الدكتورة أشجان نبيل تكتب.. كلمتين للرئيس


أود أن أسرد في هذا المقال الحديث عن أمر يخص بلدنا الحبيبة وبعيداً عن جدال التخوين والحروب اللفظية مابين المؤيد والمعارض ولكن لنتفق جميعاً علي إن نتكاتف لمصلحة بلدنا الغالية ودون التخير لطرف أو شخص بعينة.
أصبح مُلاحظ الفترة الأخيرة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وبعض البرامج والصفحات الممنهجة الحديث عن الرئيس عبد الفتاح السيسي وكأنة الإله المنزه والمترفع عن كل الأخطاء وأهتم الكثير من الشخصيات بدعم الأسم أكثر من دعم مصلحة البلاد العليا نفسها ودعونا لا ننكر مطلقاً إن معالي رئيس الجمهورية قام بتحقيق العديد من الإنجازات الاقتصاديه والتنموية وأعادة هيكلة الأعمار الإسكاني من خلال المدن الجديدة وشبكة الطرق الحديثة ولا نستطيع نسيان مجهوداته في محاربة الإرهاب واستقرار الأمن القومي المصري من خلال مجهودات رجال القوات المسلحة والشرطة المصرية الشرفاء.
ولا أنكر مطلقاً أنني اتفق مع سياسات رئيس الجمهورية وأختلف مع بعضها وهذا أمر طبيعي جداً لأي رئيس دوله في العالم وتحديدًا دولة بحجم مصر.
ولكن لايصح من البعض مطلقاً أن يخلقوا جواً من المقارنات بين عصر الرئيس السيسي وبين العصور الرئاسية الماضية وذلك لأن طبيعة التوقيت والظروف والشعب نفسه سواء فكرياً أو مادياً مختلفة تماماً لذلك أي حالة من المقارنات سوف تكون ظالمة لكل الأطراف وأولهم هو الشعب نفسه.
ومهماً اختلفنا مع بعض الرؤيا أو السياسات للسيد رئيس الجمهورية لا نسمح مطلقاً بالحديث عنه بصورة خاطئة سواء دولية أو إقليمية لأنه رمز الدولة التي نُجلها ونحترمها جميعاً ويكفينا أنه من رجال القوات المسلحة المصرية ولم يتورط في دم أو خيانة وطنه.
ولكن أسمح ليّ ياسيدي الرئيس أن أنبه سيادتكم أن جميع خطواتك في الإصلاح الاقتصادي والتنموي لا يستوعبها أو يفهمها المواطن المصري البسيط بالرغم من حديثك المستمر عنها وإعلانك الكامل وبصراحة عن توقف منظومة الدعم ( من منطلق الشفافية ).
وسوف أسرد لك في نقاط محددة لماذا يحدث هذا؟
لديك في الدولة منظومة إعلامية أغلبها تعمل عكس اتجاة الدولة هدفها فقط هو مصالحها الشخصية من خلال مجموعة من بعض الأوجه الإعلامية والتي أكلت على مختلف الموائد السياسية واتخذت دور التلميع والتلميح والحرب والفتنة على شخصيات عديدة لذلك فقدت مصداقيتها بالكامل أمام المواطن المصري.
