محمد عبداللطيف يكتب: صح النوم يا وزير التعليم


لم يعد سراً أو خافياً على أحد ، أن منظومة التعليم تنزلق بقوة نحو الهاوية ، فكل شئ صار مّباح فى ظل السياسات الفاشلة، التى سيدفع المجتمع ثمنها فادحاً ، وما يجرى فى إدارة المطرية التعليمية، يظل النموزج الصارخ و الدليل القاطع على العبث بأهم مفردات الأمن القومي فى هذه البلد ، وهو ما يدفع للصراخ فى وجه اى مسؤول ، مهما علا أو قل شأنه ، لكى يفيق من غفوته الارادية ، أو يعود الى فهم المعنى العميق لمفهوم المسئولية الوطنية، وأعني فى هذا السياق ، رئيس الحكومة ووزير التربية والتعليم ، ومحافظ القاهرة ووكيل وزارة التعليم ومدير عام المطرية التى تعيش فى برج عادي، وبالمناسبة هى علمت لكنها التزمت الخرس .
هناك الكثير من الفضائح جرت وما زالت تجرى فى بعض المدارس ، و قطعاً ستتنامى وتيرة القبح بصورة مرعبة، فى تلك المنطقة الشعبية الحيوية، ان لم تكن هناك وقفة حقيقية، لكن يبدو أن شيئاً من هذا لن يحدث ابدأ ، فى ظل مناخ عنوانه الأبرز "انتش واجرى "، فما الذى حفز على الكتابة فى هذا الشأن وفى هذا التوقيت ؟ ... ان الكتابة دعوة للصراخ باعلى صوت ، و يقيناً ،سيلحق بنا فى طابور الصراخ كل من يدرك حجم الكارثة .. ومفادها ، أن شكاوى عدة فى وقائع متنوعة ، يتم "الطرمخة "عليها جهاراً نهاراً ، فى تلك الادارة ، التى تحتاج الى تدخل عاجل من الاجهزة الرقابية، لمنع نزيف الفضائح، لكننا سنتوقف أمام نموذج منها ، يتعلق بسوء السلوك و تدنى الأخلاق ، وبدلاً من أن تنتفض الادارة وتهتز اركانها ، لبشاعة الواقعة ، تم الاكتفاء بنقل المدرس المتورط ، والمّدهش قيام قيادى كبير فى الادارة التعليمية، بالتعتيم و التدليس ، لانقاذ صديقه المدرس من فضيحة " التحرش ".. انا هنا لن اسرد محتوى التفاصيل الواردة فى عدد من الشكاوى ، التى احتفظ بصور منها ، وتتعلق بانحرافات شخص بعينه ، ولن اذكر اسم المدرسة ، فالتفاصيل مشينة ، والضحية ، يا سادة يا كرام ، طفلة ، آه والله طفلة فى المرحلة الابتدائية .
الرائحة تزكم الانوف ، و الأحاديث على المقاه لا تتوقف ، ولن تتوقف ، لاننا قبل ان نفيق من صدى فضيحة ، تلاحقنا أخرى اشد مرارة ، والحكايات المتناثرة ، تتراوح ما بين شهريات من مديرى المدارس الى الكبار للطرمخة على الفضائح المالية والادارية .
عرفت كثيراً من الامور التى تصل حد الجرائم ، وعرفت اكثر عن مافيا محترفة داخل قطاعات الوزارة ، تحمى منظومة الفساد ، بحكم مواقعها الوظيفية والقيادية مما انعكس بالتبعية على مديرية القاهرة، و فى القلب منها ادارة المطرية التعليمية ، أما الأخيرة فصار اسمها مرادف للفساد ، نعم ، مرادف للفساد ، الذى تجاوز المالى والادارى وامتد الى ما هو أكثر قسوة من هذا كله .
إن الحشائش المتسلقة والضارة ، راحت تنمو فى هذا الحقل ، وسوف تسئ للغالبية ، ممن يؤمنون بسمو رسالتهم ، لكن المخيف هو تنامى تلك الظاهرة ، مالم يتم اجتثاث الحشائش الضارة من جزورها ، فهذه الفئة تجد من يساندها من مافيا باتت تحكم وتتحكم كاصحاب العزب الخاصة ، ما دام كل مسؤول يحصل على نصيبه من "الميغة" ، اما نحن فنؤكد ان الملف سيظل مفتوحاً.