سارة درغام .. تكتب .. الجمال أصبح عقدة !


يقولون أن "الجمال هو جمال الروح".
بالطبع انه جمال الروح ..
و لكنه ايضاً جواز مرور عند البعض ..
اي اننا لا نجد جملة قبيحة وكاذبة أكثر من هذه الجملة التي تخفي تصريحاً كاملاً ببشاعة الشخص الذي نوجهها إليه.
فالمرأة تعرف جيداً أن الجمال ليس جمال الروح فقط ، وعادة ما نستعمل هكذا جملة، كعزاء لعدم وجود توزيع عادل للجمال الخارجي.
من منا لا تريد أن تكون جميلة ؟ ومن منا لا تبذل جهداً يومياً من أجل أن تبرز جمالها؟
حكاية كل فتاة منا قبل ان تخرج من منزلها و هي :
سأعدل شعري الأجعد كي يصبح مسدولاً. وإن كان مسدولاً، سأجعله يبدو غجرياً وأغير قليلاً في لونه. ربما أرفع الثدي أيضاً، وأزيد طولي بضع سنتمترات. سأقوم بكل التعديلات الممكنة، كي أحصل على النتيجة التي أعتقد أنها الأفضل لي، والتي سيراني فيها الطرف الآخر أجمل.
سوف اتلصص على شكلي في المرآة، وإن لم يعجبني شكلي، قد أغادر وفي نفسي خيبة خفيفة.
لست بأفضل حالاتي، لأن تفصيلاً صغيراً لم اكن راضية عنه، مفرق شعري ليس كما يجب ، لم يتسن لي أن أقلم اظافري كما أريد.
هل تعلمون إنها اصبحت عقدتنا نحن النساء ؟
هل الجمال اصبح عقدة ؟؟
بالتأكيد كان و سيبقى عقدة النساء.
لطالما دخلت المرأة في صراع مع جسدها منذ ان انتبهت لنضوجه، و كثيراً ما رفضت تقبل عيوبه، و تضاريسه.. نحيفة تريد ان تزيد وزنها.. ممتلئة تجهد لانقاص وزنها بشتى الطرق و لو بضع كيلوغرامات.. و هي لا تتوقف عن التحايل عليه..
تستعمل المكياج حيناً وتعدل فيه أحياناً أخرى بواسطة عمليات التجميل، والريجيم، والمستحضرات العشبية و أي شيء يمكن أن يزيل ما تعتقده عيوباً جسدية.
وعندما يبدأ جسمها بالتهيؤ للعادة الشهرية، بطنها ينتفخ، وأذناها تتورمان. تنظر إلى المرآة، فتجد أن رونق ابتسامتها قد تراجع، ووجهها قد شحب لونه. تتصارع مع جسمها كثيراً، وتصبح على حافة الإنهيار، قبل أن تعود المرآة وتضحك لها مجدداً، وتريها الصورة التي تريدها. الجسد ثقيل جداً عليها، وهي ثقيلة عليه.
ان الله جميل يحب الجمال ..
فكيف نحن؟
نحن نحب الجمال، والرجال يحبوننا جميلات أيضاً.
علينا الاعتراف بهذا الأمر، والا نكابر على الفكرة التي تقول إننا سنزداد ثقةً وقوةً عندما نجد أنفسنا جميلات.
لا أجد مشكلةً في رفع النساء شعاراً يقول: إنهن يردن أن يكن جميلات، أو أنهن يردن أن يجدن أنفسهن جميلات. في المقابل، علينا أن نحارب الجمال الذي تحتكره نجمات الميديا على انواعها.
توقفوا عن تخديرنا و خداعنا بوجود مواصفات موحدة بقالب واحد للجمال، كمثال الأجساد النحيلة وإغراقنا بصور الشفاه الممتلئة، والخدود المرصوصة، والمؤخرات الكبيرة و المشدودة.
علينا ان نعي جيداً ان الجمال مهما يكن يبقى نسبياً و ليس له مواصفات محددة، لا يمكننا النظر بعين واحدة وثابتة للجمال. الجمال أرض متحركة، لا ثوابت فيها، و انك تستطعين ان تكوني جميلة اذا اردتِ التغيير تستطعين ان تحققي ما هو افضل لك و ما يناسبكِ بعيداً عن التصنع و استجداء جمال مزيف، ولكن مع بعض اللمسات الخفيفة حسني وقدري نفسك و كوني انتي عزيزتي.