الاستاذ لطفى و دعاء مراته وولادهم أسامه وعبد الرحمن دايما حاسين ان معمول عليهم حظر تجوال من عم أنس الحلاق ,اللى فاتح محل حلاقه فى أول دور من العمارة اللى ساكن فيها الأستاذ لطفى وعائلته.

الاستاذ لطفى كان فاكر ان عم أنس الحلاق ,هايحل عن سماه وهايسيبه فى حاله هو ومراته وولاده , بعد ماعمل تجديدات مُعتبرة فى المحل بتاعه وخلاه على سنجة عشرة, وهايركز بس مع الزباين ,اللى ماشاء الله بقت تهل عليه من كل حته.

لكن الحقيقة عم أنس خيب ظنه وفضى نفسه خالص وجاب عمال على أعلى مستوى يشتعلوا معاه, يعنى كدا كدا مركز معاك ياعم لطفى لامفر.

فكرة إن حد يبقى مراقب كل تصرفاتك وبيتدخل فى كل أمور حياتك دى كانت حاجه مضايقه لطفى ومراته وولاده جدا, من عم أنس اللى علطول بيسأل عن كل حاجه تخصهم لدرجه انهم كانوا بيحاولوا يستخبوا منه فى الطالعه والنازله ,أو يبقى معاهم اختراع زى طاقية الإخفاء يقدروا يتحركوا بيه على راحتهم .

خير يأستاذ لطفى أنت سرحان ولاإيه, واخد فى وشك و ماسلمتش عليا ,بصوت مجهد رد لطفى أبدا ياعم أنس انا بس راجع من الشغل تعبان ومش هقدر أقعد معاك خالص النهارده , يدوب اطلع ارتاح لى شويه , بكل تصميم وشغف عم أنس رد وقاله لأ.. تعبان إيه تعالى بس نقعد شويه مع بعض نشرب القهوة وندردش ,إلا قولى انا كنت سامع صوت عندك امبارح فى الشقه انت كنت بتزعق مع الولاد ولامع المدام ,لامؤاخذه يعنى فى ده السؤال ,أصل انا شوفتها نازله هى و الولاد بعد ماسمعتك بتزعق, بس أنا كنت جوة المحل و مالحقتش أسالها مع انكم كنتوا راجعين مع بعض بعد الشغل زى السمن عالعسل ,خير طمنى فضفض ل عمك أنس ,وكمان ’أسم النبى حارسه’ أسامه ابنك كان من قيمة يومين كدا طالع الشقه ومعاه أفندى حليوه وشه بيضحك بس مالحقتش أسلم عليه ,والدكتور شوقى اخوك والحاجه والدتك بقالهم مدة ماجوش يزوروك ليه ,انتوا زعلانين من بعض طمنى ياحبيبي.

كان رد لطفى على كل الاسئلة دى إنه قام من مكانه وقاله بعد اذنك ياعم أنس أنا راجع من الشغل تعبان وعاوز اطلع ارتاح ,بكل فضول رد عم أنس ,اه صحيح قولى انت عملت ايه فى الشغل النهارده ,اترقيت ولا لسه ,مديرك كويس معاك ولا لأ ,طمنى يابنى .

بكل هدوء انسحب لطفى وساب عم أنس يكمل كلامه مع نفسه وطلع شقته علشان يرتاح ,بس

عم أنس فضوله زاد وقرر انه لازم يعرف لطفى كان بيزعق ليه امبارح ومين الأفندى الحليوة اللى كان أول مرة يشوفه مع أسم النبى حارسه اسامه,والحاجه والدكتور شوقي ماجوش بقالهم مدة ليه .

حمدالله عالسلامه ياست الكل ,راجعه ليه متأخر النهارده ,ده كان الاستقبال اللطيف من عم أنس ل دعاء مرات لطفى علشان يحنن قلبها ,وتجاوبه على أسئلته اللى ماجاوبوش عليها جوزها ,أهلا ياعم أنس خير إن شاء الله ,أنا راجعه من الشغل هلكانه وشايله ,ورايا طبيخ والعيال زمانهم على وصول من المدرسة وعاوزة الحق اعملهم الغدا ,سبنى والنبى فى حالى النهارده ,ده كان رد دعاء على عم أنس قبل مايبدأ حصار الاسئلة اللى خنقتها هيه وجوزها وولادهالدرجة أنهم بقوا يحسوا أنهم متراقبين فعلا .

طبعا عم أنس اضايق جدا , بس مفقدش الأمل وقرر انه يعرف كل حاجه من أسامه وعبدالرحمن ولادهم وهما راجعين من المدرسه,بس للأسف الولاد كمان المرادى ,خيبوا ظنه ومحاولات استدراجهم بالشكولاته ماجبتش فايده لان الولاد نفسهم ملوا من أسئلة عم أنس المستمرة.

عم أنس .. ده الشخص الفضولى اللى بنسميه الحشرى اللى زهق أستاذ لطفى وعائلتة من كتر ماهو حابب يتدخل فى تفاصيل حياتهم ويعرف كل كبيرة وصغيرة عنهم .

عم أنس راجل طيب ممكن يكون عاوز يعرف التفاصيل دى عن حياتهم لمجرد الفضول بس ,يعنى مش هايضرهم فى حاجه مجرد انه عاوز يبقى ملم بكل التفاصيل اللى حوليه حتى لو ماتخصوش.

بس للأسف فى نوعيات تانية فى حياتنا فضولهم مُضر, يعنى بيعرفوا تفاصيل حياتك علشان تبقى مواضيع يحكوا فيها مع اصحابهم وجيرانهم ,وهما بيشربوا شاى العصارى مش بس كدا ده ممكن يستغلوها سوء استغلال.

أيا كان بقى نوع الفضول ,أو نوع الناس اللى بتمارس الفضول ,هو ليه طول الوقت أحس انى متعرى لمجرد ان فى ناس حشريه عاوزة تعرف انا أكلت ايه ,وشربت ايه ,هاتجوز امته , أمى بتحب مراتى ولالأ , أولادى نحجوا ولاسقطوا ,أخويا بيزورنى ولا مقاطعنى ,مراتى ولدت ولامش هتولد خالص.

خصوصيات الناس دى خط أحمر ,يعنى ماينفع أعيشهم دايما فى قلق وأفضل مراقب تصرفاتهم و مركز معاهم .

عم أنس فى منه كتير فى حياتك ,ممكن يبقى قريبك ,صاحبك,جارك ,صاحب أبوك ,زميلك ,مديرك ,سواق الميكروباص،يعنى لامفر من وجوده، شطارتك بقي إنك دايما ماتريحوش لحد مايمل أو يبطل و يسيب الكار.

لكل واحد عايش دور (الحشرى ) فى حياتنا ,أرجوك خف شويه علينا , ربنا يسترك.