مقالات

جمال رشدي يكتب: الحوار الوطني والإصلاح السياسي

خط أحمر

تصريحات السيد الرئيس حملت الكثير من المعاني الوطنية، واجزم بكل تأكيد ان هذا الرجل صادق وأمين في القول والعمل، واجزم أيضا بكل تأكيد انه افضل ما حكم مصر منذ رحيل إمبراطورية الأجداد الفراعنه، اكتب ذلك وانا لا احتاج اي شئ وليس لي اي طلبات، لاني مقيم في احد دول الخليج للعمل، والحمدلله، كل ما اطلبه واتمناه ان ارى بلدي مصر عظيمة، كما كانت اثناء امبراطوريتها، وهكذا يعيش ذلك الحلم في داخلي دوما.

فعندما اكتب أو اتكلم، فمصر حلم الإمبراطورية التي بداخلي هي التي تنطق، فبكل صدق لا اجهز ما اريد كتابته بل انسياب حب الوطن بداخلي يسطر الكلمات.

توقفت كثيرا وكثيرا وجذبتني مصر التي بداخلي الي دوامة التحليلات والتشابكات والتخمينات، فالحوار الوطني مع من؟ والاصلاح السياسي لمن؟

فمنذ ثورة ٣٠ يونيو، ومصر تعيش حالة تماسك ضد قوي الإرهاب والتطرف، وهنا الطرفان المختلفان، القوي الوطنية وقوي الإرهاب بكل مشتقاتها، فهل الحوار الوطني سيحدث بين هذان الطرفان؟. لا أعتقد أن السيد الرئيس يقصد ذلك ولا الشعب سيقبل بذلك، وبخصوص الإصلاح السياسي، الجميع يعلم أيضا، ان الحياة الحزبية والسياسية قائمة على موروث ثقافي مستمد من الممارسات، ونعلم جميعا أن كما كل الأشياء تم تدمير ه عبر ال ستين عام الماضية فلا ثقافة سياسية ولا حياة حزبية، بل جميع المتواجد هو عبارة عن شكليات يتم تقنينها، فليس هناك حياة حزبية او سياسية من الأصل لكي يتم طرح الإصلاح.

والآن سأكتب مثلما كتبت وساكتب لاحقا، الذي يحتاج إلى الحوار والإصلاح والبناء، هو الانسان، ذلك الانسان الذي هو نتاج ال ٦٠ عام الماضية، أصبح اشلاء مكونات انسان عمليا وعلميا وثقافيا َواخلاقيا، ومن ذلك المكون تعيش مصر داخل دوامة مشاكل مغلقه، كنت اتمنى بل واحلم ان تعلن القيادة السياسية عن حوار وطني لكيفية بناء الانسان، هذا هو لب المطلب الملح، ذلك الحوار يتم دعوة خبراء ومتخصصين، في التعليم بكل مراحله، والنخبة الثقافية والمفكرين والكتاب، وعلماء النفس، وذلك لوضع بلورة داخل خطة محكمة، لكيفية تطوير التعليم وبناء مؤسسات إعلامية حقيقية، وتعظبم دور الفن والمسرح والرياضة، وإصلاح منظومة الصحة، واقرار قوانين ناجزة لبتر التسيب الأخلاقي والسلوكي.

هذا هو الحوار والإصلاح الحقيقي، "بناء الانسان" بكل مكوناته، ومن ذلك البناء سيتم معالجة كل مشاكل مصر، من له اذنان للسمع فليسمع.

أما الحوار الوطني والإصلاح السياسي، في ظل الحالة المصرية القائمة سيعطي، زفير وشهيق الحياة مرة أخرى لفوضي الإرهاب والطابور الخامس، وسيضعف التماسك الوطني القوي الداعم للقيادة السياسية.

جمال رشدي الحوار الوطني الإصلاح السياسي خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة