مقالات

المهندس السيد طوبا يكتب .. طرازنا المعمارى

خط أحمر

ما نشاهده الآن من مهرجان المشروعات سواء السكنية أو الادارية أو الاسواق وغيرها لا يمت لتراثنا المعمارى بأى صلة انما يتفنن المعماريون فى نسخ واستيراد طرز معمارية من الخارج لا تتناسب مطلقا مع طبيعتنا ومناخنا وثقافتنا وتراثنا فالاسقف المائلة المغطاه بالقرميد وجدت فى دول تهطل فيها الثلوج وتتجمد على اسطحها طبقات من الجليد بخلاف مناخنا أما الواجهات الزجاجية العملاقة فوجدت فى دول يعانى أهلها من ندرة الشمس وكثرة الغيوم .

وهنالك من يقتبس من العمارة الاغريقية وآخر من البيزنطية وغيره من الطرز والثقافات المعمارية التى لا تنتمى لبلادنا بصلة وبالرغم من غنى الحضارة المصرية والتى تعاقب على ترابها طرز مصرية قديمة وفرعونية وقبطية واسلامية تخلص فى مجملها لضرورة احترام مناخنا الحار والمشمس طوال العام فبنى أجدادنا بالاحجار الموجودة محليا وضيقوا فتحات النوافذ ووضعوا كاسرات شمس أو مشربيات للحماية من الاشعة الشديدة واحترام الخصوصية واخترعوا ملاقف الهواء لتبريد المكان بصورة طبيعية وضيقوا الممرات بين المساكن لالقاء الظلال على المارة واحترموا اتجاهات الريح والشمس فى وضع مبانيهم .

ووضعوا القباب على الاسقف لكسر حدة اشعة الشمس وغيرها مما بنيت عليه الآن نظرية الاستدامة والتى يتغنى بها بعض المفوهين والمتقعرين وطبقها أجدادنا فى السابق بدون هرتله واقتباس أعمى من الغرب بل ونفذها فعلا شيخنا المعمارى حسن فتحى والذى ألصق به بعض الجهلة تخصصه فى عمارة الفقراء وهى مقولة ساذجة حيث طبق حسن فتحى جميع بنود وقواعد الاستدامة فى أعماله ولم يتبقى من تلامذته الا القليل تائهون وسط الزحام

وندائى لكافة المعماريين بالرجوع لاصولنا وحضارتنا قبل الانبهار بالغرب ونظرياته التى علمناها للعالم من قديم الازل وعلى الحكومة وضع اشتراطات واضحة للبناء ومحاولة احياء التراث الاصيل واحترام هويتنا المعمارية التى اندثرت معالمها تحت مزاعم الحداثة والفرنجة

السيد طوبا طرازنا المعمارى العمارة الاغريقية البيزنطية خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة