أحمد رجب يكتب.. سي لطفي


أرى معظمنا وقد تحول دون أن يدري إلي سي لطفي !!.. وسي لطفي هو ذلك الفنان الكوميدي خفيف الظل بدين الجسد طيب القلب الذي ربما لم يعرف معظم الشعب المصري اسمة الحقيقي حتى الآن !! .. أرانا وقد تحول معظمنا إلى تائهين هائمين على أرض الله الواسعة نبحث ونفتش وننقب عن بصيص الأمل الذي ربما يختلف من شخص إلى آخر وفقًا لطموحاتة وأحلامة وتطلعاتة وإن كان يجمعنا هدف واحد وأمل واحد وهو أن نهتدي بأن نصل إلى الحد الأدنى من الوسطية في كل أمور ومناحي حياتنا اليومية.
الوسطية في الدين وفي الخلق وفي الكسب الحلال وفي الروابط الاجتماعية وفي صلة الرحم وفي السياسة وفي الثقافة وفي الحب إن صح التعبير.. فلا تشدد في الدين قد يؤدي بنا إلى السقوط في هاوية التطرف ولا تطرف في الأخلاق قد يؤدي بنا إلى الإنزلاق في بئر الرياء ولا تشدد في البحث عن جلب الرزق لأن الأرزاق بيد الله وقد يؤدي التسرع والتشدد في الحصول علي الرزق السريع إلى الاصطدام بشبح الجريمة والوقوع تحت مظلة قانون العقوبات.. ولا تشدد في العلاقات والروابط الاجتماعية فقد يؤدي ذلك إلى الانجراف في دوامات خطيرة من الاكتئاب لأن العطاء الآن أصبح بقدر ما تحصل علية أنت من عطاء الآخرين وتشددك في حب الآخرين قد يجلب لك الخسارة والشعور بالحرج والندم.
ولا تشدد في السياسة فهي قد تقذف بك في الأتوبيس أو تقعد بك على مقهى الكرنك فتجد نفسك في النهاية أشبة بأبطال فيلم " إحنا بتوع الأتوبيس" أو فيلم " الكرنك" وكلاهما فيلمين جسدا واقعًا حياتيًا ملموسًا عن التشدد في السياسة في حقبة زمنية سالفة كان التشدد والتشدق فيها بالسياسة أشبة بمحاولة الانتحار !! .. ولا تشدد في الثقافة فهي قد تقذفك في بحور الإلحاد أحيانًا وليعوذ بالله !! .. ولا تشدد في الحب فهو قد يجردك من قلبك فيصبح قلبك كالحجارة أو أشد قسوة خاصة لو كان هذا الحب من طرف واحد!!!.. ولنعود إلي سي لطفي وعلاقتة بالتشدد والوسطية.
إن الفنان الكوميدي الكبير الذي معظمنا يجهل اسمة ولكن يعرف شكلة تمامًا ويتذكر خفة دمة وافيهاتة الشهيرة وهو الراحل " حسن أتلة" الذي لعب دورًا سينمائياً شهيراً جسد فية شخصية الواد "غزال" صبي الحانوتي البدين الغبي الكسول مع الفنان الكوميدي الكبير إسماعيل ياسين في فيلم " حماتي ملاك" ودوراً آخر صغيراً شهيراً في فيلم "إسماعيل ياسين في مستشفي المجانين " وفي دورة الأخير كان يمسك بصحيفة في يدة وكان متشدد في أنه سوف يصل حتماً إلى "سي لطفي" ولكنه كان يفشل في النهاية ثم يعود ويتشدد ويصمم أنة سيجد سي لطفي ثم يفشل بعد أن يؤكد له إسماعيل ياسين مراراً وتكراراً أنه حسونة الفطاطري وليس سي لطفي الذي يبحث عنه حسن أتلة !!
دعونا نعترف بأن البحث والتنقيب والتفتيش والسعي عن لذة الوصول إلى المنتهى في كل شيء من حولنا لم ولن نجدة إلا يوم تقوم الساعة.. فلا سعادة كاملة على أرض الدنيا ولا دين كامل ولا أخلاق كاملة ولا حب مكتمل الأركان ولا سياسة ناصعة البياض ولا رزق وفير بلا ضرائب من الخوف والرهبة والفكر !! .. نواقص الأشياء من حكمة الله على كوكب الأرض وكمال الأشياء لايكون إلا عندما تقوم الساعة ولا يكون إلا في الذات الإلهية العليا.. فلا تجهدوا أنفسكم في الوصول إلى منتهى الطموح والأحلام والأرزاق والمناصب وغيرها.
إن التشدد في ذلك والتصميم على ذلك هو أشبه من وجهة نظري ببحث حسن أتلة عن سي لطفي !! .. توسطوا قناعتكم بما كتبة الله ولا تتشددوا وتتسرعوا في ضرورة الوصول إلي آخر درجات السلم .. لأنها مهما كانت تبدوا لكم أنها هي الأخيرة فتيقنوا أنها ليست هكذا.. دعونا نعترف بأن سي لطفي هو شخصية ليس لها وجود ملموس سوى في عقول شبيهة بالفنان حسن أتلة فقط.