الدكتورة ميار الببلاوي تكتب.. أشباه الرجال


السلام عليكم مش عارفه بجد ممكن أبدأ منين مقالتي الأسبوعية معاكم واللي بيسعدني ويشرفني وبكون في منتهى الشوق والحرص على أن تكون نافعة بها ما يمكن أن يكون في ميزان حسناتي فالكلمة أمانة ومنذ أن انتهيت من المقال السابق وأنا أفكر في مقالي الجديد أترك عيني كعدسة الكاميرا ترصد أدق تفاصيل ما حولي وأذني كرادار يسجل كل الكلمات ولكني مازلت في حيرة من أمري فأنا فعلا منهكة ومشغولة لدرجة لم تحدث لي من قبل فمناقشة رسالتي للدكتوراه لم يتبقى عليها سوى أيام قليلة ٤سنوات من الجهد والتحصيل لجمع مادة علمية فقهية إعلامية تفيد من يقرائها وتترك أثرًا في الوسط الإعلامي فحيرتي سببها أني.
لا أعلم هل أتحدث عن الخوف من المواجهة وهو ما أعيشه الآن أم عن كلمة غاية في الأهمية وهي الخذلان نعم الخذلان فلنختر أن نتحدث عن هذا الخذلان وما يحدثه في القلب من كسرة ليس لها جبرة أنها تشبه الخنجر المسموم في جسد هزيل فما أضعف قلوبنا حينما تتعلق بصديق حميم أو بأخ شقيق أو بحبيب أو زوج أو شريك حياة، التعلق هذا هو مرحلة من مراحل متعددة حينما نصل إليها ونجتازها يكون لدينا تصور أو حلم مع من تعلقنا بهم فمرحلة الإعجاب ثم العهود ثم الاعتماد ثم التعلق ثم مشاركة المسيرة بحلوها ومرها أن يكون هذا الشخص يدك الأخرى وعينك الثالثة وبسمتك في أكدار الحياة ودرعك في حروبها ثم فجأة يتحول لسبب أو آخر فتجد شخص لا تعرفه ولا تريد أن تعرفه فاليد الأخرى التى كانت تدفعك للأمام ما زلت تدفعك ولكن للسقوط السقوط في هاويه مظلمة وعينك الثالثة أصبحت غشاوة أصابتك بالعمى فبدلا من عيونك الثلاث أصبحت أعمى تتخبط لا تدرى ماذا يحدث من حولك.
لا تتهموني أنى أهول وأتمادى في وصف الخذلان تلك الكلمة القاسية التى لايجعلها فعلا إلا أناس أشد قسوة فما أصعب من صديق أمنته سرك فخذلك بأفشاه أو زوج عاهدك على الموت سويا فخانك وتركك تموت وحيدا ولم يوف بعهد أو وعد تجرد من رجولته أو ربما لم تكن موجودة من البداية فمن يمارسون الخذلان من الرجال على النساء هم ذكور لايرتقوا إلى درجة الرجال فليس كل ذكر رجل فالرجل الحق لا يخذل أنثاه الرجل الحق هو من يلتزم بعهده ووعده الذي أعطاه لله بأخذ هذه المرأة كأمانة تصان حتى آخر العمر كيف يخذلها ويتركها أو يخونها.
فالرجل الذى يهرب من المسؤلية أو يدمن الخيانة أو استشعار قوته على أنثاه لا أجد له وصفا غير أنه أحط أنواع البشر فقد قال الله (وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم ميثاقا غليظا) وقال الحبيب المصطفى ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا ليئيم ) وقال "استوصوا بالنساء خيرا" هل كل هذه الأحاديث والآيات والتى ليس محل ذكرها جميعا الآن لا تعنى لهذه النوعية من الذكور عفوا فقد اتفقنا أنهم ليسوا رجال شيئا نصيحة لكل امرأة إذا استخرتى الله فى زواج تحرى عن عائلة زوجك هل كان لهم تاريخ في الخذلان لزوجات ابنائهم الآخرين هل هذه العائلة لها كبير ذو عقل رشيد وقلب كبير يخشى الله فلا يقبل أن تخذلى بعد أن أصبحتى واحدة منهم أم لا في الصعيد عندنا بيقولوا "اللي ملوش كبير بيشتريله كبير" ودا علشان يترجعله في أي وقت يبقى حكم عدل بدون تحيز لأنه ربما له ابنه مثلك وما يفعله سيرد له إن عاجلا أو آجلا فافعل ماشئت كماتدين تدان.
خلاصه القول لابد أن تدرسي معركتك جيدا قبل أن تخوضيها فخسران المعركة ليس بالأمر الهين فالمهزوم تملى عليه شروط المنتصر ومن يخذلك لن يرحمك كوني قوية تخطى خذلانك وارفعي رايات حمراء تعلن أنكي ملغمة بمشاعر الانتقام ولا ترفعي راية بيضاء مستسلمة للخذلان ما دمتي أخذتي بالأسباب منذ البداية وأخذتي العهود والمواثيق فليس ذنبك أنهم ذكور وليسوا رجال.
ورسالتي أيضا للرجل فالمرأة التي خذلتك بعد حب كبير وعدم تقصير منك لا تبقى عليها وإن تركتها لا تعود إليها فما أشد خيانة المرأة على قلب زوج أو حبيب تجعله يدفن مشاعر المودة والرحمة وترفع رايات الكرامة والكبرياء فالرجل الشرقي لا يغفر لأنثاه أي خذلان عندنا في الصعيد من تفعل ذلك تقتل بدم بارد وهذا القصاص العادل ولكن أرى رجال في هذه الأيام تخونه المرأة مرارًا وتكرارًا ويعود إليها ألم أقل لكم إنهم أحط أنواع الذكور هذا ماجنيناه من المدنية والانفتاح والاختلاط حقا أقول لكل من يقرأ كلماتي الآن سواء رجلا أم امرأة احسنو الاختيار وأنتم تصعدون درجات سلم الحياة ولا تتخطى درجة قبل أن تثقي أو تثق أين تضع قدمك.
ربما أخذني الحديث عن خذلان الأحبة لأنه الأكثر تاثيرًا فى المجتمع والأسرة هى نواة المجتمع لكن خذلان الأصدقاء يشبه خذلان الدنيا والذى تمارسه معنا بشكل مستمر ولكننا نواجهه ونتخطاه بما يسمى انجاز فتخطى خذلان الأصدقاء بانجزاتك التى يرونها باعتمادك على ذاتك وكأنهم لم يكونوا موجودين أساسا اللهم أبعد عنا من كنا يريد أن يخذلنا وقونا بقوتك وأمدنا بمددك وللحديث بقيه سلام.