جمال رشدي يكتب: رسالة إلى السيد الدكتور وزير التعليم


"اعطي العيش لخبازه حتى لو حرق نصفه" مشكلة مصر الرئيسية ان جهاز الدولة متهالك منذ سنوات طويله "وال زاد الطين بله" ان المسئول أصبح جزء من ثقافة هذا الهالك، بجانب شئ هام اخر ان اختيار المسئول ليس كما تتطلب الحالة المصرية، فنجد فجوة هائله بين مخرجات المسئول الثقافية وبين معطيات حاجة المواطن.
لكن عندما اطلعت على السيرة الذاتية لوزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، الدكتور رضا حجازي، وجدت بداخلها مسيره كبيرة من الخبرات داخل حقل التعليم المصري، بما يوحي انه جزء منصهر من العملية التعليمية ومشاكلها، وترقبت الخطوات والتصريحات في الفترة القليلة التي أعتلى فيها كرسي الوزارة، فوجدت فهم حقيقي لمتطلبات العملية التعليمية وكيفية إصلاحها، واجزم بكل قوة، ان وجد هذا الرجل المساندة الكافية من القيادة السياسية، سيحدث طفرة كبيرة غير مسبوقة في التعليم المصري.
ورحوعا الي ما صرح به الوزير والخاص بتكوين شركة لإدارة السنابر الخاصة بالدروس الخصوصية، والهجوم الذي لاقاه هذا التصريح، ورد الوزير بأن ذلك واقع هرب منه الجميع في الماضي، ولابد ان نتعامل معه بشكل يضمن جوده ذلك الواقع والاستفادة المادية لاستخدامها في تطوير العملية التعليمية وزيادة رواتب المعلمين.
هنا سأختلف كليا مع الوزير، واختلافي نابع من ان تلك الشركة المقترح عملها ستقنن الأخطاء التي تعيش بداخل دائرة العملية التعليمية، والسؤال الأول لماذا أصبح الدرس الخصوصي بديل لدرس المدرسة؟، إجابة السؤال ستتعمق بنا داخل مشاكل العملية التعليمية، فاولا، لان سطور كلمات المنهج في جميع المواد التعليمية تهدف إلى الحفظ، والتلقين، وَتجميد عملية التفكير والابتكار وهنا السبب في عدم قدرة المعلم او الطالب او مدة زمن الحصة في تناول وفك طلاسم ذلك التجمد الذي تسبب في خلق وإنتاج أجيال متجمده أيضا علميا وعمليا وثقافيًا وأخلاقيا.
ومن تلك الكلمات نستمد خيوط الحل وهي نسف كل مناهج المواد التعليمية القائمة، ووضع منهج مبسط قليل الكلمات والسطور يساهم في فتح "برابخ" مهارات التفكير والابداع والبحث والتنقيب العلمي، بالطبع هذا المنهج يتطلب عدة أدوات منها معمل علمي متكامل، مسرح فني متكامل،. ملعب رياضي لجميع الألعاب،، وهنا نرجع للمدة الزمنية للحصة، فان توافر الأدوات سيتوافر العامل الزمني للتعاطي معها ويستطيع المعلم شرح المعلومة ويستطيع الطالب استيعابها، وهنا سيحدث تقسيم للعامل الزمني ما بين سطور المنهج والادوات الترفيهية والتعليمية والرياضية في المدرسة، فعدد حصص الاسبوع التي تصل إلى ٤٠ حصة تقريبا ستقسم ما بين المنهج وتلك الأدوات.
عند ذلك ستصبح العملية التعليمية من العوامل الترفيهية والبناء العلمي والعملي والنفسي والأخلاقي والثقافي للطالب، ولن يحتاج الطالب لوقت زمني اخر، فيما بعد وقت المدرسة لكي يبحث عن من يلقنه المعلومة.
سيادة الوزير، تلك السطور القليلة تتضمن كل مشاكل الحالة التعليمية المصرية والمستمد منها كل مشاكل الحالة المصرية، وأيضا تتضمن الحل والعلاج السريع الناجز على أرض الواقع.
وإن سألتني سيادتك عن كيفية توفير مدرسة متكاملة الأركان كما هو مطلوب في كلمات المقال، اقول لك بكل صدق من الممكن حدوث ذلك في غضون عام واحد عن طريق الاقتراح التالي.
ان تعلن القيادة السياسية عن بناء ١٠ آلاف مدرسة في كل قري ونجوع ومدن مصر كمرحلة أولى، تلك المدارس تتضمن كما ذكرت لسيادتك مسرح ومعمل وملعب، وتطلب تبرع المواطنين لها،. بحيث تقوم القيادة السياسية قبل الإعلان بتحديد أماكن تلك المدرسة والاعلان عنها والطلب من أهالي المنطقة بالتبرع لبنائها، مع تكاتف رجال الأعمال والعاملين بالخارج، مع أيضا توصيل صوره مبسطة سليمة للمواطن بأن تلك المدرسة ستكون نموذج متكامل لتعليم الأبناء وترحمهم من حمل مصروفات الدروس الخصوصية، في التو واللحظة سيتبرع الجميع كلا حسب إمكانياته،، واقترح ان يتم تضمين تلك المدارس من ضمن حياة كريمة.
وعند الانتهاء والبدء في استخدام تلك المدارس، يلزم تواجد المنهج الجديد، وتجهيز المعلم الجديد، والمعلم هنا سيكون صاحب حصانه أدبية على شاكلة دكتور الجامعة، وسيتقاصي اعلي الرواتب داخل لائحة أجور وتشغل مؤسسات الدولة، وإن يكون معد أعداد كامل متكامل، ومع أعداد المعلم يتم اصدار قانون حازم يمنع الدروس الخصوصية وتجريم التعاطي معها عبر عدة تشريعات قوية منها فصل وحبس المعلم الذي يتعاطى معها.
سيادة الوزير ربما يكون ما اطرحه حلم، لكن لا امل بدون حلم ولا تقدم بدون امل ولا امل بدون عمل.