لديك مشكلة في منظومة التعليم وهذا تراكم سنوات طويلة (أصبح الجهل يحاوط الكل) أين المعسكرات والنوادي الصيفية في المدارس التي كانت متواجدة من ذي قبل !!؟
لديك الملف المجتمعي المهمل بالكامل وعدم التركيز على مصلحة استقرار الأسرة المصرية لنري الملايين من المتضررين في المحاكم يتسولوا رؤية أولادهم وكيفية الإنفاق عليهم وفي النهاية نساعد على إنشاء جيل بلا انتماء لأسرته.. فكيف لنا أن نطلب منه في المستقبل الولاء لبلدة !!؟
لديك منظومة فنية (أفلام .مسلسلات .أغاني . مهرجانات) لا تخضع لأي معاير من الضوابط والرقابة وبالتالي شاعت في المجتمع الفساد الأخلاقي وأصبح لدينا التفكير الإلحادي والشذوذ الجنسي منتشر بل وأيضاً تعالت الأصوات للمطالبة بوجودهم في المجتمع من منطلق حقوق الإنسان وحرية التعبير الهدامة.. أين دور المؤسسات الدينية العريقة في التوعيه في المدارس والجامعات وإعادة بناء الفكر الإنساني !!؟
لديك جماعة إرهابية تدعى الإخوان المتأسلمين ما زالت تشيع الفساد الفكري في المجتمع ولا ننكر أبداً مجهودات الدولة في محاربتهم السنوات الماضية ولكن ما زال فكرهم متوطن في عقول الكثيرين من المصريين لأنهم جماعة اهتمت بتربيتهم من الصغر وتوفير كل احتياجاتهم.
لديك مشكلة في غلاء الأسعار في الأسواق وعدم إحكام السيطرة عليها بسبب جشع وطمع التجار ومع الأسف المواطن متخيل إن حضرتك تعلم وراضي وهذا غير حقيقي بالمرة.
لديك فساد وروتين وبيروقراطية في مختلف قطاعات الدولة (الرشوة من أصغر موظف لأكبر مسئول) ومع الأسف الدولة في النهاية تتحمل النتيجة بالكامل.
لديك مجلس النواب المصري الموقر والذي مع الأسف يسير في اتجاه والشعب في اتجاة آخر إلا من رحم ربي وعلي سبيل المثال بعد مرور عدة سنوات ونحن نطالب بتشريع قانون الأحوال الشخصية والذي يختص بملايين المتضررين بل وعلى العكس يهم مصلحة الشعب كله ونجد المجلس يناقش قانون الأكياس البلاستيك.. أي منطق أو عقل يقول هذا !!؟
لديك مسئولين لا يهتمون بشرح خطة الدولة ومجرياتها للشعب نفسه حتى يتكاتف ويفهم الجميع ما تسعون إليه من تطوير للصالح العام ومع الأسف حينما يظهر مسئول يضر بتصريحاته وكلامه أكثر ما يفيد.
سيدي الرئيس إن لم تلتفت لإدراك أن المجتمع أغلبه عقولاً لا تفقه ما تقول وتفكر فيه أنت.. عقولاً ضاعت في الجهل والاحتياج.. عقولاً انتشرت فيها الجريمة المجتمعية.. فسوف نستيقظ وأقصاها بعد عشر سنوات على أجيال لا تعلم من هي مصر وقيمتها ولن نرى شباباً ترفع علم القوات المسلحة المصرية الباسلة والشرطة المصرية للدفاع عن أرض الوطن الغالي.
سيدي الرئيس كلماتي لك تعبر عن معاناة أغلب المواطنين الذين لا يمتلكون هواتف ولا وسائل التواصل الاجتماعي، مواطنين يبحثون عن لقمة العيش فقط ويحلمون بغدٍ أفضل .
لن يستطيع المواطن المصري البسيط أن يشعر بما تفعلونه من أجل الدولة المصرية طالما السلم المجتمعي والإنساني غائب بسبب الجهل والفقر.
ورسالة أخيرة على من يتحدثون عن تمجيد أسم الرئيس عبد الفتاح السيسي.. لا تحدثونا وكأنكم أبطال الوطن ولا تحاولوا نشر حالة من أن الرئيس يتفضل على الشعب بأعماله لأنة جاء لمنصبه بكامل إرادته ويعلم جيداً ماهي مسئوليات إدارة بلد بحجم جمهورية مصر العربية.. أشعروا بمن حولكم وساعدوا في نهضة البلد بعملكم وعلمكم فالأمم تنهض بالعاملين وليس بالمدونين.