(العلماء يدرسون العالم كما هو، بينما المهندسون يخلقون عالمًا لم يكن موجودًا) من أقوال تيودور فن كامان، فإذا نظرنا حولنا فكل ما ستراه عيناك من بعد عظمة الخالق هى أعمال فنية لمهندسين فأنت تعيش فى منزل بناه مهندس وتستمتع بالكهرباء والمياه والصرف والمفروشات وتستخدم أجهزة كهربائية  لتسهيل معيشتك  كلها من اختراع مهندسين فإذا خرجت من شقتك وركبت المصعد ثم استقليت سيارتك وسرت فى طرق ممهدة ومضاءة وتحتها شبكة هائلة من خدمات الكهرباء والمياه والغاز والتليفونات فما زلت تعيش تحت ظل المهندس فإذا وصلت عملك ودخلت مكتبك واستخدمت الكومبيوتر وأدرت التكييف ووجدت الواى فاى وأرسلت رسائلك إلى أقاصى الأرض فأنت تعمل بفضل المهندس وإذا ما قررت السفر بالطائرة وتوجهت إلى المطار واختصرت آلاف الأميال فى ساعات قليلة فذلك كله بفضل المهندس.

أما إذا قررت مشاهدة مباراة أو حدثًا هامًا يدور على بعد آلاف الأميال وأنت فى بيتك أو سيارتك أو مكتبك فكل ذلك بعلم المهندس وإذا قرأت عن غزو الفضاء والسفر إلى القمر والمريخ أو إطلاق أقمار صناعية تنقل لك المعلومات والصور فى أجزاء من الثانية فكل ذلك بفكر المهندس وإذا زرت مريضًا فى المستشفى فكل ماتقع عيناك عليه من مبان وتجهيزات وأجهزة طبية ومعامل تحليل وأشعة وغرف عمليات فجميعها من اختراع المهندس وطبعا هاتفك المحمول الذى تصحبه معك فى الحل والترحال ويربطك بالأهل والأصدقاء والعالم أجمع بمختلف تطبيقاته هو من اختراع المهندس.

ويمكن إجمال القول بأن الهندسة بمختلف تخصصاتها هى سبب بقاء وإسعاد البشرية وهى المهنة الوحيدة التى لا تعيش على مصائب الآخرين فالطبيب لا يعمل إلا على المرضى والحوادث والعمليات والمحامى لا يعمل إلا على نشوء خلافات بين الأفراد والصيدلى لا يعمل إلا على صرف أدوية أو اكتشاف أدوية ومضادات لعلاج المرضى والمصابين والشرطة لا تعمل إلا على استتباب الأمن وإنفاذ القانون والقبض على المجرمين ومخالفى القانون أما المهنة العظيمة التى لا تنتظر مصائب البشر أو تتعيش على الكوارث بل وتسعى لإسعاد البشرية وحل مشاكلها وتجنيبها ثورات الطبيعة من فيضانات وزلازل وبراكين فتلك الهندسة وأقولها بكل اعزاز أنى أفتخر أن أكون مهندسا مع كامل الاحترام والتقدير لباقى المهن التى لا يمكن أن تمارس عملها إلا بفضل الله والمهندس.