تحقيقات

نص الكلمة الكاملة للرئيس السيسي أمام المنتدى الاقتصادي السنوي الروسي

خط أحمر

ألقى الرئيس عبدالفتاح السيسي كلمته خلال مشاركته عبر الفيديو أمام المنتدى الاقتصادي السنوي الروسي والمنعقد في سان بطرسبورج، قائلا إن المنتدى هذا العام يُعقد في ظل ظروف وتحديات سياسية واقتصادية غير مسبوقة، وذات طبيعة استراتيجية، ونأمل في أن تسهم مخرجات المنتدى في إيجاد الحلول الفعالة لهذه التحديات، وبالشكل الذي يخفف من شدة الأزمة الاقتصادية العالمية وتداعياتها.

وأضاف السيسي أن الأزمة الاقتصادية العالمية قد ألقت بتداعياتها السلبية على العديد من دول العالم، خاصة اقتصاديات الدول الناشئة، وكذلك على النحو الذي يأخذ في الاعتبار مخاوف ومصالح جميع الأطراف، ويحقق أمن الشعوب والطمأنينة لها عبر تفاهمات سياسية طويلة المدى.

وتابع: «التفاهمات السياسية طويلة المدى تفتح المجال لنمو الاقتصاد العالمي، لا سيما في ظل جائحة كورونا الحادة التي كلفت مجتمعاتنا ضحايا وأموالاً طائلة، تجعلنا حريصين على تفادي أي تباطؤ في الاقتصاد العالمي».

وأكد أن مصر تعتز بعلاقات الصداقة التاريخية الوطيدة مع روسيا الاتحادية، كما تعتز بالتطور الملموس الذي شهدته العلاقات بين البلدين خلال السنوات الأخيرة في العديد من القطاعات الحيوية لاقتصاد ورفاهية الشعبين.

ولفت إلى أن مصر انخرطت مع روسيا خلال السنوات الأخيرة في تنفيذ مشروعات كبيرة وطموحة تخدم بلدينا وتستجيب لتطلعات شعبينا في تحقيق المزيد من التقدم الاقتصادي، وأبرزها مشروع إنشاء المحطة النووية في الضبعة، الذي يأتي في سياق استراتيجية الدولة للتوسع في المشروعات القومية لاستخدام مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة، وكذلك مشروع إنشاء المنطقة الصناعية الروسية بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس.

وواصل: «وشهدت مصر أحداثًا استثنائية خلال العقد الماضي، وكان لها تأثير بالغ على مجمل الوضع الاقتصادي في البلاد».

وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أن مصر شهدت خلال العقد الماضي، أحداثا استثنائية كان لها تأثير بالغ على مجمل الوضع الاقتصادي في البلاد، وقد نهض الشعب المصري للعبور من هذه الأزمة من خلال دعم رؤية واضحة عمادها الأساسي هو الاستثمار في الإنسان المصري وتنمية قدراته.

واستكمل: «ومن هذا المنطلق جاء تدشين رؤية مصر 2030، لتعكس خطة استراتيجية طويلة المدى للدولة لتحقيق مبادئ وأهداف التنمية المستدامة بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية».

وتابع: «تأسيسا على هذه الرؤية قامت الحكومة المصرية بتحديث البنية التشريعية من أجل أن تتمكن مصر من استقطاب مزيد من الاستثمارات الأجنبية، ما أهَّل مصر لتكون صاحبة المركز الأول للدول الجاذبة للاستثمارات الأجنبية في أفريقيا ولتصبح إحدى الدول القليلة في العالم القادرة على تحقيق معدل نمو وصل إلى نسبة إلى 3.3% في عام 2021 على الرغم من التحديات السلبية لانتشار فيروس كورونا عالميا».

وواصل: «في الوقت الذي نتوقع فيه أن ينمو الاقتصاد المصري بنسبة 5.5% خلال العام المالي الجاري، كما زادت صادرات البلاد غير النفطية خلال عام 2021 لتبلغ 32 مليار دولار».

وأفاد بأن مصر نجحت في إطار استراتيجيتها لتعظيم قدراتها من أجل تنفيذ مشروعات زراعية عملاقة، تستهدف زيادة الرقعة الزراعية بنحو 2 مليون فدان.

كما أكد أن مصر تنفذ مشروعات ضخمة في مجال النقل والمواصلات عبر مد آلاف الكيلومترات من الطرق وتطوير منظومة النقل المصري، عبر إدخال مشروعات جديدة مثل مشروع القطار السريع الذي سيمثل وسيلة للربط بين البحرين الأحمر والمتوسط، الأمر الذي من شأنه تعزيز وتسهيل حركة التجارة الدولية.

وتابع: «يضاف إلى ذلك المشروعات الصناعية العملاقة والعديد من المشروعات في مجال الطاقة النظيفة التي تدشن في مصر بمعدل متسارع على مدار الفترة الأخيرة».

وأفاد: «على الرغم من الجهود الوطنية سالفة الذكر، إلا أن العمل المصري ومحاولات النهوض اصطدمت مؤخرا بأزمات اقتصادية خلفاتها جائحة كورونا، والتي ما لبث للعالم أن يتعافى جزئيا من آثارها حتى أطلت علينا أزمة اقتصادية كبرى، ألقت بظلالها على معدلات النمو وأثرت سلبا على موازنات الدول بالنظر لارتفاع أسعار المحروقات وتراجع اسعار العملات الوطنية في مواجهة العملات الصعبة».

واستكمل: «فضلا عن اضطراب سلاسل الإمداد ومن ثم ظهور أزمة الغذاء، وكذا عدم انتظام حركة الطيران المدني، بما يرتبط هذا القطاع من مجالات حيوية بالنسبة للاقتصاد المصري، وفي مقدمتها السياحة والتأمين».

وأضاف أن التصدي لهذه الأزمة ذات الطابع الدولي يتطلب أيضا جهدا دوليا وتعاونا من جميع الأطراف من أجل إعادة الأمور إلى نصابها الطبيعي ولا سيما حركة الملاحة البحرية وانتظام سلاسل الإمداد خاصة المواد الغذائية مثل الحبوب والزيوت النباتية والعمل على استعادة الهدوء والاستقرار على الصعيد الدولي من أجل التخفيف من آثار هذه الأزمة الاقتصادية على الشعوب التي تنشد السلام والتنمية.

ووجَّه الرئيس عبدالفتاح السيسي، التحية لسكان مدينة سان بطرسبورج الروسية، واصفا إياها بالمدينة بالباسلة والمناضلة عبر التاريخ، قائلا إنها تمثل في الوقت ذاته رمزا للثقافة والانفتاح على العالم، كما وجه شكره للرئيس فلاديمير بوتين على دعوته مصر للمشاركة في هذا المنتدى باعتبارها ضيف هذه الدورة آملا للمنتدى والمشاركين فيه النجاح والتوفيق ولمصر وروسيا مزيدا من التعاون البناء والازدهار والتقدم.

ودعا المولى عز وجل أن يعم السلام والاستقرار ربوع العالم، وأن يجنب شعوبنا ويلات الحروب وانعكاساتها الاقتصادية والاجتماعية عبر تغليب لغة الحوار والتفاهم والعيش المشترك».

الرئيس السيسي الرئيس عبدالفتاح السيسي المنتدى الاقتصادي الروسي خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة