ياحبيبة روحي.. لم أعد فيك هائما فأستريحي.

وكامل الشناوي له ديوان شعر واحد الذي عنونه بالأغنية الشهيرة لا تكذبي التي يعرف الكثيرين قصتها..

رحم الله الكاتب الصحفي والشاعر كامل الشناوي..

هذه السطور من كتابي شعراء على مائدة الصحافة الصادر عام 2001 دار التعاون للطبع والنشر.

كامل الشناوي ذكرى وفاة كامل الشناوي خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة