المهندس السيد طوبا يكتب ..كلام الناس


يعانى الكثيريون منا من كلام الناس وتصرفاتهم وردود أفعالهم فاذا لم تكن كما نتوقع اصبنا بخيبة أمل شديدة ومنا من تجنب الاختلاط بالناس وفضل العزلة اتقاءا لشرورهم والسنتهم وردود أفعالهم المخيبة للآمال ومن المهم تحليل الامور ووضعها فى نصابها.. فما هى نوعية الناس الذين نعاملهم؟ وما هو رد الفعل الذى نتوقعه؟ وسئل الامام ابن حنبل عن كيفية السلامة من الناس فقال تعطيهم ولا تأخذ منهم يؤذونك ولا تؤذيهم وتقضى مصالحهم ولا تكلفهم بقضاء مصالحك وعندما قيل له انها صعبة يا امام أجاب ويا ليتك تسلم.
كثير منا لا يحسن اختيار من يعاملهم فهناك قواعد ذهبية يجب التدقيق فيها وادراكها بعمق .. ومن أجمل ما قرات فى هذا الشأن ألا تصاحب الجاهل لانه اذا اجتمع الجهل مع الفقر أنتج اجراما ومع الثراء فسادا ومع الحرية فوضى ومع السلطة فسادا ومع الدين ارهابا فاذا استبدلنا الجهل بالعلم فتجده مع الفقر يولد قناعة ومع الثراء ابداعا ومع الحرية سعادة ومع السلطة عدلا ومع الدين استقامة لذا فلا تصاحب الجاهل أبدا.
هناك صفات أساسية لنجاح العلاقات الانسانية منها التواضع والثقافة والعلم والمعرفة لان نتاجها المتعة والافادة وتجنب الغيبة والنميمة وعلينا أيضا توخى الحذر فى اختيار من نعاملهم فلا بد من التأكد من أصل الفرد وأسرته وأهله وأصدقائه لان الاناء دائما ينضح بما فيه.
ويجب علينا جميعا عند عمل أى شىئ أن نعمله خالصا لوجه الله والا ننتظر الاجر والثواب من أحد غير الخالق وقتها ستهدأ الانفس وتستريح وعلينا أن نضع نصب أعيننا الهدف المراد لان الناجح دائما ما تجد عيناه على الهدف أما الفاشل أو الحاقد فعيناه على ما عند الناس أما الهروب والانزواء والتقوقع واعتزال الناس فيعتبر هروبا من المواجهة وعدم ثقة فى النجاح فلا يمكن أن يعيش انسانا بمفرده أو يقضى مصالحه بمعزل عن الناس وأذا قابلنا الاسوأ فلا ننحدر لمستواهم بل نرفعهم لمستوانا وفى كندا أجروا مسابقة طريفة لمعرفة الاسرع فجلبوا أشد كلاب الصيد مع أحد الفهود فى سباق لمعرفة الاسرع عدوا وما أن انطلقت اشارة السباق فوجئ المشاهدون بأن الفهد لم يتحرك من مكانه فى حين انطلقت الكلاب بأقصى سرعتها وعندما سئل خبير فى سلوكيات الحيوانات برر ذلك بأن الفهد يعلم جيدا أنه الاسرع ولا يحتاج الى منازلة الكلاب لاثبات ذلك لانه يشعره بالدونية لذلك.. فالعالم التقى الواثق من نفسه لا يجب أن ينازل الرعاع الجهلة بل يترفع ويحاول رفعهم لمستواه بالحسنى والكلمة الطيبة والاقلال من توقعاته من الغير محتسبا الاجر عند الله.